4.3 مليار دولار حجم الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان

كتب: د. عبد الرحيم عبد الواحد
أبوظبي – أكد سعادة / روان جومابيك، سفير جمهورية كازاخستان لدى الإمارات العربية المتحدة، أن العلاقات بين البلدين تشهد نموًا متسارعًا وازدهارًا ملحوظًا في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أنها تمثل نموذجًا يحتذى به في التعاون الإقليمي والدولي، حيث باتت الإمارات أحد أهم شركاء كازاخستان وأكثرهم موثوقية في منطقة الخليج.
وأوضح السفير، خلال الطاولة المستديرة التي عُقدت في أبوظبي تحت عنوان «آفاق جديدة للتعاون بين جمهورية كازاخستان ودولة الإمارات العربية المتحدة»، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 تجاوز 127.2 مليون دولار بزيادة بلغت 12.8%، فيما ضخت الإمارات أكثر من 4.3 مليار دولار في الاقتصاد الكازاخي.
وأشار إلى أن الاستثمارات الإماراتية تتناغم مع استراتيجية الإمارات للتنمية حتى عام 2031، القائمة على الابتكار والتنمية الصناعية والتنويع الاقتصادي، لافتًا إلى تنفيذ عدد من المشاريع البارزة بدعم إماراتي منها:
- مجمع أبوظبي بلازا في أستانا،
- محطة طاقة الرياح بقدرة 1 جيجاوات في محافظة جامبيل،
- مدرسة سابيس الدولية في أستانا،
كما يجري التخطيط لإطلاق 13 مشروعًا جديدًا بقيمة 3.7 مليون دولار حتى عام 2028، واستكمال 4 مشاريع استثمارية كبرى بمشاركة إماراتية. ويعمل حاليًا 46 شركة إماراتية مسجلة في مركز أستانا المالي الدولي بقطاعات التمويل والتأمين وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة والنقل والصناعة والتعدين.
ونوّه السفير بالعلاقات الشخصية الوثيقة القائمة على الاحترام المتبادل بين فخامة الرئيس قاسم-جومارت توكاييف وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معتبرًا أنها ركيزة أساسية تدفع التعاون بين البلدين إلى آفاق أوسع، حيث يعكس تبادل الزيارات السنوية بين قيادتي البلدين عمق العلاقات الثنائية وحرص الجانبين على تعزيز التعاون في المجالات الصناعية والزراعية والنقل والخدمات اللوجستية والاستثمار.
وأشار إلى أن تطبيق نظام الإعفاء المتبادل من التأشيرات ساهم في تنشيط حركة السياحة والأعمال بين الشعبين، مؤكدًا أن الزيارة التاريخية التي قام بها سمو الشيخ خالد بن محمد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إلى أستانا في مايو الماضي شكلت محطة فارقة في مسار العلاقات، إذ أسفرت عن توقيع 18 اتفاقية تجارية بقيمة تجاوزت 5 مليارات دولار في مجالات الطاقة والنفط والغاز والنقل والزراعة والتمويل والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وجددت التزام شركات إماراتية كبرى مثل مصدر وبريسايت ومجموعة موانئ أبوظبي وتيرمينالز هولدنغ بمواصلة استثماراتها الناجحة في كازاخستان.
كما تطرق السفير إلى الإصلاحات الجارية في بلاده، مشيرًا إلى إعلان الرئيس توكاييف مؤخرًا عن 20 مهمة استراتيجية ضمن برنامج “كازاخستان في عصر الذكاء الاصطناعي“، وتشمل التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية والطاقة، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وتحديث النظامين الصحي والتعليمي، إضافة إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وإصلاحات سياسية تهدف إلى تحديث الحياة البرلمانية.
وختم روان جومابيك تصريحه بالتأكيد على أن الإمارات تمثل نموذجًا عالميًا في التنمية والازدهار، وأن علاقاتها الراسخة مع كازاخستان «قائمة على أسس الصداقة المتينة والتعاون الصادق والمصالح المشتركة»، مضيفًا:”نثق بأن مسيرة تعاوننا ستتواصل بخطى واثقة نحو مزيد من التقدم والازدهار، لما فيه خير شعبينا الصديقين”.
كما أعرب عن تقديره الكبير للإعلاميين والصحفيين الذين حضروا فعالية الدائرة المستديرة، مؤكدًا على دورهم المهم في دعم مسيرة تعزيز التعاون الثنائي ونقل صورة الشراكة المتنامية بين البلدين.
وتحدث في جلسة الطاولة المستديرة ممثلو وسائل الإعلام، وعلى رأسهم وكالة أنباء الإمارات، جريدة الخليج، جريدة الفجر، جريدة الوحدة، الأرشيف والمكتبة الوطنية لدولة الإمارات، ممثلا بالدكتورة حسنية العلي التي أكدت على ضرورة التواصل التعليمي والثقافي بين الجابين الإماراتي والكازاخي باعتباره ضرورة من ضرورات حصانة وتوعية للأجيال المقبلة وتعريفهم بأهمية تعزيز التواصل الفكري والثقافي من أجل تحقيق النهضة المجتمعية المستدامة.
وفي الوقت نفسه، تحدث خالد مبارك الكندي الرئيس التنفيذي لمجموعة الإمارات العالمية للاستثمار التعليمي، عن مزايا كازاخستان ارضا وحكومة وشعبا، مشجعا ضرورة التفكير في اعتبار كازاخستان محطة مهمة في مشوار الحياة السياحية والتعليمية لسكان دولة الإمارات تحديدا والمنطقة العربية بشكل عام، وذلك انطلاقا من خبرته الاستثمارية في صناعة التعليم في كازاخستان.
ومن جانبه استعرض الدكتور عبد الرحيم إبراهيم عبد الواحد الرئيس التنفيذي لمجموعة ميديا هب إنترناشيونال الإعلامية، خبراته ومسيرته المهنية التي استمرت 13 عاماً وحتى الآن في الترويج الإعلامي لكازاخستان، مشيرا إلى التقارب في الأصول التاريخية، وذلك بالعودة إلى مراحل التأسيس ما قبل حياة السهوب وحياة البداوة في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وتطرق إلى القدرات ودور السياسات الداخلية والخارجية للقيادة في كازاخستان في المكانة التي وصلت إليها هذه الدولة منذ اكثر من 30 عاماً، حيث ظهرت علامات وشواهد النهضة والتقدم والرقي ورفاهية الشعب الكازاخي.