مال و أعمال

هل تستمر فقاعة أسعار الذهب؟ أبرز ارتفاعات وانهيارات المعدن الأصفر

فقاعة الأسعار هي ظاهرة اقتصادية تحدث عندما يرتفع سعر أحد الأصول، مثل" الهدف="_فارغ"فقاعةعادة ما يحدث ذلك عندما تدفع توقعات ارتفاع الأسعار المستثمرين إلى الشراء بكثافة، مما يؤدي إلى زيادة الطلب بشكل غير طبيعي ورفع الأسعار بشكل أكبر.

ويشجع هذا الارتفاع المزيد من المستثمرين على الدخول، فتتسارع وتيرة الشراء وتتضخم الأسعار بعيداً عن أساسيات السوق الفعلية.

ويعود هذا الشراء المفرط للذهب عادة إلى عوامل متعددة منها الأزمات المالية والسياسية والمضاربات الجماعية وتوقع الأرباح السريعة، بالإضافة إلى تأثير السياسة النقدية والتضخم وتراجع قيمة العملات الورقية.

هذه الفقاعات في كثير من الأحيان لا تدوم طويلا؛ ومع إدراك المستثمرين أن الأسعار مبالغ فيها، تبدأ عملية بيع جماعي، مما يتسبب في انخفاض حاد وسريع.

الارتفاعات التاريخية

وشهدت أوائل السبعينيات ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الذهبوذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون نظام بريتون وودز عام 1971، منهياً بذلك ارتباط الدولار بالذهب. ومع تحرير الأسعار من القيود الحكومية، بدأت في الارتفاع من حوالي 35 دولارًا للأونصة إلى مستويات أعلى مع زيادة الطلب.

كما ساعدت عوامل أخرى على تضخم الأسعار خلال تلك الفترة، مثل أزمة النفط عام 1973 وتباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى تآكل قيمة العملات الورقية، حتى أصبح الذهب وسيلة ملائمة للحفاظ على الثروة.

وكان للحرب الباردة وأحداث الشرق الأوسط تأثير واضح. أيضًا؛ وزادت مخاوف المستثمرين ودعمت الطلب على الذهب كملاذ آمن. ودفعت التوقعات باستمرار ارتفاع الأسعار المزيد من المستثمرين إلى الشراء بسرعة.

وفي يناير/كانون الثاني 1980، وصل الذهب إلى ذروته، مسجلاً نحو 850 دولاراً للأونصة، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت. ومع ذلك، مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بشكل حاد للسيطرة على التضخم، بدأت الأسعار في الانخفاض بسرعة. وأدى هذا التغيير المفاجئ في السياسات النقدية إلى فقدان الثقة واستسلام المستثمرين، مما أدى إلى انهيار الأسعار في غضون أشهر قليلة.

وفي سبتمبر 2011، شهد سوق الذهب قفزة تاريخية أوصلت الأسعار إلى مستويات قياسية تجاوزت 1900 دولار للأونصة، لتصبح إحدى أهم المحطات في تاريخ الذهب الحديث. ولم يكن هذا الارتفاع محض صدفة، بل جاء نتيجة تفاعل العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي أقلقت المستثمرين ودفعتهم للبحث عن ملاذ آمن.

وخلال جائحة كورونا عام 2020، تراوح سعر الذهب بين 1700 دولار و1900 دولار للأوقية، قبل أن يرتفع نهاية العام إلى 2135 دولارا.

مكاسب غير مسبوقة

في عام 2025، ومع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية، والمخاوف من الركود العالمي والضغوط الاقتصادية، كسر سعر أوقية الذهب حاجز 3500 دولار لأول مرة في التاريخ، ويواصل الارتفاع ليصل إلى أكثر من 4050 دولارا، محققا مكاسب غير مسبوقة بلغت أكثر من 52% منذ بداية العام الحالي.

وأبرز أسباب هذا الارتفاع الحاد هي:
– الأزمة المالية العالمية (2008-2010): استمرت تداعيات الأزمة لسنوات وأضعفت الثقة في البنوك والعملات التقليدية.

– برامج التيسير الكمي وخفض أسعار الفائدة: أدت السياسات النقدية التوسعية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى زيادة المخاوف من التضخم، مما جعل الذهب أكثر جاذبية.

– الاضطرابات الجيوسياسية وأزمة الديون الأوروبية: أدت التوترات في الشرق الأوسط وأزمة منطقة اليورو إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.

التقلبات والانهيارات

لكن هذا الصعود لم يدم طويلا؛ ومع تحسن الاقتصاد الأمريكي تدريجيا، وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في النظر في خفض التيسير الكمي، بدأت أسعار الذهب في الانخفاض تدريجيا من عام 2012 فصاعدا. وانخفضت الثقة المفرطة، وانخفضت الأسعار إلى أقل من 1200 دولار للأونصة بحلول عام 2013.

وللذهب أيضاً تقلباته وانهياراته، أبرزها في يوليو 1970 عندما وصل سعر الذهب إلى حوالي 291 دولاراً، وذلك بسبب قوة الدولار والاقتصاد الأمريكي، وهو أدنى سعر للذهب منذ أكثر من 100 عام، حيث وصل سعره إلى 327 دولاراً في أغسطس 1920.

وفي عام 1999 انخفض سعر الذهب إلى نحو 253 دولارا نتيجة قوة الاقتصاد الأمريكي والدولار وفائض المعروض من البنوك المركزية.

وفي الأعوام 2013-2014، أدت سياسة التيسير الكمي الأمريكية إلى انخفاض سعر الذهب من 1695 دولارًا إلى 1200 دولار بنهاية عام 2014.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى