المدير العام لـ”فاو” يثمن جهود الرئيس والحكومة في دعم جهود المنظمة

خلال مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الثالث لممثلي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. "الفاو"في العاصمة الجديدة؛ وألقى الكلمة الدكتور تشو دونغ يو، المدير العام للمنظمة "فاو"وبدأ كلمته بالتأكيد على سعادته بتواجده اليوم في القاهرة لافتتاح المؤتمر العالمي الثالث لممثلي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الذي يستضيف المكتب الإقليمي للمنظمة. وأعرب عن خالص الشكر والتقدير للقيادة المصرية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي يعتبره شقيقه حيث عملا معًا طوال السنوات الماضية، مثمنًا جهود الرئيس ورئيس مجلس الوزراء في دعم جهود المنظمة.
كما أعرب الدكتور تشو دونيو عن تقديره لكرم الضيافة والدعم المتميز لهذا الاجتماع الهام للمنظمة، وجدد شكره للحكومة المصرية وشعبها الأصيل على دعمهم المستمر لاستضافة مكتب الفاو الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وكان يعتبر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"ويشكل هذا المؤتمر فرصة فريدة لنا للتأمل وتبادل المعرفة ومواءمة جهود المنظمة من خلال مكاتبها اللامركزية ومقارها مع الاحتياجات والأولويات العالمية، مؤكدا أننا نواجه حاليا واقعا عالميا لم نشهده من قبل، يتسم بانعدام الأمن الغذائي والصراعات والصدمات المناخية وعدم الاستقرار الاقتصادي، مما يعيق عملية التقدم التي نسعى إلى تحقيقها، ويدفع الملايين للوقوع في براثن الجوع، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر العملي ينعقد في لحظة محورية، حيث تستعد المنظمة ويعمل تنفيذ خطتها المتوسطة الأجل الجديدة على تعزيز استعدادها للاستجابة بشكل استباقي للسياق العالمي المتسارع الذي يلقي بظلاله على نطاق واستمرارية دعم المنظمة للبلدان المستفيدة.
وأضاف الدكتور تشو دونجيو: "نحتفل هذا العام بالذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة. وعلى مدى 80 عاما، قادت المنظمة الجهود العالمية لمكافحة الجوع وسوء التغذية، ومساعدة البلدان على تحويل أنظمتها الزراعية والغذائية، وتحسين سبل عيش شعوبها، وبناء قدرتها على الصمود. كما وقفت المنظمة إلى جانب المزارعين والمستهلكين والشباب والنساء والشعوب الأصلية والعلماء وأصحاب الحيازات الصغيرة، متحدين في إيمانهم الراسخ بأن الغذاء يمكن أن يكون دعامة للسلام والكرامة والرخاء المشترك.".
وذكر: "ومع افتتاح منظمة الأغذية والزراعة لمتحف وشبكة الأغذية والزراعة الجديد في 16 أكتوبر/تشرين الأول، بالتزامن مع يوم الأغذية العالمي، لدينا الآن مساحة عالمية جديدة لنروي فيها قصة المنظمة ونعرض جهودها في إطار ولايتها لربط الغذاء والثقافة والمعرفة بطرق تلهم الحوار بين الأجيال.".
وأكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"إننا اليوم نقف عند لحظة مفصلية؛ وبينما نحتفل بالذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة، يجب علينا أن نحول التحديات الحالية إلى فرص. ويجب علينا أن نتبنى نهجا استباقيا، وأن نظهر المرونة والنظرة الاستشرافية، لضمان استمرار استراتيجية المنظمة وبرامجها ودعمها الفني في الاستجابة للاحتياجات الناشئة للدول الأعضاء، حيث تظل مهمتها ملحة كما كانت عندما تم إطلاقها لأول مرة.
قال الدكتور تشو دونجيو: "ويتيح لنا استعراض الإطار الاستراتيجي 2022-2031 والخطة المتوسطة الأجل 2026-2029 وبرنامج العمل والميزانية 2026-2027 فرصة البناء على الدروس المستفادة والتكيف مع التغييرات الناشئة. إن الولاية العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة وقيادتها المعيارية هي نقاط القوة الأساسية لدينا، ولكن طبيعة التحديات المترابطة التي تواجه النظم الزراعية والغذائية اليوم تتطلب منا التكيف باستمرار، ويجب أن يتميز عملنا بالابتكار، وكونه موجهًا نحو النتائج ومتكاملًا استراتيجيًا عبر جميع مستويات المنظمة، لم تعد الشراكات التحويلية والابتكار والتكنولوجيا اليوم مجرد خيارات ثانوية؛ بل أصبحت أدوات محورية لتعزيز قدراتنا التقنية، وسد الفجوات المعرفية، وتعزيز التعاون، وتمهيد مسارات جديدة للتحول.".
وأضاف: "إن التحديث الذي وافق عليه مجلس منظمة الأغذية والزراعة الأسبوع الماضي لاستراتيجية منظمة الأغذية والزراعة لمشاركة القطاع الخاص سيمكننا من توسيع نطاق مشاركتنا على المستويين الإقليمي والقطري، بما يتماشى مع أطر البرمجة القطرية للمنظمة ودعم الأولويات الوطنية. ويظل النهج اللامركزي الذي تتبناه مكاتبنا ضرورياً لتحويل مهمة المنظمة إلى عمل ملموس. ولضمان استمرار تأثيرنا وتوسعه، فإن تزويدك بالدعم الفني في الوقت الفعلي والذي يمكن الوصول إليه والمصمم خصيصًا لتلبية احتياجاتك يظل على رأس أولوياتنا.".
وأكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"وانطلاقاً من روح هذا المؤتمر، تلتزم المنظمة بتعزيز التعاون وكسر الحواجز وضمان الخبرة وتسهيل الوصول إليها، بحيث تتدفق المعرفة أفقياً وعمودياً بسلاسة عبر المنظمة، مضيفاً أنه لتعزيز كفاءة المنظمة وقدرتها على الصمود وملاءمتها للأهداف واستعدادها للمستقبل، عملت منذ عام 2019 على تنفيذ إعادة هيكلة متعددة السنوات، وأعمل حالياً على مراجعة وتحسين شبكة مكاتبنا القطرية، لافتاً إلى أنه يجب علينا الانتقال من منطق الاستجابة للأزمات إلى نهج بناء القدرات القدرة على الصمود: البيئة التي نعمل فيها معقدة وسريعة التطور، مع تصاعد المخاطر الناجمة عن الأحداث المناخية المتطرفة والآفات والأمراض والصراعات طويلة الأمد، والتي غالبًا ما تتجاوز قدراتنا التقليدية على التكيف. ولذلك، فإن عمل المنظمة في مجال الحد من مخاطر الكوارث والتدخلات الاستباقية أمر ضروري لحماية سبل العيش وضمان استدامة النظم الزراعية والغذائية. ويجب علينا أيضًا أن نعمل بشكل حاسم لبناء نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولاً ومرونة واستدامة.
وأضاف الدكتور تشو دونجيو: "وبفضل الجهود التي تبذلها فرقنا القطرية، أصبحت المنظمة معروفة كمنظمة رائدة في العمل الاستباقي. لقد ساعدنا ما يقرب من مليوني شخص سنويًا من خلال الإجراءات الاستباقية في عامي 2023 و2024، ودعمنا الحكومات والهيئات الإقليمية لإعداد واعتماد اللوائح والسياسات وخطط العمل. كمنظمة، نحن بحاجة إلى زيادة دعوتنا وجهودنا لتشجيع العمل الاستباقي والاستثمار فيه كوسيلة مهمة لإنقاذ حياة المجتمعات الريفية وسبل عيشها. وتعتمد فعالية دعمنا على قدرتنا على التنفيذ. تعمل المنظمة في سياق متنوع ومعقد وسريع التغير. تعد الإدارة الاستباقية للمخاطر التي قد تؤثر على قدرتنا على التنفيذ أمرًا بالغ الأهمية.
وذكر: "ومن خلال إدارة المخاطر المؤسسية لدينا، المدعومة بالسياسات والتوجيهات والأدوات والتدريبات الجديدة، فإننا نعزز رؤيتنا واستعدادنا للمستقبل. تتطلب البيئات المتزايدة التعقيد أيضًا المرونة والابتكار والتحسين المستمر في تنفيذ البرامج. ومن خلال خارطة طريق الكفاءة التي وضعتها منظمة الأغذية والزراعة، سنواصل تبسيط العمليات وخفض التكاليف وتعزيز الفعالية في مجالات المالية والمشتريات والخدمات اللوجستية والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المشتركة.".
وأكد: "صوتك مهم وملاحظاتك ضرورية. فهي تمكننا من مواءمة السياسات والإجراءات والتأكد من ترجمة مهمة المنظمة إلى إجراءات ملموسة. لتعزيز ثقة المستفيدين والمانحين في القدرة التشغيلية للمنظمة، قامت المنظمة بوضع خطة عمل لسلسلة التوريد، وهي عبارة عن نهج حديث وشامل لإدارة سلسلة التوريد، مصممة لتوفير المدخلات الأساسية بشكل موثوق في المكان والوقت المناسبين بطريقة تعزز الثقة بين المستفيدين والشركاء. كما تحولت إدارة المشتريات إلى وظيفة أكثر استراتيجية وتمكينية ولامركزية. وتشمل الإنجازات الرئيسية التفويض التدريجي للسلطات إلى المكاتب. وبفضل اللامركزية وتعزيز إدارة المخاطر والضوابط الداخلية، وتبسيط إجراءات الموافقة الفنية، والاستخدام الموسع للأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة، أصبحت المكاتب القطرية أكثر مرونة، مدعومة بتحسينات البنية التحتية بما في ذلك أنظمة الطاقة الشمسية والمشاريع الجاهزة للتنفيذ السريع.
وأضاف الدكتور تشو دونجيو: "خضع مجمع المقر الرئيسي لعملية تجديد شاملة. وقد تم تحديث قاعات الاجتماعات، ومضاعفة المساحات الخضراء، وإنشاء موقف سيارات جديد متعدد الطوابق، وتزويد جناح الزوار بأجهزة تحكم أمنية متقدمة في الدخول. ويظل العلم والابتكار في قلب رؤيتي لتجديد المنظمة بحيث تدعم إطارنا الاستراتيجي للفترة 2022-2032، وتعكس التزامنا بالأولويات الأربع المتمثلة في إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، وعدم ترك أحد يتخلف عن الركب. واسترشادًا بقدرات استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة للعلوم والابتكار عبر واجهات العلوم والسياسات، تم تعزيز الزراعة الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لضمان التميز التقني والتأثير على نطاق واسع. يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي أيضًا لتحسين العمليات وتقديم الخدمات. ومن الإنجازات الأخيرة إطلاق أول زميل افتراضي للمنظمة في مجال الموارد البشرية، منظمة الأغذية والزراعة للذكاء الاصطناعي، والذي يوفر الوصول الفعال إلى الخدمات والدعم، بما في ذلك هنا في القاهرة، ويحسن تعزيز كفاءة المنظمة ومبادراتها الرقمية لبيئة العمل والعمليات الداخلية ويعزز التعاون والفعالية عبر منظومة الأمم المتحدة. يمكن تجربة التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز الامتثال وجودة الخدمة والتعاون على مستوى النظام".
وأكد الدكتور تشو دونجيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"ويثبت المؤتمر العالمي الثالث لممثلي المنظمة التزامه بتعزيز الروابط بين المكاتب اللامركزية والمقر الرئيسي، وتعزيز القدرات والتعاون، حيث توفر المناقشات فرصة ممتازة لتحويل الاستراتيجية إلى عمل، حيث أن رؤى المشاركين المستمدة من التجارب مهمة للغاية في رسم طريقنا الجماعي نحو المستقبل.
وفي ختام كلمته، قال الدكتور تشو دونجيو: "وبينما ننخرط خلال هذا المؤتمر، فإنني أحثكم على المشاركة الكاملة ومشاركة تجاربكم وتحدي الافتراضات. إن ما نقوم به هنا معًا سيعزز قدرتنا على الأداء بكفاءة وفعالية واتساق لدعم أعضائنا وضمان بقاء المنظمة ذات مصداقية وتحويلية وسريعة الاستجابة. دعونا نغتنم هذه الفرصة للتفكير معًا، والتعلم معًا، والتخطيط معًا، والعمل معًا. ومن خلال العمل كمنظمة واحدة في المقر الرئيسي والمكاتب الميدانية، وبالشراكة مع الأعضاء وجميع الشركاء، يمكننا ضمان ترجمة مهمتنا إلى تأثير ملموس على أرض الواقع حيث تشتد الحاجة إليها. لها".
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




