تقارير

كندا تتبنى سياسة صناعية جديدة في ظل التحديات الجيوسياسية

وفي مارس/آذار الماضي، اختار الكنديون مارك كارني رئيساً للوزراء، معتبرين إياه المسؤول الأكثر قدرة على التعامل مع الضغوط غير المسبوقة الناجمة عن السياسة الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وازدرائه الواضح لسيادة بلادهم.

وكان أحد العناصر الأساسية في استجابة كارني لهذا الأمر هو التزامه القوي بتعزيز قدرة البلاد من خلال المشاركة الحكومية القوية في الاقتصاد وسياسة صناعية واسعة النطاق في ضوء التحديات الجيوسياسية الحالية.

أنشأ كارني مكتباً للمشاريع الكبرى لإزالة العقبات التنظيمية، وتنسيق الدعم لتطوير البنية التحتية، وحدد سلسلة من المشاريع الصناعية الجديدة التي ستستفيد في البداية من جهوده، مع الوعد بالمزيد من المشاريع في المستقبل.

وبعد الإعلان عن زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري، أنشأ وكالة جديدة للاستثمار الدفاعي لتبسيط عمليات الشراء مع تعظيم الإنتاج داخل كندا، وكشف النقاب عن برنامج جديد لمعالجة أزمة الإسكان في كندا، والذي يتضمن دوراً مباشراً للدولة في البناء.

ولتغطية تكاليف كل هذا، يعتزم كارني تغيير الطريقة التي تتم بها إدارة العجز في المجالات التي تحتاج إلى الاستثمار، في حين يحد من الإنفاق في مجالات أخرى تتعلق بالرفاهة الكندية.

ورغم أن حكومته الليبرالية لا تتمتع بالأغلبية في البرلمان، فقد تلقى كارني القدر الكافي من الدعم لتمرير ميزانية لتمويل خططه، والبقاء في منصبه في الوقت الحالي.

السياسة الصناعية

ولا يمكن فهم هذا التحول إلى السياسة الصناعية إلا في ضوء التغيير الجذري في النهج الأمريكي في التعامل مع كندا مع عودة ترامب، الذي فرض تعريفات جمركية على الصادرات الكندية من الصلب والألمنيوم والسيارات والطاقة والمعادن الحيوية والخشب.

كما كرر انتقاداته السابقة لتراجع الإنفاق الدفاعي الكندي، بينما شكك في التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي الذي يعد أحد ركائز السياسة الأمنية لكندا، وصدم الكنديين بتكرار اقتراحه بضم بلادهم إلى الولايات المتحدة.

كان لترامب تأثير عميق على السياسة الداخلية الكندية. أكد رئيس الوزراء الليبرالي السابق جاستن ترودو، الذي لا يحظى بشعبية بعد ما يقرب من 10 سنوات في منصبه ويثقل كاهله الاقتصاد الضعيف، أنه لن يترشح مرة أخرى.

في البداية، بدا أنه بغض النظر عمن سيقود الليبراليين بعد ذلك، فإن المحافظين، بقيادة بيير بويليفر ذو الكلام الفاحش، سوف يكتسبون السلطة.

ظروف صعبة

ومع ذلك، مع تزايد قلق الكنديين من ترامب، اختار الليبراليون مارك كارني لقيادة حملتهم الانتخابية.

ولا يعتبر كارني سياسيا محترفا، بل هو خبير اقتصادي تخرج من جامعة أكسفورد وهو مصرفي استثماري سابق في بنك جولدمان ساكس.

يتمتع كارني، الذي شغل منصب رئيس بنك كندا وبنك إنجلترا، بالجاذبية الجادة التي يبحث عنها الكنديون في هذه الظروف الصعبة، ومما ساعد على ذلك أن خطاب بويليفر القاسي، وتشابهه الملحوظ مع ترامب، أصبحا عبئا عليه.

وقاد كارني الليبراليين إلى النصر في أواخر أبريل/نيسان، لكنه لم يحصل على الأغلبية، متأثرا بفترة ما قبل الانتخابات المباشرة التي ركز فيها ترامب على قضايا أخرى غير كندا، مما سمح للناخبين بإعادة التركيز على مظالمهم خلال عقد من الحكم الليبرالي.

ولكن مع عدم وجود عدد كاف من أعضاء المعارضة الراغبين في فرض انتخابات، تبدو حكومة كارني قادرة على الاستمرار في الوقت الحالي، كما يتبين من فوزها بفارق ضئيل في التصويت على ميزانيته في السابع عشر من نوفمبر الماضي. حول “المصلحة الوطنية”

• يعتزم رئيس وزراء كندا تغيير طريقة إدارة العجز في مجالات الاستثمار، مع خفض الإنفاق في المجالات المتعلقة بالرعاية الاجتماعية.

• فرض ترامب تعريفات جمركية على الصادرات الكندية من الصلب والألمنيوم والسيارات والطاقة والمعادن الحيوية والخشب.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى