تقارير

الرئيس جوزيف عون: لبنان نموذج فريد للتعايش الديني

الرئيس جوزيف عون: لبنان نموذج فريد للتعايش الديني     

وأضاف أنه في منطقة “يُقتل فيها الناس بسبب معتقدهم الديني أو حتى بسبب رمزٍ إيماني يحملونه أو يعبرون عنه، وفي عالم قلق عالق بين من يريد فرض هذا المظهر الديني ومن يريد حظره، يظهر لبنان نموذجا فريدا لا مثيل له ولا بديل عنه. نموذج يستحق الحياة. بل هو واجب الوجود من أجل منطقته ومن أجل العالم كله”.

وشدد الرئيس عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن هناك واجبا إنسانيا في الحفاظ على لبنان، “لأنه إذا سقط هذا النموذج في العيش بين جماعتين مختلفتين دينيا ومتساويتين كليا، فما من مكان آخر على الأرض يصلح لتكرار هذه التجربة”.

وقال إن الكثير من أسباب الحروب على لبنان كانت لضرب هذا النموذج “ولتبرير شرق مفروز الهويات ومزروع بالعنصريات ومندلعٍ للحروب أبدا. وإذا كانت للبعض مصلحة في ذلك، فإن مصلحة العالم والبشرية في سلام دولي تكمن في العكس تماما”.

وشدد الرئيس اللبناني على أن إنقاذ هذا النموذج يتطلب “موقفا واضحا داعما عمليا وميدانيا لتحرير أرضه، ولفرض سيادة دولته وحدها فوقها، بقواه الشرعية حصرا ودون سواها”.

وقال إن هذا ما أجمع عليه اللبنانيون منذ إعلان وقف إطلاق النار أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2024 وصولا إلى المفاوضات مع الموفد الأميركي توم باراك، “والتي انتهت إلى وضع ورقة لضمان الاستقرار الكامل على أرضنا، ما زلنا نلتزم بأهدافها، ونأمل أن يلتزم المعنيون بها على حدودنا”.

وأكد السيد عون على أن لبنان قادر على مواكبة العصر، وبدأ فعلا بتنفيذ برنامج متدرج للتعافي النقدي والاقتصادي، يشمل تدقيقا ماليا شفافا، وإعادة هيكلة مصرفية عادلة، وتحديث الإدارة، ومحاربة الفساد والجريمة المنظمة، “بما يعيد ثقة اللبنانيين بدولتهم وثقة العالم بلبنان”.

إلا أنه قال إن بلاده تتحمل أعباء جمة، أولها استمرار وضع غير مستقر على حدودها الجنوبية. وطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية فورا، “وانسحاب الاحتلال من كامل أرضنا، وإطلاق أسرانا الذين لن ننساهم ولن نتركهم، وتطبيق قـرار مجلس الأمن رقم 1701 كاملا”.

كما أكد أن لبنان يشهد حالة نزوح على أرضه “هي الأكبر في التاريخ نسبة إلى عدد السكان”، إلا أنه قال إن رهان بلاده في هذا السياق على شراكتها مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة، وعلى المفاوضات مع سوريا برعاية المملكة العربية السعودية، للتوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى استعادة سوريا لمواطنيها “أعزاء آمنين”، واستعادة العلاقات المميزة وحسن الجوار والتعاون المتكامل في شتى المجالات، “بما يتخطى التباسات كل الماضي ويمحوها”.

كما أشار إلى معضلة إعادة إعمار “ما هدّمه العدوان الإسرائيلي على لبنان”، وتوفير الإمكانيات اللازمة للقوات المسلحة الشرعية للقيام بمهامها “في الدفاع الحصري” عن أرضها.

واختتم كلمته بالقول: “أحدثكم الآن عن السلام، فيما بعض أهلي يقتلون وبعض أرضي يُدمّر. فالصراع ما زال شرسا بين أن يكون لبنان أرض حياة وفرح ومنصة لهما إلى منطقته والعالم، وبين أن يكون بؤرة موت ومستقنع حروب ومنطلقا لتفشيها في كل جواره. نحن حسمنا قرارنا، وسنجسد الخيار الأول وننفذه. ندائي لكم: من أجل السلام في منطقتنا، من أجل خير الإنسان، كونوا معنا، لا تتركوا لبنان”.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : un

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى