أخبار الخليج

بدء أعمال بناء أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في الإمارات بالفجيرة

بدء أعمال بناء أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في الإمارات بالفجيرة     

أبوظبي في 4 نوفمبر /وام/ أعلنت “مينا للوقود الحيوي”، المملوكة لمجموعة “ميركنتايل آند ميريتايم”، البدء رسمياً في أعمال بناء أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات ضمن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، وذلك بعد عام واحد فقط من الكشف عن المفهوم الأولي للمشروع.
وستعمل المنشأة على تحويل زيوت الطهي المستعملة والمخلفات العضوية إلى وقود طيران مستدام معتمد دولياً، وفقاً لأعلى معايير الجودة والانبعاثات. وستنتج المرحلة الأولى 125 مليون لتر سنوياً، أي ما يعادل نحو 18% من مستهدفات السياسة العامة لوقود الطيران المستدام في الإمارات بحلول 2030، على أن تتضاعف القدرة الإنتاجية إلى 250 مليون لتر سنوياً في المرحلة الثانية لتسهم بما يصل إلى 36% من إجمالي الإنتاج المستهدف.
ويُقدّر حجم الاستثمار في المرحلة الأولى بنحو 200 مليون دولار، فيما تبلغ المرحلة الثانية 100 مليون دولار إضافية، ما يجعل المشروع أحد الركائز الرئيسة لخريطة طريق الإمارات بهذا المجال، وخطوة مهمة نحو تحقيق إستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050.
وانتقلت “مينا للوقود الحيوي”، منذ الإعلان عن المشروع، إلى مرحلة التنفيذ الفعلي بعد استكمال دراسة جدوى شاملة أكدت قيمته الاقتصادية، وقد تم استئجار الأرض المجاورة لمنشآت “MENA Terminals” في الفجيرة من حكومة الإمارة، وتعيين شركة الاستشارات الهندسيّة الإماراتيّة “دايناترون” لتتولى إدارة المشروع، وإنجاز المسوح الطبوغرافية والهيدرولوجية التفصيلية، واختيار مزوّد تقني عالمي لتقنية تحويل المخلفات إلى وقود طيران مستدام معتمد، كما تم التعاقد مع روبرت رايت، الرئيس التنفيذي الأسبق لجمعية الوقود الحيوي الأوروبية، كمستشار للسياسات والتنظيم؛ وتكليف شركة “MUC” للهندسة – فرع الفجيرة بإجراء دراسة الأثر البيئي وتقديم خدمات تصاريح المشروع.
ووقّعت “مينا للوقود الحيوي” خلال مشاركتها في “أديبك 2025″، مذكرة تفاهم إستراتيجية مع شركة الإمارات للبترول “إمارات” بحضور معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، لتوفير قنوات محلية تُعزّز مسار التنفيذ التجاري للمشروع.

وأعلنت الشركة عن إطلاق أول مناقصة من مرحلتين للهندسة والتوريد والإنشاء والتشغيل الخاصة بالمنشأة الجديدة في الفجيرة، داعيةً المقاولين الإقليميين والدوليين المؤهلين ممن يمتلكون الخبرة في مشاريع الوقود المتجدد والمنشآت الصناعية الكبرى إلى المشاركة.

وتشمل الحزمة الأولى من المناقصة تصميم وتنفيذ المرافق الخاصة باستلام المواد الخام وتخزينها وتوزيعها، إضافة إلى مرافق تخزين الوقود المستدام والمنتجات الثانوية الناتجة عن عملية المعالجة، بما يوفّر المنظومة اللوجستية الأساسيّة للمشروع، بينما ستغطي الحزمة الثانية المقرر طرحها خلال الربع الأول من عام 2026، وحدات المعالجة الرئيسة الخاصة بتكرير الوقود المستدام، إلى جانب البنية التحتية المساندة، ما يشكّل خطوة محورية نحو الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الكامل لأول منشأة من نوعها في دولة الإمارات.

وقال سعادة علي خليفة الشامسي، مدير عام شركة الإمارات للبترول “إمارات”، إن بناء منظومة وطنية متكاملة لإنتاج الوقود الحيوي يتطلب تعاوناً بين المستثمرين وشبكات التوزيع إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة، موضحان أن اتفاقية التعاون مع “مينا للوقود الحيوي” تسهم في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس عبر إنتاج كميات متزايدة من الوقود المستدام المعتمد والمعالج محلياً في الفجيرة، ما يمنح شركات الطيران مساراً موثوقاً لتقليل انبعاثاتها الكربونية.
وأضاف أن دعم تطوير هذا المسار في منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة يؤسس لقدرات إنتاجية محلية يعتمد عليها قطاع الطيران في الدولة، ويسهم في تحقيق أهداف خريطة الطريق الوطنية للوقود المستدام للطيران 2030 وإستراتيجية الحياد المناخي 2050، مع الحفاظ على القيمة الاقتصادية وفرص العمل والخبرات داخل الدولة، لافتا إلى أن الانتقال من مرحلة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ خلال اثني عشر شهراً فقط أثبت أن دولة الإمارات جادّة في التزامها بتطوير قطاع الوقود المستدام، ومؤكدا التزام “إمارات” بتحويل هذا الزخم إلى نتائج ملموسة تضمن الإمداد المستقر وتحقق خفضاً حقيقياً في الانبعاثات.
بدوره قال سعادة الكابتن سالم الأفخم، مدير منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، إن إطلاق أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات من الفجيرة يشكل علامة فارقة لكلٍّ من الإمارة والدولة على حدّ سواء، ويجسّد التزاما مشتركا بتحقيق إستراتيجية الحياد المناخي 2050، والمضيّ قدماً في التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة.

وأضاف أن هذا النجاح يمثل فصلاً جديداً في مسيرة الفجيرة في قطاع الطاقة، ويقربها أكثر من تحقيق طموحها الإستراتيجي في تنويع مزيج الطاقة بعيداً عن الوقود الأحفوري التقليدي، والاتجاه نحو وقود أنظف وأكثر قيمة، وأن المشروع ينسجم مع رؤية الإمارة، ودولة الإمارات عموماً، في تعزيز القيمة الاقتصادية محلياً من خلال الجمع بين الاستثمار والابتكار والقدرات الصناعية لبناء منظومة متكاملة تعزّز الاستدامة الاقتصادية والبيئية على المدى الطويل.
وأوضح أن هذا المشروع وغيره من المشاريع المشابهة، يؤكد أن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة تواصل تطوّرها من كونها واحدة من أكبر ثلاث مراكز عالمية لتخزين وتزويد السفن بالوقود إلى منظومة طاقة متكاملة تجمع بين القدرات التصنيعية والتقنيات المتقدمة لتحويل المواد الأولية إلى وقودٍ أكثر استدامة وأعلى قيمة، مشيرا إلى أن هذا التحول يعزّز مكانة الفجيرة كمساهم رئيسي في مشهد الوقود النظيف الإقليمي، ويؤكد التزامها المتواصل بدعم مسيرة التحول في قطاع الطاقة الإماراتي نحو مستقبلٍ أكثر استدامة وتنوّعاً.
وقال سعادة محمد سعيد الرقباني، رئيس مجلس إدارة “مينا للوقود الحيوي”، إن هذه المنشأة تجسد التزام “مينا” الراسخ بدعم السياسة العامة لوقود الطيران المستدام 2030، كما تؤكد دورها في تعزيز الطاقة النظيفة من خلال الاستثمار والشراكات الإستراتيجية.
وأكّد غاطي الجبوري، الرئيس التنفيذي لـ “مينا للوقود الحيوي” أنّها تسعى من خلال الاستفادة من البنية التحتية المتقدمة في إمارة الفجيرة، ومواءمة جهود الشركة مع السياسة العامة لوقود الطيران المستدام في دولة الإمارات، إلى ترسيخ مكانتها كشركة رائدة إقليمياً في إنتاج وقود الطيران النظيف.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : wam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى