أخبار العالم

مظاهرات إجبارية وتعبئة عامة.. “قسد” تتحدى وتحشد الجماهير دعماً لأوجلان

نظّمت “الإدارة الذاتية”، الذراع المدنية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، تجمعات ومظاهرات جماهيرية كبيرة في مناطق سيطرتها بشمال شرقي سوريا، في الذكرى السنوية الـ26 لاعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) عبد الله أوجلان، رغم ما تتعرض له من ضغوط أميركية وأوروبية وإقليمية وداخلية لفك الارتباط مع الحزب.

وفي 15 شباط/ فبراير 1999، تمكنت الاستخبارات التركية من اعتقال عبد الله أوجلان في كينيا، ونقلته بطائرة خاصة إلى تركيا بعد ملاحقة استمرت سنوات طويلة.

ونظّمت “الإدارة الذاتية” مظاهرات وتجمعات تدعو إلى إطلاق سراح أوجلان في مدن الحسكة، القامشلي، المالكية، الرقة، الطبقة، وريف دير الزور، إضافة إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة “قسد” في مدينة حلب.

وقالت عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، فوزة يوسف، في كلمة لها خلال تجمع جماهيري ضخم وسط مدينة القامشلي، إن “حرية القائد عبد الله أوجلان معيار انتصار هذه المرحلة، وإن لم يعمل أوجلان بحرية وسط شعبه، فلن تُكتب لهذه المرحلة أي نجاح”، حسب وصفها.

 

وأشادت يوسف بمقاتلي حزب العمال الكردستاني، مؤكدة أنهم “يترقبون الكلمة التاريخية لأوجلان”.

وأضافت القيادية الكردية البارزة: “نقول لتركيا: زمن الحرب قد ولى، سياسات الإمحاء والإبادة قد مضى زمنها، ومرحلة السلام يجب أن تتضمن حرية القائد عبد الله أوجلان”.

تجاهل الضغوط الأميركية والأوروبية

كشف مصدر مقرّب من “قسد” لموقع تلفزيون سوريا أن زخم المظاهرات والتجمعات التي دعت إليها “الإدارة الذاتية” جاء بتوجيه من حزب العمال الكردستاني، بما يتعارض مع الضغوط التي تتعرض لها “قسد” حالياً لفك ارتباطها مع PKK.

وأشار المصدر إلى أن “قيادات من التيار المتشدد ضمن الإدارة الذاتية، مثل فوزة يوسف، آلدار خليل، ومسؤولين آخرين في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وخلفهم مسؤولو PKK، عملوا بشكل ممنهج على تنظيم هذه التجمعات بزخم كبير في عموم مناطق شمال شرقي سوريا، في رسالة واضحة إلى واشنطن وباريس والحكومة السورية وتركيا، وكذلك للداخل الكردي، الذي يدعو إلى إنهاء نفوذ PKK في سوريا”.

ويرى المصدر أن “حزب العمال الكردستاني يدفع باتجاه التصعيد مع تركيا وسط تضارب تصريحات مسؤوليه حول موقف أوجلان المرتقب، وما إذا كان سيدعو الحزب إلى إلقاء السلاح وبدء مرحلة جديدة من عملية السلام داخل تركيا”.

63

كما يُعدّ هذا التحرك تبنياً علنياً للانتماء لحزب العمال الكردستاني ونهج وفكر زعيمه أوجلان، في رسالة تصعيدية للحكومة السورية، التي تخضع لضغوط تركية لحل مشكلة تواجد PKK في سوريا، من جهة، ولضغوط أوروبية وغربية تدعوها للتفاوض مع “قسد” والتوصل إلى تفاهمات دون حدوث صدامات عسكرية، من جهة أخرى.

ويرى المصدر أن “هذه التجمعات، ورفع صور أوجلان وأعلام PKK، وترديد شعارات مؤيدة لهما، تأتي في مرحلة حساسة وسط جهود أميركية وأوروبية، بالتنسيق مع قائد قسد، لتشكيل وفد كردي مشترك وتقريب وجهات النظر مع المجلس الوطني الكردي المعارض لوجود حزب العمال الكردستاني في سوريا”.

ولم يستبعد المصدر أن “يتجه PKK إلى نسف عملية السلام في تركيا مجدداً، وعدم الاستجابة لنداء أوجلان في حال إعلانه، إضافة إلى عرقلة المفاوضات مع المجلس الوطني الكردي، وقد يلجأ كذلك إلى التصعيد مع الحكومة السورية لخلط الأوراق محلياً وإقليمياً”.

إغلاق الأسواق وإجبار الموظفين على المشاركة

فرضت “الإدارة الذاتية” على كافة الأسواق والمحلات الإغلاق الكلي، اليوم السبت، ودعت جميع سكان مناطق شمال وشرق سوريا للمشاركة في التجمعات المطالبة بحرية أوجلان والمنددة باعتقاله.

وقال “أبو ياسين”، صاحب محل أجهزة هواتف محمولة في مدينة الحسكة، لموقع تلفزيون سوريا، إن “رؤساء لجان المهن والأسواق وجّهوا جميع المحلات إلى الإغلاق الكلي، وحذّروا من فتحها بمناسبة ما سموه ‘اليوم الأسود’، في إشارة إلى يوم اعتقال أوجلان”.

وأشار “أبو ياسين” إلى أن “سيارات تحمل مكبرات صوت جابت الأحياء والأسواق، ودعت جميع سكان مدينة الحسكة للمشاركة في التجمع المندد باعتقال أوجلان”.

مظلوم

كما حذّر رؤساء الكومينات (لجان الأحياء) الأهالي من عدم المشاركة في التجمعات، وربطوا مشاركتهم بالحصول على مخصصاتهم من الخبز والغاز والأوراق الثبوتية.

وألزمت مؤسسات “الإدارة الذاتية” كافة موظفيها بالمشاركة في المظاهرات والتجمعات، محذّرة من محاسبة أي موظف لا يلتزم بالمشاركة.

وقالت “سهام الزين” (اسم مستعار)، وهي مدرسة في مدينة الشدادي، لموقع تلفزيون سوريا، إن “الإدارة الذاتية أمّنت عشرات الحافلات لنقل الموظفين من ريف الحسكة إلى المدينة للمشاركة في التجمع”.

وأوضحت أن “كافة المؤسسات أُغلقت اليوم بسبب إجبار الموظفين على المشاركة في التجمعات والمظاهرات بمناسبة ذكرى اعتقال عبد الله أوجلان”.

ومنذ سقوط نظام الأسد، ترعى واشنطن وباريس مفاوضات حساسة بين “قوات سوريا الديمقراطية” والمجلس الوطني الكردي، بهدف تشكيل وفد مشترك يحمل رؤية سياسية ومطالب الأكراد السوريين للتفاوض مع الحكومة السورية في دمشق.
 

 

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟