رئيس مجلس النواب: قمة شرم الشيخ ستظل علامة مضيئة في التاريخ الحديث

ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب كلمة حول قمة شرم الشيخ للسلام – أكتوبر 2025 خلال الجلسة العامة للمجلس اليوم الخميس 26 أكتوبر 2025.
وتنشر بوابة روزال يوسف نص الكلمة:
السيدات والسادة ممثلي الشعب المصري؛
إن للأمم مواقف تصنع التاريخ، وللدول مصائر يختبرها، ولم تغب مصر – بفضل الله – عن موقعها القيادي، ولم تهمل نداء الواجب كلما نادى صوت الحق والإنسانية. إن ما شهدته مدينة شرم الشيخ في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري لم يكن مؤتمراً عابراً على أجندة السياسة الدولية. بل كان حدثا استثنائيا سيظل علامة مشرقة في سجل التاريخ الحديث، عندما اجتمع أكثر من ثلاثين من قادة الدول والحكومات والمنظمات الدولية، تحت الرئاسة المشتركة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مشهد يجسد مكانة مصر الصلبة بين الأمم ويؤكد قدرتها على أن تكون دائما جسرا للسلام وليس ساحة للحرب.
وجاءت هذه القمة نتيجة لجهود مضنية بذلتها مصر على مدى العامين الماضيين، تحركت خلالها على المستوى الإقليمي والدولي من أجل وقف إراقة الدماء في غزة، ولكي ترتفع لغة العقل والحكمة فوق ضجيج المدافع. وكانت الدعوة المصرية دعوة للحياة في مواجهة آلة الموت، وصوتاً للإنسانية في زمن خفتت فيه الأصوات.
وفي مشهد مهيب، وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام زعماء العالم، مطالبا بالحل العادل والدائم الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، مؤكدا أن السلام العادل ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة إنسانية وأمنية لاستقرار المنطقة والعالم. وتوجت هذه الجهود المخلصة باتفاق شرم الشيخ الذي وضع حدا للحرب في غزة، ومهد الطريق لمرحلة جديدة من التعاون الدولي تتعلق بوقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وفتح الممرات الإنسانية والإغاثية على نطاق واسع أمام الشعب الفلسطيني الذي عانى من ويلات القصف والجوع والدمار.
كما يمهد الاتفاق – كما أعلن الرئيس الأمريكي – لمراحل متكاملة تبدأ بإرساء الأمن، والقضايا المتعلقة بالحكم، وتهيئة الظروف لإعادة إعمار غزة، وتنتهي بمسار سياسي واضح المعالم نحو تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية. ممثلو الشعب المصري؛
إن المشاركة رفيعة المستوى التي شهدتها القمة، من القادة الذين أتوا من جميع أنحاء العالم، تعد دليلا قاطعا على مكانة مصر وقيادتها الحكيمة في ضمير شعوب وحكومات العالم، واعتراف بقدرتها على الحفاظ على نزاهتها وتحمل مسؤولياتها الدولية والإقليمية بثقة وكفاءة وإخلاص.
ولم يكن مؤتمر شرم الشيخ للسلام محطة نهاية، بل نقطة انطلاق لمسار جديد للعمل الدولي المشترك، يعكس الدعم الواضح من المجتمع الدولي لجهود مصر والشركاء الإقليميين والدوليين لإنهاء الحرب ومعالجة جذور عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وأبرزها غياب التسوية العادلة للقضية الفلسطينية.
لقد أثبتت القيادة المصرية بالقول والفعل أن التمسك بالمبدأ ليس خيارا بل هو قدر تفرضه المسؤولية وتعززه التجربة. ووقف أبناء مصر في الداخل والخارج يراقبون قائدهم وهو يستقبل ضيوف البلاد بوجه يفيض بالحكمة والوقار، وبأداء دبلوماسي رفيع المستوى جمع بين صلابة الموقف، ومرونة الحوار، وسمو الهدف.
وكانت ضيافة مصر – كما عرفناها – ضيافة الأراضي الطيبة والقلوب الطاهرة، ضيافة القدير الذي لا يتكبر، والعادل الذي لا يضعف، والصادق الذي لا يطلب إلا الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.
وإن شاء الله ستظل مصر قيادة وشعبا وفية لرسالتها، حارسة بوابة السلام، ساهرة على أمن الوطن، لا تدخر جهدا ولا تدخر جهدا في نصرة الحق، وحفظ الكرامة، وإغاثة المنكوبين، لينعم إخواننا الفلسطينيون بالأمن بعد الخوف، والرخاء بعد الدمار، والحرية بعد القيود.
حفظ الله مصر، ووفق قائدها ورجالها في استكمال عملية السلام، وأعاد أمنها للمنطقة، وحقوقها لفلسطين، وعقلها للإنسانية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر