فن ومشاهير

ملح إبسوم.. السر القديم للعناية بالجسم والجمال

ملح إبسوم.. السر القديم للعناية بالجسم والجمال     
زيزي عبد الغفار   

في زمن تهيمن فيه المواد الكيميائية المعقدة ووصفات التجميل الحديثة، أصبح هناك حل بسيط وموثوق له جذوره في أعماق التاريخ، وحافظ على مكانته في المنازل وكذلك في صفحات المجلات وفي وصفات المشاهير.

ملح إبسوم، أو كبريتات المغنيسيوم، هو مركب طبيعي يجمع بين بساطة المكونات وفعالية النتائج، ويستمر في إثارة اهتمام الباحثين ويحافظ على سحره الدائم في عالم الجمال والعافية.


لا يتم إنتاج ملح إبسوم في المختبرات الصناعية، بل في نبع طبيعي في مدينة إبسوم الإنجليزية، حيث تم اكتشافه لأول مرة. وعلى الرغم من اختلافه كيميائيًا عن ملح الطعام، إلا أن بلوراته اللامعة جعلت الناس يطلقون عليه نفس الاسم.
على مر القرون، تحول من كونه علاجًا شعبيًا لتخفيف التوتر وآلام العضلات إلى عنصر أساسي في العناية بالجسم وطقوس الاسترخاء.

وتكمن قيمته في احتوائه على المغنيسيوم والكبريتات. ويدعم المغنيسيوم وظائف العضلات والأعصاب، وينظم ضغط الدم، ويساعد في إنتاج الطاقة، بينما تساهم الكبريتات في تخليص الجسم من السموم ودعم صحة المفاصل.

ويعتمد استخدامه في الحمامات على امتصاص هذين العنصرين من خلال الجلد، مما يعطي شعوراً فورياً بالراحة ويعيد التوازن الطبيعي للجسم بطريقة لطيفة وآمنة.

منذ القرن التاسع عشر، ارتبط ملح إبسوم بفكرة الراحة الجسدية والنفسية، حيث اعتاد الناس على تذويبه في الماء الدافئ لتجديد نشاطهم بعد يوم طويل ومرهق.

ولا تزال هذه الطقوس شائعة حتى اليوم، حيث يساعد الاستحمام بالماء الدافئ الممزوج بملح إبسوم على تخفيف توتر العضلات وتقليل التورم الطفيف، خاصة في الساقين والقدمين.

ويشير بعض الخبراء إلى أن الشعور بالراحة بعد هذا الحمام يرجع في المقام الأول إلى تأثير درجة حرارة الماء وتنشيط الدورة الدموية أكثر من امتصاص المعادن نفسها.

على الرغم من الاعتقاد السائد بأن المغنيسيوم يساعد على تصريف السوائل الزائدة من الأنسجة وتقليل احتباس الماء، إلا أن الأدلة العلمية حول امتصاصه عبر الجلد لا تزال محدودة، مما يجعل تأثيره أقرب إلى الدعم العلاجي المساعد منه إلى الدعم الدوائي.

إلا أن الكثيرين ما زالوا يشيدون بقدرته على تحقيق الاسترخاء والراحة النفسية، فيما أكدت تجارب بعض المشاهير مثل غوينيث بالترو وفيكتوريا بيكهام فعاليته في تقليل الانتفاخات ومنح الجسم مظهراً أخف وأكثر تناسقاً.

في روتين العناية الشخصية والجمال الخاص بك، يبرز ملح إبسوم كمكون بسيط يعطي نتائج ملموسة في العناية بالبشرة والشعر، حيث يمكن مزجه مع منظف الوجه أو كريم مرطب لتنظيف البشرة بلطف وإزالة الخلايا الميتة، مما يمنح البشرة نعومة وإشراقة طبيعية.

كما أنه يستخدم مع الشامبو أو البلسم لتقليل الزيوت الزائدة وتحفيز فروة الرأس، مما يجعل الشعر يبدو أكثر حيوية ولمعانًا. وقد أشاد العديد من خبراء التجميل ومحبي العناية الطبيعية بقدرته على توفير شعور بالنظافة والانتعاش يشبه تأثير “جلسة سبا” منزلية فاخرة.

وعلى الرغم من أنه ليس علاجًا سحريًا، إلا أن تأثيره الفوري والبسيط يجعله إضافة شائعة إلى الروتين اليومي للباحثات عن لمسة جمالية طبيعية وسهلة التنفيذ.

بصرف النظر عن استخداماته الجمالية، يعد ملح إبسوم علاجًا منزليًا فعالًا لتخفيف التعب وآلام العضلات بعد المجهود البدني أو يوم طويل من الوقوف. يساعد نقع القدمين أو الجسم في الماء الدافئ مع إضافة هذا الملح على تقليل التورم وتنشيط الدورة الدموية واسترخاء المفاصل المتوترة.

كما أنه يستخدم لتخفيف الانزعاج الناتج عن الكدمات أو الالتواءات البسيطة أو الأظافر الناشبة، إما من خلال النقع أو من خلال الكمادات الموضعية، مما يوفر شعورًا فوريًا بالراحة.

وعلى الرغم من أنه ليس علاجًا طبيًا مباشرًا، إلا أن تأثيره المهدئ جعله خيارًا شائعًا بين الرياضيين ومحبي الرعاية الطبيعية، نظرًا لقدرته على تخفيف التشنجات العضلية وتسريع عملية الشفاء بطريقة لطيفة وآمنة.

على الرغم من انتشار استخدام ملح إبسوم في مجالات التجميل والصحة، إلا أن فعاليته العلمية لا تزال موضع جدل.

وبحسب موقع Medical News Today، لم تثبت الأبحاث حتى الآن أن المغنيسيوم قادر على اختراق الجلد بكميات كافية ليكون له تأثير فسيولوجي كبير، في حين أن الشعور بالراحة يرجع على الأرجح إلى العوامل الحرارية والنفسية المرتبطة بالاستحمام نفسه.

تشير بعض الدراسات إلى أن امتصاص المغنيسيوم عبر الجلد محدود، بينما يرى البعض الآخر أن هذه الكمية غير كافية لتحقيق فوائد صحية واضحة. إلا أن العديد من التجارب الشخصية تؤكد تأثيره المهدئ وتحسين الحالة المزاجية بعد استخدامه.

ويتفق الخبراء على أن الاستحمام بالماء الدافئ في حد ذاته يساهم في تقليل التوتر وتحفيز الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يجعل ملح إبسوم مكملاً فعالاً لتجربة استرخاء مفيدة، حتى لو كانت الفوائد المعدنية المباشرة محدودة.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : lebanon24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى