المملكة: عاجل حَجْر لعامين وحظر للمحوّرة وراثيًا.. اشتراطات جديدة لاستيراد شتلات البن

مكافحة الآفات النباتية
وأوضح المركز أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع دخول الآفات النباتية الخطرة إلى الدولة، وتنظيم حركة تداول الشتلات داخليا لضمان التتبع والمراقبة الفعالة، مما يحد من الممارسات العشوائية التي قد تضر بهذا القطاع الزراعي الحيوي الذي يستفيد منه آلاف المزارعين.وتفرض الضوابط المقترحة سلسلة من الإجراءات الصارمة بدءا من بلد المنشأ، حيث يلزم المشروع المستوردين. وذلك من خلال تقديم طلب منفصل لكل دولة مصدرة، مع إرفاق المستندات التفصيلية بما في ذلك فاتورة الشراء والاسم العلمي للنباتات.
كما يحظر المشروع بشكل قاطع استيراد أي شتلات مأخوذة من أمهات معدلة وراثيا، مع إعطاء الجهات الرسمية الحق في إيقاف أي تصريح استيراد فور ظهور تهديدات بكتيرية في بلد التصدير.
ولضمان أقصى معايير الموثوقية: اشترط المشروع أن تكون كل شحنة مصحوبة بشهادة منشأ وشهادة صحة نباتية صادرة عن الجهات الرسمية، وأن يكون المشتل المصدر معتمداً من الجهات المختصة في بلده.
متطلبات استيراد الشتلات
وتشمل الاشتراطات ضرورة استيراد الشتلات من المناطق المعلنة خلوها التام من بكتيريا “Xylella fastidiosa” القاتلة، مع تقديم نتيجة فحص مختبري تؤكد خلوها من مسببات الأمراض قبل 15 يوماً من شحنها.وعندما تصل الشحنات إلى الموانئ السعودية، تبدأ مرحلة ثانية من التدقيق، لا تقل صرامة، حيث يتم فحص جميع المستندات. ومطابقتها مع الشحنة، قبل سحب العينات لإجراء فحوصات معملية دقيقة للكشف عن قائمة واسعة من الآفات، بما في ذلك بكتيريا فساد الزيتون، وأنواع متعددة من الديدان الخيطية، والأمراض الفطرية والحشرية الخطيرة.
وأبرز ما يميز هذه الإجراءات هو فرض فترة مراقبة غير مسبوقة تمتد لمدة سنتين كاملتين بعد دخول الشتلات السليمة، حيث يتم نقلها أولاً إلى المشاتل الحجرية المعتمدة لمدة ستة أشهر، ثم تبقى تحت الإشراف الميداني في موقع الزراعة الدائمة لمدة عام ونصف آخر، مع منع أخذ أي مواد إكثار خلال هذه الفترة للتأكد من عدم ظهور أمراض كامنة.
ولم تقتصر الضوابط على الشتلات المستوردة، بل امتدت لتشمل تنظيم الإنتاج والرقابة داخل المملكة. وألزم المشروع مشاتل الإنتاج المحلي بالحصول على الاعتماد الرسمي، واستخدام الحقول الأم النقية المسجلة لدى “الوقية” كمصدر وحيد لمواد الإكثار، مع منع إنتاج أي أصناف غير معتمدة رسميا.
وتخضع المشاتل المحلية لثلاث زيارات تفتيشية ميدانية ومخبرية من قبل مفتشي “الوقاية”، بدءاً بفحص البذور قبل زراعتها، مروراً بفحص الشتول في مراحل نموها. الأول، وينتهي بالفحص النهائي قبل تجهيزها للبيع والتداول، مع أخذ عينات عشوائية للفحص المخبري.
ولاستكمال حلقة المراقبة، اشترط المشروع أن تحمل جميع الشتلات المتداولة داخل المملكة شهادة نقل رسمية صادرة عن المركز، مع قيام المفتشين بزيارات دورية للأسواق والمزارع لمراقبة الوضع الصحي للنباتات، واتخاذ الإجراءات الفورية لضبط وتدمير أي شتلات مصابة أو مجهولة المصدر، مما يوفر حماية مباشرة للمزارعين ويضمن وصول منتج آمن وعالي الجودة إلى الحقول السعودية.