3 عوامل تدعم استقرار الأوضاع المالية للبنوك الخليجية في 2026


وتوقع تقرير بقاء الأوضاع المالية للبنوك على ما هي عليه الخليجمستقرًا في عام 2026، مدعومًا باستقرار كبير في الربحية وجودة الأصول الداعمة والرسملة القوية.
وأشار التقرير إلى اثنين من المخاطر الرئيسية التي تهدد السيناريو الأساسيويكمن سبب الاستقرار في حدوث تطورات جيوسياسية معاكسة تؤدي إلى تقويض الأسس الاقتصادية والانخفاض الكبير في أسعار النفط.
وأوضح أن الخطر الأول قد يتخذ شكل صراع إقليمي طويل الأمد، لكنه ليس جزءا من السيناريو الأساسي للاستقرار. أما الخطر الثاني فقد ينشأ من ضعف الاقتصاد العالمي والفائض الكبير في المعروض في أسواق الطاقة العالمية.
التوقعات
وذكر التقرير أن النظرة المستقبلية مستقرة عند 90% من التصنيف الائتماني ل…"ستاندرد آند بورز" للبنوك الخليجيةبينما تبدو النظرة المستقبلية سلبية لبنكين لأسباب خاصة بكل منهما.
وأشار إلى أن الاعتماد على التمويل الخارجي يتزايد في دول الخليج. ولا تزال أعلى مستويات الديون الخارجية في المنطقة تتقاسمها البحرين وقطر، في شكل ودائع لغير المقيمين.
ومن المتوقع أن تظل تدفقات رأس المال إلى المنطقة قوية على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة، في حين ستستمر البنوك السعودية في الاستفادة من أسواق الدين الدولية لجمع التمويل اللازم لرؤية المملكة.
2030
التصنيف الائتماني لبنوك الخليج
وذكر التقرير أن متوسط التصنيف الائتماني هو "ستاندرد آند بورز" إن التوقعات طويلة المدى للبنوك في دول الخليج هي “A” اعتبارًا من 15 نوفمبر 2025، مع تحسن طفيف عن العام الماضي نتيجة لرفع تصنيفاتنا الائتمانية للبنوك في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أن النظرة المستقبلية لـ90% من التصنيفات الائتمانية مستقرة، و10% سلبية، مع الأخذ في الاعتبار الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومات الخليجية لغالبية البنوك المصنفة.
واستبعد التقرير حدوث تغيير في التصنيف في المستقبل القريب في ظل تراجع الزخم نحو تبني أنظمة إنقاذ فعالة.
نمو الإقراض
وتوقع التقرير أن يستقر سعر برميل النفط عند نحو 60 دولارا في 2026 (خام برنت)، مشيرا إلى أن متوسط النمو الاقتصادي غير المرجح لدول الخليج الست من المرجح أن يصل إلى 3.1% في 2026، ارتفاعا من 2.9% في 2025.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تستمر البنوك في السعودية والإمارات في الاستفادة من المناخ الإيجابي. من أجل التحول الاقتصادي ونمو القطاع غير النفطي. وفي المملكة العربية السعودية، سيستمر النمو مدفوعاً بإقراض الشركات، بدعم من الفرص التي توفرها رؤية المملكة 2030. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، سيستمر الإقراض للأفراد، الذي يمثل حوالي 27.5% من إجمالي الإقراض في الدولة، اعتباراً من 31 أغسطس 2025، في التوسع، مدفوعاً بالنمو السكاني، ومعنويات المستهلكين الإيجابية، وانخفاض مدة المعاملات بفضل التحول الرقمي.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من ارتفاع معدلات ديون الأسر بوتيرة ثابتة في دول الخليج على مدى السنوات الأربع الماضية، إلا أنها لا تزال تحت السيطرة مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى، خاصة في ظل ارتفاع القدرة على تحمل الديون لدى الأسر المؤهلة للحصول على تمويل مصرفي.
وأوضح أنه في قطر، من المتوقع أن تؤدي الزيادة المتوقعة في إنتاج الغاز إلى تعزيز النمو الرئيسي والتوازن المالي والخارجي القوي للبلاد، ولكن من غير المرجح أن تخلق فرص نمو كبيرة للنظام المصرفي على المدى القصير.
ومن المتوقع أن تواجه البنوك في البحرين تحديات تتمثل في تباطؤ النمو بسبب انخفاض أسعار النفط. ومن المتوقع أيضًا أن يؤثر انخفاض أسعار النفط على الكويت، على الرغم من أنه من المأمول أن يؤدي تنفيذ الإصلاحات والاستثمارات إلى دعم نمو الإقراض.
وأشار إلى أن قانون الرهن العقاري المتوقع، على سبيل المثال، إذا رافقه إصلاحات هيكلية أخرى، قد يخلق فرصا جديدة للنظام المصرفي. وفي سلطنة عمان، من المتوقع أن تستمر بعض الاستثمارات والتوسعات غير النفطية في دعم نمو القطاع المصرفي. ومن المتوقع أيضًا أن تدعم أسعار الفائدة المنخفضة وتيرة نمو الإقراض في المنطقة.
ومن المتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى من الآن وحتى نهاية عام 2026، بينما من المتوقع أن تحذو معظم البنوك المركزية في المنطقة حذو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة.
مؤشرات جودة الأصول
وبحسب التقرير، فإن الجمع بين البيئة الاقتصادية الداعمة وشطب الديون والتعافي ساعد البنوك الخليجية على تسجيل مؤشرات قوية لجودة الأصول.
وانخفضت نسبة القروض المتعثرة لأكبر 45 بنكا إلى 2.7%، وارتفعت نسبة تغطية المخصصات إلى 155.6%، اعتبارا من 30 يونيو 2025. والأهم من ذلك أن تكلفة المخاطر وصلت إلى أدنى مستوى دوري لها عند 46 نقطة أساس.
وتوقع التقرير أن تظل مؤشرات جودة الأصول مستقرة عند مستوياتها الحالية ما لم تحدث أي صدمة غير متوقعة، بينما من المتوقع أن تتراوح تكلفة المخاطر بين 50 و60 نقطة أساس في عام 2026.
مخاطر الإطالة:
ووفقا للتقرير، فإن جزءا كبيرا من الإقراض لا يزال دون اختبار على مدى دورة اقتصادية كاملة. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، قدمت أكبر 45 بنكا أكثر من 700 مليار دولار في هيئة قروض جديدة صافية. وفي حين أن هناك توقعات إيجابية بشكل عام بشأن معايير الإقراض والاكتتاب التي تعتمدها البنوك، فإن الإقراض الجديد ليس بعيدًا عن التأثر بالتدهور الاقتصادي الحاد.
وتوقع أن ينجم ذلك عن تباطؤ كبير في الاقتصاد العالمي يؤدي إلى تراجع كبير في أسعار النفط، مما دفع بعض الحكومات الإقليمية إلى خفض الإنفاق.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن ينجم ذلك أيضا عن الارتفاع الحاد في المخاطر الجيوسياسية أو الأمنية إلى مستوى يبدأ في التأثير على النشاط الاقتصادي.
وأشار إلى أن البنوك الخليجية قادرة مجتمعة على استيعاب ضعف قروضها الحالية المتعثرة قبل أن تبدأ خسائرها في الظهور.
وأوضح أن بعض البنوك لديها عمليات دولية خاصة في تركيا ومصر. وبالنسبة لتركيا، نتوقع انخفاض مؤشرات جودة الأصول بسبب القروض الاستهلاكية وبطاقات الائتمان. كما يمكن أن تتأثر الجدارة الائتمانية للشركات بالتباطؤ الاقتصادي الحالي، إلى جانب الارتفاع المستمر في تكاليف التمويل وضعف الليرة التركية.
لكن القصة مختلفة في مصر، حيث من المتوقع أن تستفيد الجودة الائتمانية للمقترضين، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، من انخفاض أسعار الفائدة وتحسن النمو الاقتصادي.
وبالنسبة للبنوك الخليجية، تظل المخاطر محصورة في عدد قليل من البنوك، التي يتمتع معظمها بالقوة المالية اللازمة لاستيعاب المخاطر الإضافية.
كما تمتلك البنوك الخليجية نسبة من الأصول الجيدة في الصيغ السائلة. وهي بشكل عام ودائع بين البنوك وودائع لدى البنك المركزي. وبالإضافة إلى ذلك، تميل البنوك إلى الاحتفاظ بنسبة مماثلة من الأصول المستثمرة في أدوات عالية الجودة نسبياً يمكنها إعادة شرائها عند الحاجة.
وقال التقرير: "وعليه، نعتقد أن البنوك الخليجية لديها أصول سائلة كافية لتحمل خروج ودائع القطاع الخاص، وهو ما قد يحدث إذا تصاعدت المخاطر الجيوسياسية أو الأمنية، لكن هذه الفرضية ليست ضمن السيناريو الأساسي للاستقرار.
ومن المتوقع انخفاض طفيف في الربحية
واصل أكبر 45 بنكاً في دول الخليج، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، إظهار أداء مالي جيد ومستقر، حيث بلغ متوسط العائد على الأصول 1.7%. وعوض ارتفاع حجم الإقراض جزئيا الانخفاض الطفيف في هامش صافي الفائدة، مدعوما أيضا باستقرار نسب الكفاءة وانخفاض تكاليف المخاطر.
وبحلول عام 2026، يتوقع التقرير انخفاضًا طفيفًا في الربحية بسبب توقعات انخفاض أسعار الفائدة. بينما من المتوقع أيضًا أن تعود تكلفة المخاطر بالنسبة للبنوك إلى مستواها المعتاد، عند ما بين 50 و60 نقطة أساس.
وأوضح أنه من حيث الكفاءة، من المتوقع أن تستمر البنوك في الإنفاق على التحول الرقمي وإدارة المخاطر السيبرانية. ونتوقع أيضًا زيادة في استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط في إدارة المخاطر واكتشاف الاحتيال، ولكن أيضًا لتحسين عروض المنتجات للعملاء.
وتوقع أن نشهد بعض الاندماجات في الأسواق المزدحمة بالبنوك أو في الأسواق التي تشجع فيها السلطات التنظيمية عمليات الاندماج، ومن الأمثلة على ذلك البحرين، حيث يناقش اثنان من أكبر البنوك حاليا اندماجا محتملا وفي دول أخرى نعتقد أن اندماجات قد تحدث بين البنوك الصغيرة.
قوة الرسملة
وتواصل البنوك الخليجية تسجيل رسملة قوية وفقاً للمعايير الدولية، حيث وصل متوسط نسبة رأس المال غير المرجح من الشق الأول إلى 17% اعتباراً من 30 يونيو 2025.
وظلت هذه النسبة مستقرة على مدى السنوات الخمس الماضية، لكن مساهمة الأدوات الهجينة زادت، خاصة في البنوك السعودية، حيث بلغ متوسط هذه النسبة 22% من الأسهم العادية المسجلة في 30 يونيو 2025. وذلك لأن المساهمين والمستثمرين الآخرين كانوا أقل رغبة في ضخ رأس المال الأساسي في البنوك وأكثر اهتماما بالحصول على دخل مستمر ومحدد سلفا من إصدار الأدوات الهجينة.
وبحسب التقرير الصادر عن "ستاندرد آند بورز"ويمكن تفسير ذلك أيضاً بانخفاض أسعار بعض هذه الأدوات مقارنة بتكلفة رأس مال البنوك. ومن المتوقع أن تستمر نوعية رأس المال في الانخفاض.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر


