أخبار الخليج

اختتام المؤتمر العالمي الثالث "الأسرة في سياق فقه الواقع"

اختتام المؤتمر العالمي الثالث "الأسرة في سياق فقه الواقع"     

أبوظبي في 16 ديسمبر/ وام / برعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، اختتم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أعمال المؤتمر العالمي الثالث “الأسرة في سياق فقه الواقع : هوية وطنية، ومجتمع متماسك”، الذي عُقد في أبوظبي يومي 15 و16 ديسمبر 2025، برئاسة معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المجلس، وإشراف معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي نائب رئيس المجلس، وبمشاركة نخبة من العلماء والخبراء والمختصين من داخل الدولة وخارجها.

وألقى البيان الختامي للمؤتمر الدكتور سبع سالم الكعبي الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، بحضور ضيوف المؤتمر، ولفيف من الخبراء والمختصين، وجمع كبير من المشاركين والمهتمين بالشأن الأسري، حيث استعرض خلاصة أعمال المؤتمر ونتائجه وتوصياته، وما خلصت إليه جلساته العلمية والحوارية.

وأكد البيان الختامي أنَّ تنظيم المؤتمر يأتي انسجامًا مع فعاليات عام المجتمع 2025، واحتفاءً وتجاوبًا مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بأن يكون عام 2026 “عامًا للأسرة”، بهدف تعزيز الدور التكافلي بين الأجيال، وبناء علاقات أسرية قوية تضمن مجتمعًا راسخ القيم متماسك البنيان، في ظل القيادة الرشيدة للدولة.

وشهد المؤتمر تدشين معرض مصاحب بعنوان: “الأسرة نبض الوطن”، جسّد عبر أروقته رحلة معرفية وثقافية أبرزت قيم الأسرة الإماراتية المتوارثة، واستعرضت ملامح رؤى القيادة الرشيدة، وجهود المؤسسات الوطنية، والنماذج النبوية التي شكّلت قدوة خالدة في صناعة البيت المتماسك.

كما تضمن كلمات افتتاحية لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، ومعالي العلامة عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ومعالي الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، ومعالي الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، نائب رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.

وشهد المؤتمر منح “جائزة الإمارات العالمية للدراسات الإفتائية والاجتهاد الحضاري” في دورتها الأولى، للمجلس العلمي الأعلى في المملكة المغربية؛ تقديرًا لدوره الريادي في ترسيخ منهج الاجتهاد الجماعي، وصيانة المرجعية الدينية القائمة على الوسطية والاعتدال، وجهوده المؤسسية المعتدلة التي تسهم في تنمية المجتمع وتعزيز تماسكه، وذلك استنادًا إلى ما يضطلع به من مسؤولية دستورية وعلمية بوصفه المرجعية العليا للاجتهاد الديني والمشورة العلمية في المملكة المغربية.

وناقشت جلسات المؤتمر الخمس جملة من القضايا والمسائل المرتبطة بمختلف جوانب الواقع الأسري، شملت استيعاب فقه الواقع مفاهيم ومنهجيات في منظومة الفتاوى الأسرية، والاستقرار الأسري بين القيم الإنسانية والتطورات العلمية، وواقع الأسرة في سياق المتسارعات الرقمية وآفاق الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى النماذج الريادية والخبرات العالمية في تمكين الأسرة الوطنية، والجهود المؤسسية لأسرة إماراتية كريمة ومجتمع قوي.

وأوضح البيان الختامي أنَّ المؤتمر خلص إلى عدد من النتائج، أبرزها الإشادة بالاهتمام الكريم والجهود العظيمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” في خدمة قضايا الأسرة الإماراتية، وإبراز دورها الإستراتيجي في ترسيخ هوية وطنية تعزز تماسك الأسرة وترابط المجتمع.

كما احتفى البيان بالتفاعل الصادق مع إعلان “عام الأسرة 2026″، وتقدير المبادرات الوطنية الرائدة في إطار “الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031″، التي تُبيّن الرؤية التكاملية لمختلف الجهات الحكومية والمجتمعية في تحقيق الاستقرار الأسري.

وأكد البيان تكريس اهتمام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي باستيعاب الواقع الأسري وتحولاته ومستجداته، وإبراز قيم المجتمع الإماراتي المتجذرة، والتأكيد على أن الواقع شريك في تنفيذ الأحكام الفقهية وتطبيقها، وأن فقه الواقع في مجال الأسرة ضرورة شرعية واجتماعية أصيلة تضمن انضباط الفتوى وسلامة تنزيلها واستدامة السكينة والمودة والرحمة بين أفراد الأسرة.

ودعا البيان إلى الانخراط في برامج ومشاريع “الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031″، وتوحيد الجهود مع الجهات والمؤسسات الوطنية المعنية بالشؤون الأسرية، وتنظيم ورش عمل معمقة لمناقشة القضايا المستجدة في الواقع الأسري.

كما أوصى بتطوير منصات رقمية عبر الذكاء الاصطناعي تُعنى بجمع وتصنيف وتحليل البيانات الأسرية، وإطلاق برامج تدريبية للمختصين في فقه الواقع الأسري، وإعداد دراسات ميدانية وتخصصية تدعم السياسات الأسرية الوطنية، وتأطير مبادرات بحثية مشتركة بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز التخصصية لدراسة المستجدات الأسرية.

واختتم البيان بتأكيد التزام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بمتابعة تنفيذ التوصيات الواردة فيه، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، بما يسهم في تحقيق إضافة نوعية وتسجيل بصمة إفتائية إيجابية في الشؤون الأسرية.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : wam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى