«حوبة».. الرعب لغةٌ تكشف أعماق الإنسان

«حوبة».. الرعب لغةٌ تكشف أعماق الإنسان
زيزي عبد الغفار
تواصل أبوظبي تعزيز مكانتها كعاصمة للإنتاج السينمائي في المنطقة، وهذه المرة من خلال الفيلم الروائي الجديد “هوبا” الذي يجمع بين “إيمج نيشن أبوظبي” وشركة الرعب الأمريكية “سبوكي بيكتشرز”. وينتمي العمل إلى فئة الرعب والتشويق النفسي، ويحمل توقيع المخرج الإماراتي ماجد الأنصاري، المعروف بقدرته على تحويل التفاصيل الإنسانية الصغيرة إلى سرد بصري عميق. «زهرة الخليج» التقت المخرج ماجد الأنصاري والفنانة بدور محمد والفنان جاسم الخراز في حوار يفتح نافذة على حاضر ومستقبل السينما الإماراتية:
-
«الهوبة».. الرعب لغة تكشف أعماق الإنسان
ماجد الأنصاري: «الرعب الحقيقي» يهز الأماكن المألوفة
يقول المخرج ماجد الأنصاري: إن انجذابه لأفلام الرعب لم يكن نتيجة الصدفة، بل نتيجة إدراكه أن الخوف يصبح أكثر تأثيراً. عندما يولد الإنسان في بيئة ما، فإنه يفترض أنها آمنة. ويوضح أن “البيوت تمنحنا الشعور بالسيطرة، ولكن عندما ينزعج هذا الشعور، يصبح الخوف شخصياً وقريباً من القلب”. ولدت فكرة “هوبا” من مشاعر حقيقية عاشها على مر السنين، منها: الخيانة، والغموض، والتغيير المفاجئ، وكيف يمكن لأسرار العائلة “المكبوتة” أن تتحول إلى بوابة مظلمة. ولذلك أراد تقديم رعب نفسي يتيح للمشاهد أن يعيش نفس التجربة التي يمر بها الأبطال، وليس فقط كمتفرج يتابع الأحداث. ويرى الأنصاري أن الهوية الإماراتية أصبحت أكثر حضورا في السينما اليوم، بعد أن بدأ المخرجون المحليون في كتابة قصصهم بأسلوب متأصل في الثقافة الإماراتية، دون الحاجة إلى تقليد النماذج العالمية. ويقول: «ما يميز المرحلة الحالية هو التنوع»، ويضيف: «لم تعد الهوية الإماراتية مقتصرة على الدراما أو التراث، بل أصبحت جزءاً من الرعب والتشويق والكوميديا والأساليب المعاصرة». كما يرى المخرج الإماراتي أن الجيل الجديد من صناع السينما أكثر جرأة، وأكثر ارتباطا بالعالم، ولديه القدرة على صياغة موجة سينمائية إماراتية جديدة. إذا كان لديهم الدعم المناسب والفرص. وعن يوم الاتحاد الـ54، وكيف يرى الإمارات في لقطة واحدة.. يؤكد الأنصاري أن اختزال مسيرة الإمارات إلى مشهد سينمائي واحد شبه مستحيل، لكن لو اضطر إلى اختيار لقطة واحدة، ستكون «يداً تمتد لبناء شيء جديد، والأخرى متمسكة بقيم الماضي». ويضيف: «الإمارات قصة إرادة.. دولة تأسست على العزيمة، وما زالت تكتب فصولها بنفس الطموح».
-

«الهوبة».. الرعب لغة تكشف أعماق الإنسان
بدور محمد: «أماني» ظلت تطاردني بعد انتهاء التصوير
تصف الفنانة الإماراتية بدور محمد تجربتها في “الهوبة” بأنها إحدى أهم محطاتها الفنية. لأنها واجهت تحدياً إنسانياً، قبل أن يكون تمثيلياً. شخصية أماني، الأم التي تعيش في صراع بين الخوف والسلطة، تطلبت جهداً عاطفياً كبيراً. ليصل إلى أعماقه. تقول بدور: الشخصية رافقتها لفترة طويلة بعد انتهاء التصوير، بسبب حساسيتها وتعقيدها، خاصة أن الفيلم يتعمق في طبقات نفسية خفية تتعلق بالخسارة والانهيار والتشبث بالأمل.
وتضيف أن العمل مع المخرج ماجد الأنصاري منحها المساحة لتقديم أداء داخلي بعيد عن المبالغة، ومع فريق إنتاج محترف بين إيمج نيشن وسبوكي بيكتشرز، ما جعل التجربة «غنية ومختلفة».
وترى الفنانة الإماراتية أن التمثيل في الإمارات يشهد تطوراً ملحوظاً، رغم وجود بعض التحديات، لكنها ترى أن الفنان الإماراتي عندما يكون مخلصاً لفنه وهويته، سينال التقدير الذي يستحقه.
وتشير بمناسبة يوم الاتحاد الـ54 إلى أن مشهداً واحداً لا يمكن أن يعبر عن حب الوطن، فالمشاعر التي يحملها شعب الإمارات أكبر من أي مشهد أو احتفال، وتقول: “وحدة هذه الأرض وتاريخها وإنجازاتها، ليست مشهداً نصوره بالكاميرا، بل شعور يسكن القلب. كل ما نقدمه من فن يبقى قليلاً مقارنة بما قدمته الإمارات لنا: الأمان والفرص والاطمئنان”.
-

«الهوبة».. الرعب لغة تكشف أعماق الإنسان
جاسم الخراز: «خالد» شخصية تحرك خيوط القصة
يتمتع الفنان الإماراتي جاسم الخراز بحضور هادئ ينعكس في أدواره، وكان فيلم «هوبة» -بالنسبة له- تجربة مختلفة. لأنه يقدم شخصية مركزية تبدأ منها جميع خيوط القصة. ويصف “خالد” بأنه رجل يعيش صراعات داخلية كبيرة، منها: فقدان زوجته الأولى، وبعد ابنته عنه، وأنه أصبح أسيرًا لتبعات خياراته القاسية. يقول الخراز: العمل تحت إدارة ماجد الأنصاري كان أمنية قديمة، خاصة بعد مشاهدة فيلم “زنزانة”. وعندما تلقى عرض المشاركة في “هوبة”، شعر أن لديه فرصة كبيرة. لتجسيد شخصية متعددة الطبقات، مشحونة بتقلبات الإنسان. ويضيف أن اختياره للأدوار يعتمد على حاسة النص الأولى لديه، بالإضافة إلى عمق الشخصية وتأثيرها في القصة، معتبرا أن التعاون مع فرق محترفة، مثل: “إيمج نيشن” و”سبوكي بيكتشرز”، أعطى التجربة بعدا إضافيا من الجودة. ويرى الخراز أن الجمهور الإماراتي مطلع على السينما العالمية ويمتلك ذوقاً عالياً، ما يجعله قادراً على دعم الأعمال المحلية المتقنة، كما حدث مع فيلم “هوبة” الذي عُرض في مهرجان “فانتاستيك فيست 2025” وحظي بإشادة واسعة.
وفي ختام كلمته، أعرب عن اعتزازه بكونه جزءا من صناعة تشهد نموا سريعا، مؤكدا أن يوم الاتحاد الـ54 هو مناسبة تتجدد فيها مشاعر الانتماء إلى وطن يوفر بيئة مزدهرة. للإبداع والنجاح والتسامح والإنجاز.. ويقول: «هذا الوطن احتضننا وأعطانا مساحة للحلم والنجاح، وكل عمل إماراتي يصل إلى منصة عالمية هو تحية وتقدير لهذا الوطن الذي خلق بيئة تزدهر فيها المواهب».
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : zahratalkhaleej


