المملكة: حظر الإضاءة الومضية.. سياسة جديدة للإعلانات واللوحات التجارية بالجوف


وأكد المكتب الاستراتيجي لتنمية منطقة الجوف أن السياسة الجديدة تنبع من الوعي المتزايد بأهمية المشهد البصري في تشكيل انطباع السكان والزوار عن المدن، ودوره المباشر في جودة الحياة، وجاذبية الاستثمار، وتعزيز الهوية المحلية.
وأوضح أن انتشر علامات تجارية عشوائيةوتنوع تصاميمها وأحجامها وألوانها واختلاف أنماط الإضاءة المستخدمة فيها، غالباً ما يؤدي إلى تشويه الواجهات الحضرية، وارتباك الهوية البصرية للمدينة، إضافة إلى تأثيرها السلبي على السلامة المرورية والراحة البصرية.
التصنيف الحضري
وأوضح المكتب أن السياسة ترتكز على دراسة معمقة للتصنيف الحضري في منطقة الجوف، حيث تم تقسيم المنطقة إلى ثلاثة تصنيفات رئيسية: المناطق التجاريةوالمناطق الإدارية والمناطق التاريخية. ويعتمد هذا التقسيم على معايير التخطيط المعتمدة والتي تراعي استخدامات الأراضي والطابع العمراني والكثافة العمرانية وطبيعة الأنشطة السائدة في كل منطقة.وأشار إلى أن هذا التصنيف ليس إجراءً شكلياً، بل يمثل حجر الأساس لفهم الخصائص العمرانية والوظيفية لكل منطقة، وتحديد نوع اللافتات التجارية الأكثر ملاءمة لها من حيث الشكل والحجم والموقع ونوع الإضاءة. كما تمكن الجهات المختصة والمستثمرين وأصحاب الأنشطة التجارية من تطبيق المعايير الفنية والتنظيمية المناسبة لكل بيئة عمرانية، بما يحقق التناغم البصري الذي يعكس هوية مدينة سكاكا ومراكز منطقة الجوف.
وأكد أن السياسة تهدف إلى توحيد الرؤية البصرية داخل المدن، وتحقيق الانسجام الحضري الذي يوازن بين الحداثة والهوية المحلية، على أن يتبع دراسة التصنيف الحضري فصول تفصيلية مخصصة للمواصفات الفنية للعلامات وأنواعها المختلفة وآليات تركيبها، بما يضمن تكامل المحتوى الحضري مع الوظيفة. تجاري بدون تعارض أو تحريف.
المناطق التجارية
وأوضح المكتب أن المناطق التجارية تعتبر من أكثر المناطق العمرانية حيوية في مدينة سكاكا، حيث تتركز الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وتشهد حركة كثيفة للمواطنين والمقيمين والزوار على مدار اليوم.وتنتشر في هذه المناطق المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي والمراكز التجارية الكبرى، خاصة على المحاور الرئيسية مثل طريق الملك عبد العزيز وطريق الأمير نايف بن عبد العزيز، مما يجعلها واجهة اقتصادية ومرئية للمدينة في نفس الوقت.
وأوضح أن اللافتات المضيئة تشكل عنصراً أساسياً في هذه المناطق، نظراً لدورها في إبراز الأنشطة التجارية وجذب انتباه المارة، خاصة خلال فترات المساء.
إلا أن السياسة شددت في الوقت نفسه على ضرورة تنظيم استخدام هذه العلامات من حيث الأبعاد والبروز ونوع الإضاءة وأماكن تركيبها، بما يمنع الازدحام البصري أو الوهج المفرط، ويضمن عدم تأثيرها سلباً على السلامة المرورية أو راحة مستخدمي الطريق.
وأشار إلى أن السياسة تفضل استخدام المواد في المناطق التجارية. متينة وذات مظهر طبيعي مثل الخشب المعالج أو المعدن المطفي أو الأكريليك المطفي ضمن حدود مدروسة، مع تجنب البلاستيك اللامع أو الواجهات الزجاجية الكاملة التي قد تعكس الضوء بشكل مزعج.
وحددت السياسة سقفاً لأبعاد الألواح وبروزها عن مستوى الواجهة، بحيث يتناسب ارتفاع اللوحة مع ارتفاع الواجهة المعمارية للمحل، ولا يتجاوز بروزها الحدود التي تخل بالتناغم العام للشارع التجاري.
وفيما يتعلق بالإضاءة، أوضحت السياسة أن الإضاءة الخلفية الدافئة أو الإضاءة المباشرة بالتركيز على الحروف تعتبر من الخيارات المفضلة، على أن يتم الالتزام بالألوان الدافئة الهادئة، ويمنع استخدام الإضاءة الوامضة أو المتغيرة الألوان، لما لها من تأثير سلبي على المشهد العام.
وشددت على ضرورة تثبيت اللافتات بشكل عمودي على الواجهة الرئيسية للمتجر، وعلى ارتفاع يتناسب مع المحلات المجاورة، بما يعزز التناغم البصري بين الأنشطة المختلفة.
وشدد المكتب على أن العلامات التجارية في هذه المناطق يجب أن تعكس الطابع المعماري الانتقالي لشمال النجدي، مع تشجيع استخدام الخطوط العربية الأصيلة أو الخطوط الحديثة. مستوحاة من جماليات الخط العربي، مع الالتزام بالألوان الترابية أو الدافئة المكملة التي تتناغم مع ألوان الواجهات، مع تجنب الألوان الزاهية أو النيون.


