مهرجان الجونة يقيم ندوة عن النقد السينمائي بعد 100 عام

ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي أقيمت جلسة بعنوان "النقد السينمائي: فيبريسي 100 عام"وأدار الفيلم الناقد محمد طارق المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بمشاركة رئيس الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين أحمد شوقي، والناقدة علا سلفا، والناقدة دوبرافكا لاكتيك، بحضور نخبة من النجوم وصناع السينما منهم أحمد مجدي، ويوسف عثمان، والناقد الصربي دوبرافكا لاكيتش.

 

بدأ الحوار بالتأكيد على أن النقد السينمائي ليس مجرد تحليل للأفلام، بل هو مساحة لفهم الصور وتقدير الفن. وأشار أحمد شوقي إلى أن إدارة اتحاد يضم أكثر من خمسين دولة يمثل تحديا كبيرا قائلا: "عندما تولينا مسؤولية الاتحاد كان لدينا 15 لجنة تحكيم فقط، واليوم وصلنا إلى 80 لجنة ونسعى للوصول إلى 100، لأننا نؤمن أن النقد جزء من تطور السينما."

 

 

أما دوبرافكا لاكيتش، فأكدت أن النقد مهنة صعبة لأنه «لا يرضي الجميع»، مضيفة: "لا يحبنا صانعو الأفلام دائمًا، لكننا نكتب بأمانة لأننا نحب السينما بقدر ما يحبونها."

 

 

بدورها تحدثت علا سلفا عن تجربتها كناقدة، موضحة أن دخولها المجال لم يكن سهلاً: "عندما بدأت، كان من الصعب قبول امرأة شابة في هذه البيئة، لكن حب السينما دفعني للاستمرار. نحن لسنا أعداء للمخرجين، بل جزء من المنظومة التي تطور الفن."

 

 

وتطرق الحديث إلى كيفية كتابة النقد السينمائي، حيث أكد أحمد شوقي أن الناقد الحقيقي يجب أن يمتلك أسلوبا أدبيا وفكرا مستقلا، قائلا: "الموهبة الحقيقية ليست في اللغة فقط، بل في اختيار الفكرة التي يناقشها الناقد داخل الفيلم. يجب أن تعرف لماذا أعجبك الفيلم أو لماذا لم يعجبك، وترجم ذلك إلى تحليل موضوعي وصادق بعيداً عن الانطباعات السطحية.".

 

 

وأضافت دوبرافكا أن النقاد يجب أن يكونوا “كتابًا جيدين قبل أن يصبحوا محللين”، قائلًا: "عليك أن تكتب بأمانة وذكاء، وأن تبقي القارئ مهتماً حتى آخر سطر، فالنقد ليس وصفاً، بل حوار بينك وبين القارئ حول الفن.".

 

 

وشدد شوقي على أهمية النقد المستقل قائلا: "الناقد الحقيقي لا يكتب لإرضاء أحد، بل ليفهم العمل ويحلله بعمق، كما أن العلاقة بين صناع السينما والنقاد يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل.".

وفي ختام الجلسة، اتفق المتحدثون على أن مستقبل النقد السينمائي يعتمد على الحفاظ على الصدق والحرية الفكرية في زمن تتسارع فيه المنصات الرقمية، مؤكدين أن الناقد سيبقى دائما جسرا بين المبدع والجمهور، وبين الصورة والمعنى الذي تخفيه.