صحة و جمال

قضم الأظافر لدى الأطفال… براءة أم اضطراب نفسي؟

منذ الصغر، تتشكل لدى الأطفال العديد من العادات والتصرفات، تلك التي تعكس عوالمهم الداخلية وتعبيراتهم عن مشاعرهم المختلفة. ومن بين هذه العادات، تبرز بقوة عادة قضم الأظافر، التي يبدو للوهلة الأولى بريئة، لكنها في الواقع تحمل وراءها قصصًا وأسبابًا متعددة. تصدر هذا السلوك النمطي قائمة الهموم لدى العديد من الأهل والمختصين، فما هو تقييمه النفسي والاجتماعي؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟

وفي سياق هذا النقاش، نستعرض وجهات النظر والتوصيات المقدمة من قبل الأخصائية النفسية منى شطا، الخبيرة المعتمدة في العلاقات الأسرية وتعديل السلوك، التي قدمت تحليلاتها الخبيرة حول هذه الظاهرة. تأخذنا دراستها في رحلة استكشافية داخل عالم الطفل الذي يقضم أظافره، مشددة على أهمية التوعية والتدخل الفعّال لتجنب المشكلات الناجمة عن هذا السلوك.

وتبدأ دراسة الظاهرة بتحديد نطاقها وشيوعها، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الأطفال الذين يقضمون أظافرهم تتراوح بين 25% إلى 36% من الأطفال في سن المدرسة. إن هذا الرقم يستدعي التفكير الجاد والتدخل المبكر لتجنب تفاقم المشكلة وتأثيراتها السلبية على النفسية والصحة النفسية للطفل.

وترتبط قضية قضم الأظافر بمجموعة متنوعة من العوامل والأسباب، التي ترسم صورة شاملة للتحديات التي يواجهها الطفل وأسرته. تسلط الضوء خبيرتنا شطا على بعض الأسباب المحتملة والتي قد تكون وراء هذا السلوك، مثل التوتر والقلق النفسي، وردود الفعل العاطفية، والحرمان العاطفي. إن فهم هذه الأسباب والعمل على التدخل السريع يعد أمرًا حيويًا لمواجهة هذه الظاهرة بفعالية.

تشدد شطا على أن قضم الأظافر قد يكون علامة على وجود مشكلة نفسية أو عاطفية في الطفل لم يتم الانتباه إليها، وهنا يكمن دور الوالدين والمختصين في التوجيه والدعم اللازم لتحديد أسباب هذا السلوك والتعامل معه بشكل ملائم.

للتغلب على هذه الظاهرة، تقدم شطا مجموعة من النصائح والتوجيهات للوالدين، تتضمن التحدث مع الطفل بشكل فعّال حول هذه العادة وشرح مخاطرها، وتحديد الأسباب التي تدفع الطفل إلى قضم أظافره ومعالجتها، وكذلك تشجيع الطفل على البحث عن طرق أخرى للتعبير عن مشاعره والتعامل مع التوتر والقلق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوالدين أن يلجأوا إلى المساعدة المهنية من طبيب نفسي أو مختص في التعامل مع السلوكيات السلبية عند الاقتضاء.

تختم شطا حديثها بتأكيد أن قضم الأظافر قابل للعلاج والتحكم فيه، وأن الدعم العائلي والتوجيه السليم يمكن أن يكون لهما تأثير كبير في مساعدة الطفل على التخلص من هذه العادة السيئة. وتحث الوالدين على عدم التردد في طلب المساعدة الإضافية في حالة عدم القدرة على مواجهة المشكلة بمفردهم، حيث يتعلق الأمر بصحة وسلامة نفسية الطفل.

بهذا، نرى أن مواجهة ظاهرة قضم الأظافر عند الأطفال تتطلب جهودًا مشتركة من الأهل والمختصين، للتعرف على الأسباب الكامنة والتصدي لها بفعالية، بهدف تأمين بيئة صحية ونفسية إيجابية لنمو الطفل وتطوره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
أهلاً! كيف يمكننا مساعدتك؟