نظام مروري جديد بدبي يخبر السائقين بمعلومات لحظية لتقليل الازدحام

كشفت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، عن نظام المرور الذكي الجديد (V2X) الذي يربط الإشارات المرورية بالمركبات، وذلك ضمن مشروع «المركبات الذكية المتصلة». وسيتم تنفيذه في نحو 620 تقاطعاً وإشارات ضوئية في الإمارة خلال عامي 2027 و2028. وسيسمح النظام ولأول مرة بإرسال المعلومات الحيوية مباشرة من البنية التحتية للتقاطعات إلى لوحات المعلومات الخاصة بـ«المركبات المتصلة»، بهدف إحداث نقلة نوعية في إدارة الحركة المرورية. المرور وتخفيف الازدحام، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي ومبادئ «التوأم الرقمي» للتواصل مع السائقين داخل مركباتهم.

وقالت الهيئة لـ«الإمارات اليوم» إنها بدأت التنسيق مع وكالات السيارات لتجهيز المركبات الجديدة التي ستطرح في الأسواق بميزة الاتصال الذكي، فيما سيتمكن أصحاب السيارات القديمة من الاستفادة من النظام عبر أجهزة إضافية أو عبر تطبيقي «كاربلاي» و«أندرويد أوتو»، لتظهر البيانات المرورية مباشرة على شاشة المركبة، لتعزيز السلامة المرورية من خلال تقليل حاجة السائق لاستخدام الهاتف المحمول للحصول على المعلومات.

وتفصيلاً، قال مدير إدارة الأنظمة المرورية الذكية في مؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والمواصلات، المهندس صلاح الدين المرزوقي، إن النظام الجديد يمثل أحد العناصر الأساسية في تشغيل الإشارات المرورية في دبي، حيث أنه نظام متكامل للتحكم في الحركة المرورية عند التقاطعات بآلية ذكية ومتقدمة، وقد تم تطبيق هذا النظام بشكل فعال في مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية (DITSC) الذي يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي. تقنيات الذكاء. تعزيز كفاءة تشغيل الإشارات المرورية وتحسين إدارة التدفقات المرورية في الإمارة.

وأضاف أن النظام يتميز بقدرته على دعم التنقل متعدد الوسائط وإعطاء الأولوية لجميع مستخدمي الطريق. كما أنه يدعم تقنية التفاعل المشترك (ITS-C) لتبادل البيانات بين المركبات والبنية التحتية المتصلة. كما يعتمد النظام على مبادئ التوأم الرقمي لدعم اتخاذ القرارات التشغيلية الدقيقة، وتحليل البيانات عند التقاطعات ومعابر المشاة، بالإضافة إلى محاكاة السيناريوهات المرورية المختلفة قبل تطبيقها فعلياً على الحركة المرورية. على أرض الواقع مما يتيح للهيئة تقييم الحلول الأمثل في وقت قياسي.

وشدد المرزوقي على حرص الهيئة على تبني أحدث التقنيات لخدمة الجمهور، وإيصال المعلومات بالشكل الصحيح عبر قنوات متعددة، بما يعزز انسيابية الحركة المرورية في الإمارة، قائلاً: «سيوفر النظام الجديد للسائقين داخل مركباتهم بيانات دقيقة ولحظية لم تكن متوفرة من قبل».

وأوضح أن المعلومات التي سيوفرها النظام تشمل “زمن الإشارة الخضراء المتبقي، ومدة الانتظار عند التقاطع (وقت الإشارة الحمراء)، وحالة الإشارة الضوئية التالية بمسافة محددة قبل الوصول إليها، والسرعة المناسبة أو المثلى لعبور التقاطع أثناء الإشارة الخضراء، ومعلومات لحظية عن الازدحام المروري في المسار أو الطريق التالي، وبيانات عن التحويلات المرورية والإغلاقات المؤقتة، وإخطارات الحوادث”. الموجودة في محيط المركبة أو على الطريق القادم، والتنبيهات لتحديد الطرق البديلة لتجنب الازدحام أو الحوادث. وفي المستقبل، سيسمح النظام بتبادل البيانات بين المركبات نفسها (مركبة إلى أخرى) لتوفير تنبيهات استباقية حول حالات التباطؤ أو العوائق على الطريق.

وأكد المرزوقي أن الهدف الرئيسي هو تقليل انشغال السائقين بالهواتف الذكية أثناء القيادة، حيث ستتوفر جميع المعلومات على شاشة لوحة القيادة، مما سيسهم في تعزيز السلامة المرورية وتقليل الحوادث الناتجة عن تشتيت الانتباه، مشيراً إلى أن دبي لديها حالياً 620 تقاطعاً مرورياً سيتم ربطها بالنظام المركزي الجديد، الذي سيعتمد على كاميرات تحليلية ذكية مزودة بتقنيات الرؤية الحاسوبية. (رؤية الكمبيوتر) ونماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل حركة المركبات والمشاة والدراجات في الوقت الفعلي، ليقوم النظام بإصدار قرارات فورية لتحسين تدفق حركة المرور، بما في ذلك إرسال البيانات إلى المركبات المتصلة على الطريق.

وفيما يتعلق بآلية توفير التقنية في المركبات، أوضح أنه تم البدء بالتنسيق مع وكالات السيارات للتأكد من تزويد المركبات الجديدة القادمة للأسواق بتقنية V2X بشكل متكامل ضمن أنظمة المركبة. أما بالنسبة للمركبات القديمة، فتدرس الهيئة بدائل متعددة، منها تركيب أجهزة ذكية داخل المركبة أو إتاحة الخدمة عبر التطبيقات عند ربط نظام القيادة الذكي مثل CarPlay أو Android Auto، وهو ما يتيح دمج النظام بسهولة في مختلف أنواع المركبات في الدولة.

وذكر أنه سيتم الانتهاء من البنية التحتية للنظام خلال عامين، على أن يبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع بالمركبات بالتعاون مع الشركات المصنعة بين عامي 2027 و2028. وبعد الانتهاء من مرحلة الاختبار والتجريب، ستتبع تلك المرحلة خطة تنفيذية متكاملة تتضمن توزيع الأجهزة الذكية على التقاطعات الحيوية وربطها بالنظام المركزي الجديد.