أخبار العالم

ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول البريكس

القاهرة: مي كمال الدين

في تصريحات مثيرة للجدل، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأعمال التجارية التي تقوم بها دول البريكس مع الولايات المتحدة. جاء ذلك خلال مراسم تنصيبه الرسمي في 20 يناير 2025، حيث وقع على سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تعكس توجهاته السياسية الجديدة. هذه التصريحات تأتي في إطار تصعيد واضح للسياسة التجارية الأمريكية، والتي تستهدف بشكل مباشر التحالفات الاقتصادية العالمية.


ترمب يعلن عن سياسة تجارية صارمة:

بعد أداء اليمين الدستورية، توجه ترمب إلى البيت الأبيض حيث أعلن عن نيته فرض رسوم جمركية قاسية على دول البريكس، والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وقال ترمب: “سنفرض رسومًا جمركية بنسبة 100% على الأعمال التجارية التي تقوم بها هذه الدول مع الولايات المتحدة. أنتم تعرفون ما هي البريكس، أليس كذلك؟”.

وأضاف الرئيس الأمريكي أنه سبق أن حذر من هذه الخطوة في الماضي، مؤكدًا أنه لن يترك لدول البريكس أي خيار سوى الامتثال لشروطه. ومع ذلك، ارتكب ترمب خطأً لافتًا عندما أشار إلى إسبانيا كعضو في البريكس، مما أثار تساؤلات حول دقة معلوماته.


تهديدات مماثلة للاتحاد الأوروبي:

لم تتوقف تهديدات ترمب عند دول البريكس فقط، بل امتدت لتشمل الاتحاد الأوروبي أيضًا. حيث هدد بفرض رسوم جمركية على الدول الأوروبية إذا لم تلتزم بزيادة مشترياتها من النفط والغاز الأمريكي. هذه الخطوة تعكس استراتيجية ترمب لتعزيز الصادرات الأمريكية وتقليل العجز التجاري مع الحلفاء الأوروبيين.


ردود الفعل الدولية:

ردًا على تصريحات ترمب، أعرب السفير الروسي في إندونيسيا، سيرجي تولتشينوف، عن ثقته في قوة تحالف البريكس وقدرته على مواجهة التهديدات الأمريكية. وقال تولتشينوف: “البريكس منظمة قوية ولن تتأثر بتهديدات ترمب. القرارات المتعلقة بإنشاء عملات جديدة أو تنفيذ مدفوعات عابرة للحدود هي شأن داخلي للدول الأعضاء”.

وأكد الدبلوماسي الروسي أن دول البريكس لديها القدرة على التعاون بشكل مستقل دون الحاجة إلى الاعتماد على الولايات المتحدة، مما يعكس تزايد الثقة في التحالفات الاقتصادية البديلة.


تداعيات التهديدات الأمريكية:

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول البريكس قد تؤدي إلى توترات اقتصادية وسياسية كبيرة على المستوى العالمي. هذه الخطوة يمكن أن تعمق الفجوة بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، فضلًا عن تعزيز التعاون بين دول البريكس لمواجهة الضغوط الأمريكية.

من المتوقع أن تدرس دول البريكس إجراءات مضادة، بما في ذلك تعزيز التعاون الاقتصادي بينها وربما البحث عن بدائل للدولار الأمريكي في المعاملات التجارية. كما أن هذه التهديدات قد تدفع دولًا أخرى إلى إعادة تقييم علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة.


تصريحات ترمب الأخيرة تعكس توجهًا متصاعدًا نحو سياسة تجارية أكثر تشددًا، تستهدف بشكل مباشر التحالفات الاقتصادية العالمية مثل البريكس. في ظل هذه التطورات، يبدو أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من التوترات الاقتصادية، حيث تسعى الدول إلى تعزيز تحالفاتها ومواجهة الضغوط الأمريكية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى