في غزة، عائلات تعيد بناء حياتها بين الأنقاض رغم “الدمار الذي لا يستوعبه عقل”

في غزة، عائلات تعيد بناء حياتها بين الأنقاض رغم “الدمار الذي لا يستوعبه عقل”
بينما كان يعكف ابنه على إزالة الركام بمعول بدائي بين الرمال والكتل الأسمنتية التي تبرز منها أسياخ حديدية ملتوية كانت تشكل معا يوما حوائط بيت احتضن أسرته، قال أيمن عوض الله لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة إنه رغم العودة لما كان بيتا فإنه “لا مياه ولا صرف صحي ولا بنية تحتية. لا حياة هنا، لا شيء على الإطلاق”.
أيمن عوض الله، فلسطيني من مدينة غزة عاد إلى ما تبقى من منزله الذي دمرته الحرب، يبحث بين أنقاض بيته.
تسلق أيمن – الذي كان بين من عادوا إلى بيوتهم بعد دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ – تلا من ركام بيته في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة بحثا عما تبقى من متعلقات، وفي محاولة لإزاحة بعض من الأنقاض مستخدما يديه التي كساهما الغبار.
وأثناء التقاط الأنفاس بعد نزوله من تل الأنقاض في رحلة كادت تنزلق قدماه فيها عدة مرات، قال والحزن يكسو صوته “الدمار الهائل في كل مكان هنا لا يمكن أن يستوعبه عقل”.
واستطرد قائلا والحيرة تعلو وجهه: “أمام كل هذا، لا أعرف ماذا أفعل. أشعر وكأننا في كابوس. ماذا عسانا أن نفعل؟ نحن حائرون”.

أحد الطرق في مدينة غزة حيث يبدو الدمار الذي خلفته الحرب جليا.
أمل في عيش حياة كريمة
وعلى مقربة مما كان بيت أيمن عوض الله، تنقل مراسلنا على طول شارع الجلاء في وسط غزة حيث تجثو تلال من الركام على جانبي الطريق لما كان يوما مباني عامرة بالحياة. وبين الركام بقيت بعض المباني صامدة، رغم الأضرار البالغة التي لحقت بها، وآثار الحرب التي بدت غائرة على نوافذها وحوائطها.
وما بين الحطام والأنقاض، أطلت رفات بشرية مختلطة بالكتل الأسمنتية والسيارات المدمرة ومتعلقات دفنت تحت الركام، علاوة على ذخائر غير منفجرة.
ووسط هذا المشهد والدمار الذي يخيم على المكان، استطاع محمد الصالح انتشال بعض متعلقات أسرته بعد عودتهم إلى بيتهم الذي أصبح كومة من الأنقاض.

محمد الصالح عاد إلى منزله الذي دمرته الحرب في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
ومن أجل إعادة ولو بصيص من الحياة الطبيعية، قال محمد الصالح لمراسلنا وهو يشير إلى مساحة أحاطها ببعض الأعمدة الخشبية والقماش المشمع: “أبني مكانا لإشعال نار الطهي، فليس لدينا غاز للطهي، ولا أي شيء. لكن نحمد الله على كل شيء”. لكنه أكد أنهم “متعبون” حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على مياه الشرب، كما أن مياه الغسيل والاستحمام غير متوفرة، “فكل شيء معدوم”.
كان محمد الصالح يتجول بين تلال الأنقاض ثم توقف قليلا ليقول إن ما يتمناه الآن “أن تبدأ عملية إعادة الإعمار لنعيش حياة كريمة كسائر شعوب العالم”.
ووفقا لتقييم الاحتياجات العاجلة الذي أجرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي فإن إعادة إعمار قطاع غزة ستتطلب نحو 70 مليار دولار.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un