"بريدج " يناقش دور المحتوى الإنساني والثقافي والاقتصادي في تشكيل مشهد إعلامي أكثر تأثيراً

"بريدج " يناقش دور المحتوى الإنساني والثقافي والاقتصادي في تشكيل مشهد إعلامي أكثر تأثيراً
أبوظبي في 9 ديسمبر/ وام/ تناولت جلسات عدة في “قمة بريدج 2025” التحولات العميقة في عالم المحتوى، وركزت على أهمية ارتباط المحتوى بالجمهور ليصبح أكثر انتشاراً، وتطرقت إلى دور القضايا الإنسانية في بناء تأثير حقيقي يتجاوز المنصات الرقمية، كما ناقشت مسؤولية صناع المحتوى في تشكيل الحوار الثقافي والاجتماعي.
وأشاد المتحدثون بنموذج إمارة أبوظبي في كرم الضيافة وتمثيل الثقافة العربية، ودعمها لحراك صناعة المحتوى والإعلام والألعاب الإلكترونية، مشيرين إلى أن “قمة بريدج” تشكل جسراً يربط بين الناس من مختلف مسارات الحياة والثقافات والقدرات ويوحد جهودهم لبناء مستقبل أفضل.
واستضافت الجلسات عدداً من أبرز صنّاع المحتوى العالميين وهم الشيف الأمريكي أندرز زيمرن في جلسة “وصفات غريبة”، وزاكري ديرينيوسكي في جلسة “القضية… بين المناصرة والاستغلال”، والبطلة البارالمبية ليف ستون في جلسة “من ناقل الرسالة إلى قائد التغيير”، والطاهيان أبو جوليا وعبير الصايغ في جلسة “الطعام كجسر ثقافي”، والخبير الاقتصادي أشرف إبراهيم في جلسة “اقتصاد سريع الانتشار”، و جيمس دوميلون وأميت شارما وسارة رفاعي في جلسة بعنوان “صنّاع المحتوى: صعود الجيل القادم من عمالقة الترفيه”.
وأوضح أندرز زيمرن خلال جلسة “وصفات غريبة” أن جوهر المحتوى الناجح يقوم على الارتباط بالناس وتقديم ما لم يسبق لهم سماعه، مشيراً إلى أنه يتعلم يومياً من الجيل الجديد من صناع المحتوى الذين يتحركون بعفوية وينتمون لبيئات جمهورهم. وأكد أن الخوارزميات باتت توجّه طريقة عمله، وأنه تعلّم اختصار قصته في 30 ثانية لجذب الانتباه، موضحاً أن هدفه هو استكشاف الثقافات عبر الطعام، وأن المطبخ الإفريقي يمتلك فرصة كبيرة للانتشار العالمي باعتباره أصلاً للعديد من المأكولات.
بدوره استعاد زاكري ديرينيوسكي خلال جلسة “القضية… بين المناصرة والاستغلال” بداياته في المحتوى الإنساني إبان جائحة “كوفيد-19″، عندما شكّلت لحظة إنصات صادقة نقطة تحول في حياته دفعته لبناء محتوى قائم على القرب والدعم ومساندة الآخرين. وشرح كيف ساهم تفاعل المجتمع الرقمي في تحويل مبادراته إلى مجتمع عالمي واسع، مؤكداً أن الانتشار ليس غاية، وأن المحتوى الذي ينطلق من غاية واضحة هو الأكثر قدرة على البقاء. كما أوضح أن شراكاته التجارية تُبنى على القيمة الإنسانية أولاً، وأن الأثر الحقيقي يقاس بما يتركه المحتوى في حياة الناس.
وأكدت ليف ستون خلال جلسة “من ناقل الرسالة إلى قائد التغيير” أن زيارتها الأولى لأبوظبي كانت استثنائية، مشيرة إلى أنّ الإمارة تمثل نموذجاً للضيافة والثقافة العربية وداعماً لحراك صناعة المحتوى والإعلام والألعاب الإلكترونية. وتحدثت عن تطور دور المؤثرين من مجرد نقل الرسالة إلى قيادة التغيير، مستشهدة بتجربة شخصية أثرت في إحدى متابعاتها، ما دفعها لإدراك أن ما تقدمه يتجاوز المهارة الرياضية إلى إلهام الناس ودعمهم نفسياً، مؤكدة أن الجمهور يبحث عن محتوى حقيقي وصادق يعكس حياة صنّاعه كما هي.
فيما ناقش أبو جوليا وعبير الصغير في جلسة “الطعام كجسر ثقافي” قدرة الطعام على بناء جسور متينة بين الشعوب، موضحَين أن الوصفات أصبحت مساحة لسرد القصص وتعريف المجتمعات ببعضها. وأشار أبو جوليا إلى تجربته مع وصفة “المبكبكة” التي أبرزت قوة التفاعل الثقافي، مؤكداً أن أصالة المحتوى هي سر النجاح. بينما شددت عبير الصغير على أن الاطلاع على مطابخ العالم يرسّخ المعرفة ويعزز التقارب، وقدمت نصائح للمبتدئين بالبدء مباشرة وتوظيف الهاتف كأداة رئيسية، مع الإشارة إلى تحديات الذكاء الاصطناعي ودوره المحتمل في دعم صناعة المحتوى.
وتحدث الدكتور أشرف إبراهيم في جلسة “اقتصاد سريع الانتشار” عن أهمية الثقة كركيزة أساسية في المحتوى الاقتصادي، مستعرضاً بداياته منذ 2010 وصولاً إلى إطلاق قناته عام 2018 بإمكانات بسيطة. وأوضح أن تبسيط الاقتصاد للجمهور كان هدفه الأساسي، مع الالتزام بالمصادر الموثوقة والإفصاح عن الإعلانات. وبيّن أبرز التحديات التي تواجه صناع المحتوى الاقتصادي، ومنها سرعة الإنتاج دون الإخلال بالدقة، مؤكداً تفهمه للنقد، وداعياً المؤسسات والمبدعين إلى تبني السرد القصصي والفضول الفكري للوصول إلى محتوى عميق ومؤثر.
وفي جلسة “صنّاع المحتوى: صعود الجيل القادم من عمالقة الترفيه”، ناقش خبراء صناعة المحتوى تحوّل المشهد الرقمي من سباق الأرقام إلى بناء المشاريع المستقلة وتعزيز الثقة مع الجمهور خارج المنصات. واستعرض جيمس دوميلون رحلته من بدايات بسيطة وصولاً إلى 8 ملايين متابع وعوائد بلغت 100 مليونا، مؤكداً أن الاعتماد على منصة واحدة يشكّل خطراً وجودياً على صانع المحتوى، وأن الاستدامة تتحقق فقط عبر تنويع القنوات والاستثمارات. وقدّم أميت شارما نموذجاً مختلفاً ركّز فيه على تحويل المحتوى إلى منتجات وخدمات واقعية، مشدداً على أهمية العمل الجماعي في تطوير العلامات التجارية وتحليل الجمهور وبناء مشاريع مستدامة. من جانبها، تناولت سارة رفاعي التحديات التي تواجه المؤثرين مع ضعف العوائد المالية على معظم المنصات، مؤكدة ضرورة امتلاك خطة واضحة وتدريب متخصص لضمان الاستمرارية، مشيرةً إلى أن “قمة بريدج” توفر فرصاً استثنائية لصناع المحتوى عبر بناء العلاقات والشراكات واللقاءات المباشرة مع المستثمرين.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam


