قادة الطاقة يؤكدون الحاجة إلى 200 مليار دولار لتعزيز نمو قطاع الغاز في المنطقة

أكد مسؤولون في قطاع الطاقة أن صناعة الغاز الطبيعي بالمنطقة تحتاج إلى استثمارات تصل إلى 200 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة لزيادة الإنتاج بنسبة 30% وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وذلك في إطار مشاركتهم في مؤتمر الشرق الأوسط للغاز، الأربعاء، في دبي.
وجمع هذا المؤتمر الرائد أكثر من 150 مسؤولاً تنفيذياً من أهم الشركات المنتجة للغاز في المنطقة، لمناقشة المرحلة المقبلة لتنمية موارد الغاز الطبيعي الهائلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدعوة إلى تعزيز القدرات لمواكبة الارتفاع الهائل في الطلب على الكهرباء، وتسريع استبدال النفط بالغاز في إنتاج الطاقة.
واستضاف مؤتمر غاز الشرق الأوسط، في دورته الأولى بدبي، كبار صناع القرار والمديرين التنفيذيين من شركات النفط الوطنية والعالمية والممولين والمتخصصين في البنية التحتية، لدراسة واقع صناعة الغاز سريعة النمو، والاستعداد لمواجهة التحديات المصاحبة لارتفاع النمو السكاني في المنطقة، والزيادة الحادة في الطلب على الكهرباء لأسباب تتعلق بتكييف الهواء وتحلية المياه وتشغيل الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تمكين المنطقة من تنويع اقتصاداتها. ونظم المؤتمر مجلة بتروليوم إيكونوميست بالشراكة مع الراعي المضيف شركة نفط الهلال، أقدم وأكبر شركة خاصة للنفط والغاز في المنطقة، وشهد مشاركة بارزة من مسؤولين تنفيذيين من أدنوك، وأرامكو، وXRG، وبابكو للطاقة، وغاز رأس الخيمة، ودانة غاز، وشركة بترول الشارقة الوطنية، وشل، وغيرها. كما حضر المؤتمر عدد من المؤسسات المالية الرائدة لتسليط الضوء على دورات تمويل الغاز، ومن بينها دويتشه بنك، وكانتور فيتزجيرالد، وبنك أبوظبي الأول.
وقال مجيد حامد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال والعضو المنتدب لشركة دانة غاز، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر: “إن منطقتنا تسير على الطريق الصحيح لتصبح ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد أمريكا الشمالية”. “منذ عام 2020، نما إنتاج الغاز بأكثر من 15%، ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة 30% إضافية بحلول عام 2030، الأمر الذي سيتطلب استثمارات بقيمة 200 مليار دولار أمريكي”.
وأضاف: “إن أهمية هذا النمو لا تقتصر على تلبية احتياجات الطاقة، بل أيضاً لأنه يخلق فرصاً اقتصادية جديدة، ويدعم جهود التنويع الصناعي، ويعزز الروابط الإقليمية الحيوية. وسيكون مورد الغاز عنصراً أساسياً في ضمان أمن الطاقة، ودعم التنمية الصناعية، وتحقيق أهداف التحول إلى أسواق الطاقة النظيفة”.
وأبرزت المناقشات أن جهود إنتاج الغاز الإقليمية ستحتاج إلى إضافة 14 مليار قدم مكعب يوميا من الإمدادات بحلول عام 2030، أي ما يعادل مستوى الطلب في قطاع الطاقة الأوروبي، ليصل الإنتاج إلى 86 مليار قدم مكعب يوميا.
وأشار المشاركون أيضاً إلى أن خطط تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المنطقة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ستجذب زخماً جديداً مع مستويات الطلب على الطاقة، لأن مراكز خوادم الذكاء الاصطناعي، التي تستهلك طاقة عالية، ستتجه نحو هذه الأسواق للاستفادة من تكلفتها المنخفضة نسبياً للطاقة وبنيتها التحتية الحديثة، وستحتاج إلى إمدادات طاقة موثوقة وغير منقطعة، يغذيها الغاز الطبيعي. ولذلك، فإن الطاقة المعقولة التكلفة في المنطقة، والسياسات القوية والمرنة، ورأس المال المتاح، كلها ميزات عالمية استثنائية وبيئة مثالية لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وشهد المؤتمر، الذي عقد في فندق والدورف أستوريا بمركز دبي المالي العالمي، كلمات رئيسية لشخصيات بارزة من بينها مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستكشاف والإنتاج في أدنوك، وعبد الكريم الغامدي، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع أعمال الغاز في أرامكو السعودية.
وركز الحضور على ضرورة بناء شراكات أقوى بين المنتجين والمستثمرين وغيرهم، وتشجيع اعتماد نماذج استثمارية جديدة وأطر تنظيمية تفضي إلى إنشاء شبكات غاز متكاملة ومرنة في جميع أنحاء المنطقة.
وعلق نائب الرئيس التنفيذي لأعمال الغاز في أرامكو السعودية، عبد الكريم الغامدي، قائلاً: “يشهد العالم تغيرات سريعة في قطاع الطاقة، لكن الحاجة إلى طاقة موثوقة ومنخفضة التكلفة ومنخفضة الانبعاثات تظل ثابتة. وهنا يبرز الغاز الطبيعي كركيزة أساسية لاستراتيجية الطاقة العالمية. وفي أرامكو السعودية، ننفذ أحد أكبر برامج التوسع في إنتاج الغاز في تاريخنا لزيادة قدرة إنتاج الغاز المبيعات بنسبة 80٪ بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2021، لتصل إلى حوالي 6 ملايين برميل ما يعادلها، ومن المتوقع أن يولد هذا التوسع تدفقات نقدية تشغيلية إضافية تتراوح بين 12 و15 مليار دولار. وبفضل انخفاض تكاليف الإنتاج، وانخفاض كثافة الكربون والميثان، والاعتماد على التقنيات المتقدمة، وبفضل كفاءاتنا وشراكاتنا الاستراتيجية، نواصل بناء نظام طاقة أكثر كفاءة يخدم الجميع.
من جهته، أضاف الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي جاسم الشيراوي: “تؤكد نقاشات اليوم أهمية الغاز والبنية التحتية المرتبطة به في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء ودعم التنمية الصناعية وتسريع التوجه نحو طاقة المستقبل المستدامة. ويعتمد تحقيق هذه الأهداف على تعزيز التعاون بين الحكومات والمستثمرين والصناعة، وهو ما يساهم المجلس الاستشاري للصناعة التابع لمنتدى الطاقة الدولي في تحقيقه، من خلال إشراك شركات الطاقة الرائدة في المناقشات الاستراتيجية وتقديم الرؤى العملية الأساسية، مما يضمن تعزيز التعاون والتواصل بين السياسات”. قطاع الصناعة والممولين، وتحقيق أمن الطاقة المستدامة في جميع أنحاء العالم في نهاية المطاف.
وقال بول هيكن، رئيس التحرير وكبير الاقتصاديين في مجلة بتروليوم إيكونوميست: “جمع هذا الحدث قادة الصناعة لتحقيق الإمكانات الكاملة لموارد الغاز في الشرق الأوسط، من أجل المنفعة المستدامة لشعوبها ودعم التنمية المستدامة والآمنة في جميع أنحاء المنطقة”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر


