إطلاق برنامج لإعادة تأهيل وتمكين النزلاء في المؤسسة العقابية والإصلاحية برأس الخيمة

إطلاق برنامج لإعادة تأهيل وتمكين النزلاء في المؤسسة العقابية والإصلاحية برأس الخيمة
رأس الخيمة في 29 ديسمبر/ وام/ أعلنت مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، عن إطلاق برنامج متكامل يهدف إلى إعادة تأهيل وتمكين النزلاء في المؤسسة العقابية والإصلاحية في رأس الخيمة، وذلك وفق نهج قائم على التقييم واستخدام أفضل الممارسات الدولية في مجالات التأهيل وإعادة الدمج المجتمعي.
ويجسد البرنامج التزام المؤسسة بدعم مسارات التعليم، والتدريب المهني، والصحة النفسية، مع توفير مسارات عملية تمكّن النزلاء من الاندماج الإيجابي في المجتمع بعد الإفراج.
كما يقدم نهجاً مبتكراً لإعادة التأهيل، يعالج عدداً من الأسباب الجوهرية للعودة إلى الجريمة وخفض معدلاتها والرجوع إليها.
ويحظى البرنامج، الذي بدأ تنفيذه ويستمر على مدار ثمانية عشر شهراً، بدعم من عدد من الشركاء، ويسعى إلى تعزيز استقرار الأسرة، ودعم التماسك الاجتماعي، وتحسين أمن المجتمع بوجهٍ عام.
ويرتكز البرنامج على عملية تقييم شاملة لقياس مستويات النزلاء في اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، إلى جانب مؤشرات نفسية واجتماعية أساسية. وبناءً على نتائج هذه التقييمات، يتم تصميم مسارات تعليمية وتأهيلية فردية تضمن حصول كل مشارك على الدعم المناسب والملائم لاحتياجاته.
وقالت الدكتورة ناتاشا ريدج، المديرة التنفيذية لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، إن هذا البرنامج بنطلق من إيمان راسخ بأن التأهيل الفعّال ويبدأ من فهم احتياجات الأفراد، مشيرةً إلى أن توفير التعليم والتدريب داخل المؤسسات العقابية هو استثمار طويل الأمد في أمن المجتمع واستقراره، ومن خلال هذه المبادرة، نسعى إلى إتاحة فرص حقيقية للنزلاء لإعادة بناء حياتهم والمساهمة الإيجابية في المجتمع بعد الإفراج.
من جانبه، قال العقيد ذياب الحرش، مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة رأس الخيمة، إن هذا البرنامج يمثل خطوة مهمة في تعزيز الدور التأهيلي للمؤسسات العقابية والإصلاحية، من خلال التركيز على التعليم، وتنمية المهارات، والدعم النفسي، بما يهيئ بيئة منظمة تشجع على تحمّل المسؤولية الشخصية، وإحداث تغيير سلوكي إيجابي، والاستعداد للاندماج في المجتمع، وتسهم هذه المبادرات بشكل مباشر في تحسين المخرجات المؤسسية وتعزيز أمن المجتمع وتماسكه.
يتضمن البرنامج ثلاثة محاور رئيسية متكاملة تشمل التعليم الأساسي وتنمية المهارات الحياتية من خلال تعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب، ومهارات التواصل، والانضباط الذاتي.
والتدريب المهني المعتمد، حيث يتم تقديم برامج تدريب مهني بشهادات معترف بها دولياً، بما يعزز جاهزية النزلاء للانخراط في سوق العمل.
والدعم النفسي وبرامج التوعية، حيث يتم توفير جلسات إرشاد نفسي، وعلاج سلوكي، وبرامج توعوية تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية وبناء هوية إيجابية.
ويُنفذ البرنامج بالتعاون مع عددٍ من الجهات التعليمية والتدريبية المعتمدة محلياً ودولياً، بما يضمن جودة التنفيذ ومواءمة البرامج مع احتياجات سوق العمل، كمنظمة «أمديست»، المعتمدة من هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، ومركز لوتاه التقني ومركز «سبير هيد» للتدريب، اللذين يسهمان في توفير التدريب على المهارات المهنية. كما تُشارك منظمات متخصصة، مثل مركز «إرادة» للعلاج والتأهيل، الذي يقدم الدعم النفسي المتخصص وخدمات إعادة التأهيل من الإدمان.
وسيتم تنفيذ البرنامج خلال الفترة 2025-2027، مع إجراء تقييم منهجي في نهاية كل دورة لقياس الأثر التعليمي والنفسي والاجتماعي.
وستُستخدم نتائج التقييم في تطوير البرنامج مستقبلاً وإمكانية توسيع نطاقه، بما يجعله نموذجاً قائماً على الأدلة وقابلاً للتطبيق على نطاق أوسع.
ويعكس هذا البرنامج دور مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، بوصفها مؤسسة بحثية ملتزمة بتطوير حلول سياسات عملية ومستدامة لمعالجة التحديات الاجتماعية المعقّدة، كما يُسهم في تحقيق رؤية دولة الإمارات للتنمية الشاملة، وإستراتيجية الإصلاح التي ترسّخ العدالة التأهيلية، بما يتماشى مع التزامٍ أوسع بدعم حقوق الإنسان وتعزيزها.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam


