ماليون وخبراء دوليون: توحيد معايير الاستدامة المالية المفتاح لاستعادة ثقة المستثمرين عالميًا

ماليون وخبراء دوليون: توحيد معايير الاستدامة المالية المفتاح لاستعادة ثقة المستثمرين عالميًا
الشارقة في 22 أكتوبر / وام / شهد اليوم الأول من منتدى الشارقة للاستثمار 2025 الذي ينظّمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة» ضمن أجندة موحدة مع منتدى الاستثمار العالمي جلسة رفيعة المستوى حملت عنوان «مواءمة التمويل العالمي مع الاستدامة» .
شارك في الجلسة نخبة من القياديين الماليين والخبراء الدوليين الذين ناقشوا آليات دمج مفاهيم الاستدامة في النظام المالي العالمي ودور المؤسسات الدولية والإقليمية في توجيه رؤوس الأموال نحو مشاريع تحقق الأثر البيئي والاجتماعي والحوكمة مستعرضين أبرز التحديات التي تواجه مواءمة التمويل مع الاستدامة.
و أوضح كريون بتلر المدير الأول في معهد “تشاتام هاوس” الملكي للشؤون الدولية في المملكة المتحدة أن الجهود العالمية لتحقيق التمويل المستدام ما زالت تواجه فجوة ضخمة رغم وجود تقدّم في السنوات الأخيرة مشيراً إلى أن المبادرات المناخية الدولية تُقدّر حجم التمويل الفعلي بنحو تريليوني دولار لكن جزءاً كبيراً منه لم يوجَّه بعد بشكل فعّال نحو مشروعات الاستدامة الحقيقية.
وأكد بتلر أن القطاع الخاص ما يزال متردداً في تمويل المشاريع طويلة الأمد نظراً لطبيعتها غير المضمونة مقارنة بالمكاسب السريعة مما يفرض ضرورة تدخل السياسات العامة لتصحيح هذا الخلل موضحا أن الشفافية عنصر أساسي في تحقيق ذلك ودعا الحكومات إلى إلزام المؤسسات المالية بالإفصاح الكامل عن استثماراتها وانبعاثاتها البيئية.
من جانبه أوضح كوفي فابريس جوسو الخبير الرئيسي ورئيس قسم الابتكار وإدارة تمويل التنمية المستدامة في بنك التنمية لغرب أفريقيا أن بناء استراتيجية تنموية مستدامة يتطلب دمج البعد البيئي والاجتماعي والحوكمي في قرارات الاستثمار مؤكداً أن هذه المنهجية ستقود إلى استثمارات طويلة الأجل تدعم النمو الاقتصادي المستدام.
وأوضح جوسو أن المؤسسات التنموية يجب أن تنخرط في إصلاحات مؤسسية حقيقية لضمان كفاءة التمويل مشيراً إلى أن الوعي ونشر المعرفة يمثلان ركيزة أساسية في مسار التحول والاستدامة إذ لا يمكن تحقيق استدامة اقتصادية دون مشاركة فاعلة من جميع الأطراف.
واستعرض أحمد عبود المدير المالي لمجموعة غسان عبود تجربة القطاع الخاص في الموازنة بين الربحية والمسؤولية البيئية والاجتماعية مشدداً على أهمية رفع الوعي بمعايير الـESG في الأسواق الناشئة التي لا تزال متأخرة عن نظيراتها المتقدمة في هذا المجال.
وأكد ضرورة بناء منصات واضحة ومتكاملة تتيح للمستثمرين والشركات فهم كيفية تطبيق معايير الاستدامة والاستفادة منها مشيرا إلى أن الوعي الخطوة الأولى نحو التحوّل الحقيقي كما أن كل قطاع وكل دولة لهما احتياجات مختلفة لذلك لا يمكن تطبيق نموذج واحد على الجميع بل يجب تصميم حلول مخصصة تأخذ في الاعتبار طبيعة كل سوق وكل شركة.
من جانبه أكّد ولفجانج إنجل المدير العام والممثل الإقليمي لمعهد التمويل الدولي في الشرق الأوسط وأفريقيا أن توحيد معايير الإفصاح البيئي والاجتماعي والحوكمي (ESG) بات أولوية عالمية إذ لا تزال المعايير الحالية غير موحدة ولا توفر الشفافية الكافية للمستثمرين موضحا أن المرحلة القادمة تتطلب تعاونًا دوليًا لوضع أطر إفصاح موثوقة وقابلة للمقارنة حتى يشعر المستثمرون بالثقة في ضخ رؤوس أموالهم في المشاريع المستدامة .
وقال يوسف سالم المدير المالي لشركة “أدنوك للحفر” إن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطاً كبيراً في التحول نحو الاستدامة بفضل الاستثمار في التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن الدولة أصبحت مركزاً رئيسيًا للطاقة وتعمل بجد على سد الفجوات بين احتياجات النمو الاقتصادي ومتطلبات البيئة مشيرا إلى أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة في عمليات الحفر مكّن الشركة من رفع الكفاءة وخفض الانبعاثات في آنٍ واحد وأكد أن المشهد الحالي أكثر تفاؤلًا من أي وقت مضى لافتا إلى أن القضايا الجيوسياسية تؤثر في مسار التنمية إلا أن الرؤية الاستراتيجية للإمارات وقدرتها على التكيّف تجعلانها في موقع الريادة لتحقيق توازن فعلي بين الطاقة والاستدامة.
وأكد الخبير الاقتصادي العالمي الدكتور محمد العريان المستشار الأول لشركة “أليانز” أحد أبرز العقول المالية في العالم أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير في الاتجاه الصحيح بفضل الرؤية الحكيمة والاستثنائية لقيادتها التي جعلت من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة أدوات رئيسية لتمكين المستقبل مشيداً بقدرة الدولة على خلق بيئة آمنة للحوار والابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي.
جاء ذلك خلال جلسة رفيعة المستوى بعنوان “تخفيف مخاطر الاستثمار في ظل الصدمات العالمية” جمعت الدكتور العريان مع الشيخ فاهم القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة ضمن فعاليات اليوم الأول من “منتدى الشارقة للاستثمار” الذي يُعقد ضمن أجندة موحّدة مع “مؤتمر الاستثمار العالمي” 2025 مستقطباً نخبة من صُنّاع القرار والخبراء الاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم.
وحول تجربة الشارقة في جذب الاستثمارات وتعزيز بيئة الأعمال أشار العريان إلى أن الإمارة تتبنى منهجيات فريدة ساهمت في خلق بيئة تتفاعل فيها جميع المكونات الاقتصادية بشفافية ومرونة ما أدى إلى تعزيز الثقة بأسواقها المحلية.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam