فن ومشاهير

"صيدلية الشعر" في "الشارقة للكتاب" تُقدَّم القصائد جرعات علاجية للشفاء بالكلمة

"صيدلية الشعر" في "الشارقة للكتاب" تُقدَّم القصائد جرعات علاجية للشفاء بالكلمة     

الشارقة في 13 نوفمبر/ وام / توقفت جموع من زوّار معرض الشارقة الدولي للكتاب في جناح يغمره الضوء والدهشة أمام فكرة لم يعتادوها من قبل: “صيدلية الشعر” فهنا لا تُصرف الأدوية الكيميائية بل تُقدَّم القصائد على هيئة جرعات علاجية تعبّر عن حالات إنسانية متباينة وتدعو إلى الشفاء بالمعنى والجمال والكلمة.

وراء هذه الفكرة تقف الشاعرة والإسعافية الإنجليزية ديبورا ألما التي عُرفت في بريطانيا بلقب “الشاعرة الإسعافية” بعد أن أمضت سنواتٍ طويلة في أقسام الطوارئ تعالج المرضى وكبار السن قبل أن تكتشف أن الشعر بدوره قادر على تضميد الجراح ليس الجسد فحسب بل القلب والذاكرة أيضًا.

وأطلقت مشروعها الإنساني المتنقّل في 2011 حيث كانت تجوب المدن البريطانية والمهرجانات والمدارس والمكتبات حاملة معها قصائد موضوعة في قوارير تشبه علب الدواء وتقدمها لمن يحتاج إلى “علاج بالكلمات” بحسب حالته المزاجية أو النفسية واليوم وبعد أكثر من عقدٍ على هذه التجربة تقف ديبورا في الشارقة ضمن فعاليات الدورة الـ44 من المعرض لتشارك جمهوراً عربياً واسعاً يؤمن هو الآخر بقوة الأدب في مداواة الروح.

ويفتح الزوار العلب فيجدون داخلها قصائد مختارة بعناية من مختلف العصور واللغات تتنوع بين الحكمة والحب والإلهام الذاتي البعض يضحك بدهشة وآخرون يلتقطون الصور وكأنهم يوثقون لحظة شفاء رمزية.

وتحمل تجربة “صيدلية الشعر” في جوهرها رؤية إنسانية عميقة: أن الأدب ليس ترفاً فكرياً بل حاجة وجودية في زمن يزدحم بالضجيج حيث تقدّم ديبورا نموذجاً بسيطاً ومُلهمًا لما يمكن أن تفعله القصيدة حين تخرج من الكتب لتجلس إلى جوار المريض أو المتعب أو الباحث عن معنى جديد للحياة.

وفي معرض الشارقة الدولي للكتاب بدت هذه الفكرة في مكانها الطبيعي تماماً حيث تلتقي الكلمة بالإنسان والكتاب بالعلاج والخيال بالفعل الإنساني الأجمل.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : wam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى