فيليبي بولير.. أصغر مسؤول رفيع في تاريخ الأمم المتحدة يقود أجندة تمكين الشباب عالميا

فيليبي بولير.. أصغر مسؤول رفيع في تاريخ الأمم المتحدة يقود أجندة تمكين الشباب عالميا
من قاعات الدراسة إلى أروقة الأمم المتحدة، يؤكد فيليبي بولير أن صوت الشباب ليس هامشيا، بل عنصر أساسي في مواجهة تحديات العصر، من النزاعات المسلحة إلى أزمة الصحة النفسية في زمن وسائل التواصل الاجتماعي. المزيد في هذا المقال بقلم السيد فيليبي بولير:
“عندما درستُ التاريخ في المدرسة الثانوية، تعلمتُ عن أصول الأمم المتحدة، وكانت دائما المنظمة التي شعرتُ بالارتباط بها من حيث القيم التي تروج لها. ومع ذلك، لم أتخيل أبدا أن يكون لي دور مباشر في المنظمة.
خلال فترة عملي مع الحكومة في الأوروغواي، كان لديّ الكثير من التواصل مع منظومة الأمم المتحدة في البلاد، بما في ذلك وكالات مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة اليونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كان لدينا عدد لا بأس به من المبادرات المشتركة، من بينها مشروع وطني حول القضايا المتعلقة بالصحة النفسية والرفاهية للمراهقين والشباب. ومن خلال هذا التعاون، بدأتُ أفهم كيفية عمل الأمم المتحدة.
كنتُ لا أزال أدرس للحصول على درجة الماجستير في الإدارة في جامعة فلوريدا عندما ترشحتُ لقيادة أول مكتب للأمم المتحدة للشباب. كان هدفي مساعدة المنظمة على الحفاظ على أفضل صلة ممكنة مع الشباب، ليس فقط بالاستماع إليهم، بل أيضا بإشراكهم في التعاون والمشاركة. بعد ثمانية أشهر، تلقيتُ مكالمة من أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، تخبرني فيها أنه تم اختياري لهذا الدور، وأنني سأبدأ العمل بعد 15 يوما!
ركزت في العام الأول على فهم التحديات، وبناء الفريق، وتحديد كيفية إضافة قيمة إلى عمل منظمات الشباب والدول، وترسيخ مكانة المكتب كمساحة لزيادة الوعي بمختلف القضايا. أعتقد أن الغرض من مكتب شؤون الشباب هو التعاون ونشر المعلومات وزيادة الوعي بمصالح واهتمامات جميع الشباب في جميع أنحاء العالم.
ثلاث أجندات لمكتب الأمم المتحدة للشباب
الحديث عن أجندة الشباب يعني فهم ودعم حركة واسعة النطاق نتناولها من ثلاثة أبعاد رئيسية.
البند الأول يتمحور حول المشاركة. هناك حاجة ملحة للنظر في أجيال جديدة في دوائر صنع القرار. نحن نتواصل مع مختلف الجهود المبذولة لربط المجتمع المدني بالأمم المتحدة، وخلق سيناريوهات مبتكرة يشعر فيها الشباب بالتمثيل، وأنهم جزء من مراكز القوة، وأن اهتماماتهم تُؤخذ في الاعتبار وتُعالج.
البند الثاني هو أجندة السلام والأمن. في الوضع العالمي الراهن، مع وجود أكبر عدد من الصراعات النشطة منذ الحرب العالمية الثانية، رأينا الشباب يأخذون زمام المبادرة في تعزيز أجندة السلام والمطالبة بإنهاء الحروب.
الأولوية الثالثة هي قضية الصحة النفسية والرفاهية. يواجه ملايين الشباب حول العالم أزمة صامتة تؤثر على جميع جوانب حياتهم: اليأس من المستقبل؛ وثقافة رقمية تتسم بخطاب الكراهية؛ ونقص الفرص في التعليم والتوظيف والسكن؛ وأزمة المناخ؛ وغياب مساحات للرعاية والتواصل. كل هذا يولد القلق والاكتئاب، وفي الحالات الأكثر خطورة، فقدان الهدف والانتحار.
لذلك، نعمل على تعزيز مبادرة عالمية للصحة النفسية والرفاهية للشباب، والتي جمعت في غضون أشهر قليلة أكثر من 600 منظمة شبابية في أكثر من 80 دولة، مؤثرةً على أكثر من 13 مليون شخص (81% منهم من الشباب).
تجمع هذه المبادرة بين تمكين الشباب والتواصل مع الشبكات الدولية للصحة النفسية والمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، مثل منظمات الصحة العالمية واليونيسف واليونسكو. وفي الوقت نفسه، تُعزز هذه المبادرة جهود المناصرة السياسية لكي تُدرك المزيد من الدول أهمية الصحة النفسية للشباب كأولوية وتُطور سياسات تستجيب لهذه الحاجة المُلحة.
وقد تحدث المشاركون الشباب عن تجاربهم الشخصية والتحديات التي واجهوها ودوافعهم كصانعي تغيير ورواد أعمال ومناصرين.
الصحة النفسية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي
ينصبّ التركيز على كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا في عالم سريع التغير. ماذا يمكننا أن نفعل في عالم أصبحنا فيه أكثر ترابطا من أي وقت مضى، ولكن في الوقت نفسه أكثر عزلة. هذه هي المفارقة التي نعيشها في هذا العصر. تشكل وسائل التواصل الاجتماعي تحديا كبيرا لأنها تُنشئ في النهاية فقاعات يتواصل فيها الناس فقط مع من يشاركونهم نفس الأفكار.
غالبا ما تؤدي خوارزميات هذه الشبكات إلى خطاب أكثر استقطابا، كما أنها تسمح للأفراد باستغلال إخفاء الهوية لنشر رسائل عدوانية. ومن هنا تأتي الحاجة إلى المزيد من مساحات اللقاء لتشجيع الحوار بين الناس، لأنه في هذه الفضاءات الرقمية، لا وجود للحوار؛ بل توجد مواقف فقط، ولا يستمع الناس إلى بعضهم البعض، بل يتواجهون.
عندما نبحث عن إجابات، سنجدها بالتأكيد بالعودة إلى ميثاق الأمم المتحدة، الذي يحدد جوهر المنظمة: الحوار، والاحتفاء بالتنوع، والتعاون الدولي. الشباب يقومون بدورهم بالفعل. فالتغييرات الفردية الصغيرة، عندما تتضافر، هي التي تُحرّك في نهاية المطاف الأجندات العالمية”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un




