جنّدت أكثر من 100 عميل.. هكذا اغتالت إسرائيل علماء إيران النوويين

وكشف تحقيق مشترك أجرته إحدى الصحف "واشنطن بوست" وبرنامج التحقيقات "برنامج تلفزيوني"تفاصيل جديدة حول العملية الإسرائيلية ضد علماء الطاقة النووية الإيرانيين والتي تعرف إعلامياً باسم "عملية نارنيا"وأسفرت العملية عن مقتل 11 من العلماء البارزين خلال الأيام الأولى للعملية.
وبحسب التحقيق، فقد قام جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بتفعيل أكثر من 100 عميل إيراني داخل إيران، وزودهم بأسلحة متطورة وسرية، لتنفيذ ضربات دقيقة على أهداف ومنشآت عسكرية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وكشف التحقيق أن العملاء الإيرانيين خضعوا للتدريب في إسرائيل ودول أخرى، ولم يتم الكشف عن مهمتهم إلا لهم دون اطلاعهم على خطة العملية الإسرائيلية بأكملها.
وأشار التحقيق إلى أن الموساد أعد ملفا استخباراتيا عن كبار العلماء النوويين الإيرانيين على مدار عقود، وحدد قائمة أولية تضم 100 عالم نووي، تم تقليصها لاحقا إلى 12 عالما بارزا، تضمنت متابعة أعمالهم وحركتهم ومنازلهم بناء على سنوات طويلة من عمليات التجسس.
وبدأت العمليات في الساعات الأولى من الساعة الثالثة فجرا، حيث استهدفت إسرائيل شقق العلماء، في خطوة اعتبرتها السلطات الإسرائيلية ضرورية للإضرار بالبرنامج النووي الإيراني بشكل أكثر فعالية من مجرد توقف مؤقت.
وأكد ذلك مسؤول إسرائيلي مطلع على العملية "وهذه العملية غير مسبوقة في التاريخ، حيث استخدمنا وكلائنا بالقرب من طهران وبدأنا العمليات البرية قبل دخول القوات الجوية المجال الجوي الإيراني.".
كما أشار التحقيق إلى أن إسرائيل نفذت عملية خداع قبل الهجوم، تضمنت تسريب معلومات مضللة للصحافة لجعل إيران تعتقد أن التهديد أقل خطورة، بينما واصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المفاوضات مع إيران.
وبعد بدء الهجوم، أرسل ترامب اقتراحا سريا إلى طهران، ينص على رفع العقوبات مقابل إغلاق منشآت تخصيب اليورانيوم ووقف دعم الفصائل المسلحة التابعة لإيران في المنطقة. لكن القيادة الإيرانية رفضت الاقتراح، ووافق ترامب لاحقا على الضربات الأميركية.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 71 مدنيا، من بينهم طفل يبلغ من العمر عامين ومراهق يبلغ من العمر 17 عاما، وهو ابن عالم نووي قُتل لاحقا أثناء حضوره جنازة ابنه.
وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أنهم بذلوا قصارى جهدهم لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، مشيرين إلى أن أحد الاعتبارات الأساسية في التخطيط للعملية هو الحد من الأضرار الجانبية قدر الإمكان.
وبحسب تقديرات ما بعد الحرب، تأخر البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير، لكنه لم يتم تدميره بالكامل، مما يجعل تقييم الحجم الدقيق للأضرار صعبا، في حين تؤكد السلطات الإسرائيلية والأميركية أن العملية نجحت في تعطيل التقدم النووي الإيراني بشكل مؤقت.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر



