مال و أعمال

عقارات دبي الفاخرة.. نشاط استثنائي بـ «طلب» يتجاوز المعروض و«أسعار» تواصل الصعود

أفاد خبراء عقاريون أن سوق العقارات الفاخرة في دبي يواصل نشاطه غير المسبوق مع توافد الأثرياء من جميع أنحاء العالم إلى الإمارة، بفضل البيئة الاستثمارية والتشريعية والضريبية المتميزة التي توفرها لسكانها، لافتين إلى أن الإمارة سجلت 11 صفقة استثنائية بقيمة 2.8 مليار درهم منذ بداية العام.

وأشاروا لـ«الإمارات اليوم» إلى أن دبي لا تزال السوق الأكثر نشاطاً في العالم، من حيث عدد مبيعات المنازل التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار، متفوقة على نيويورك بنسبة 44%، ولوس أنجلوس بنسبة 98%، ولندن بنسبة 135% خلال الـ12 شهراً الماضية.

وأكدوا أن السوق يشهد تنوعاً غير مسبوق في جنسيات المشترين، مع تزايد الاهتمام من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأميركا الشمالية، ما يعزز مكانة دبي كمركز عالمي للعقارات الفاخرة، لافتين إلى أن الطلب يفوق العرض، وأسعار العقارات الفاخرة مستمرة في الارتفاع.

وذكروا أن دبي توفر مساحة سكنية فاخرة بمساحة 78 متراً مربعاً بمليون دولار، مقابل 19 متراً مربعاً في موناكو، و34 متراً مربعاً في كل من لندن ونيويورك، ما يسلط الضوء على التنافسية العالمية لسوق العقارات الفاخرة في دبي.

صفقات استثنائية

وتفصيلاً، قال بارني كرومبتون، الشريك المؤسس لشركة إيدن ريالتي: «يواصل سوق العقارات الفاخرة في دبي خلال العام الحالي نشاطه غير المسبوق مع توافد الأثرياء من جميع أنحاء العالم إلى الإمارة، وذلك بفضل البيئة الاستثمارية والتشريعية والضريبية المميزة التي توفرها لسكانها».

وأشار كرومبتون إلى أن عام 2024 شهد تنفيذ صفقات استثنائية في عقارات دبي الفاخرة، تركزت بشكل رئيسي في المناطق البحرية، أبرزها «تلال الإمارات» ونخلة جميرا، حيث شهدت الأسعار في «تلال الإمارات» ارتفاعاً ملحوظاً، حيث وصلت قيمة بعض الصفقات إلى 240 مليون درهم.

وأضاف أن عام 2025 تجاوز هذه الأرقام القياسية، وسجلت الإمارة أربع صفقات تجاوزت حاجز 300 مليون درهم، لافتاً إلى أن من أبرز الصفقات بيع فيلا شاطئية في جزيرة «خليج جميرا» بقيمة 330 مليون درهم، إضافة إلى صفقة بيع فيلا ماربل بالاس في «تلال الإمارات» بقيمة 425 مليون درهم، وهو الأعلى حتى الآن.

كما أشار إلى أن المشترين من أوروبا، خاصة من فرنسا وسويسرا والمملكة المتحدة، يقودون السوق الآن، مؤكدا أنهم «يفضلون المنازل الجاهزة للانتقال إليها، ويرفضون إجراء أي تعديلات، ومستعدون لدفع أسعار مرتفعة مقابل ذلك».

وأضاف: «في الماضي كانت الجنسيات السائدة في (تلال الإمارات) متنوعة، وتضم الهند وباكستان، لكن عام 2025 شهد تحولاً واضحاً لصالح الأوروبيين».

وأشار إلى أن 95% من المشترين في تلال الإمارات يشترون نقداً دون الاعتماد على التمويل البنكي، قائلاً: «يرى الكثير من المشترين أن منازلهم أصول ثابتة لا يرغبون في رهنها، ويشترون نقداً لضمان السيطرة الكاملة عليها».

وعن أداء سوق العقارات، قال: “كنت في السابق حذراً بشأن السوق، لكن منذ عودتي من إجازتي الصيفية هذا العام، فوجئت بحجم النشاط، خاصة مع استمرار الطلب القوي من أوروبا، وأنا متفائل جداً بمستقبل السوق لبقية عام 2025 والعام المقبل 2026”.

سجل النمو

بدوره، قال دانييل هادي، الرئيس التنفيذي لشركة إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط: «واصل سوق العقارات الفاخرة في دبي أداءه القوي منذ بداية عام 2025، مستفيداً من النمو القياسي الذي تحقق في عام 2024».

وأشار هادي إلى أن الفترة من يناير إلى أغسطس 2025 سجلت بيع 4631 عقاراً تجاوزت قيمة كل منها 10 ملايين درهم، بزيادة 51% مقارنة بـ3060 صفقة خلال نفس الفترة من عام 2024.

وأوضح أن مبيعات العقارات الفخمة التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار ارتفعت من 262 صفقة في 2024 إلى 328 صفقة في 2025 بزيادة 25%، ما يعكس جاذبية دبي المتنامية كمركز عالمي للثروة والاستثمار العقاري، لافتاً إلى أن الإمارة سجلت 11 صفقة استثنائية بقيمة 2.8 مليار درهم منذ بداية العام.

وأشار إلى أن السوق شهد تنوعا غير مسبوق في جنسيات المشترين، مع تزايد الاهتمام من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأميركا الشمالية.

وقال هادي: «لقد شهدنا اهتماماً ملحوظاً من المشترين الأوروبيين، خاصة من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والبرتغال، الذين ينجذبون إلى مجمعات الفلل التي تحتضن مجتمعات سكنية نشطة، ولا يزال الطلب من المشترين الهنود قوياً ومستقراً».

وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواصل لعب دور بارز كمصدر رئيسي لمشتري الفلل الفاخرة، لافتاً إلى ارتفاع الطلب من مصر ولبنان ودول الخليج العربي، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في أعداد المشترين من أمريكا الشمالية، وهو ما يعكس جاذبية دبي المتزايدة على المستوى العالمي.

وأكد أن الغالبية العظمى من المعاملات في سوق الفلل الفاخرة يتم تنفيذها من قبل أفراد من ذوي الثروات العالية، سواء كمستخدمين نهائيين أو مستثمرين على المدى الطويل.

وأضاف هادي: «نشهد زيادة في أعداد الأفراد الذين ينتقلون للإقامة في دبي أو يسعون إلى إنشاء منزل ثان هناك»، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات يتم تنظيم عمليات الشراء من خلال شركات قابضة أو صناديق ائتمانية لأغراض تنظيمية، لكن القرارات الفعلية تبقى في أيدي المستثمرين الأفراد.

وأشار إلى أن صناديق الاستثمار لا تزال أقل نشاطا في قطاع الفلل، إذ تتجه إلى الاستثمار في الأصول التجارية أو المحافظ السكنية الكبيرة، مضيفا: «سوق الفلل بطبيعته سوق شخصي، ويتأثر بتفضيلات دقيقة مثل الموقع والتصميم المعماري وأسلوب الحياة».

وذكر أن الشراء النقدي لا يزال الخيار المفضل في سوق الفلل الفاخرة في دبي، نظراً لما يوفره من سرعة وموثوقية وقوة تفاوضية، خاصة في العقارات ذات القيمة العالية.

وأشار إلى أن هناك زيادة ملحوظة في استخدام الرهن العقاري، خاصة بين المقيمين على المدى الطويل والذين هم على دراية بسوق التمويل المحلي، حيث يلجأ بعض المشترين إلى التمويل كجزء من استراتيجية أوسع لتنويع محافظهم العقارية، حتى لو كان لديهم سيولة كاملة.

وأضاف هادي أن خطط السداد المرنة بدون فوائد، خاصة للعقارات على الخارطة، تشجع العديد من المستثمرين على إدارة التدفق النقدي بشكل أكثر فعالية، مما يعزز عوائدهم المستقبلية دون المساس بالجودة أو الموقع.

وقال هادي: «سجلت بعض المجمعات زيادات ملحوظة في الأسعار، مثل (دبي هيلز استيت) بنسبة 26%، والمرابع العربية بنسبة 23%، وجميرا جولف استيت بنسبة 19%، والإمارات ليفنج بنسبة 19%، وذلك نتيجة ارتفاع الطلب والنقص المستمر في المعروض من الفلل الجاهزة ذات الجودة العالية».

وذكر أن هذا النمو مدفوع بعدة عوامل، أبرزها أن الطلب يفوق العرض، وتزايد عدد السكان، وتفضيل أسلوب الحياة الراقي في المجمعات العائلية الفاخرة، ما يعزز مكانة دبي كمركز عالمي للعقارات الفاخرة.

وأكد هادي ثقته في استمرار قوة سوق العقارات الفاخرة في دبي خلال الفترة المتبقية من 2025 إلى 2026، مدعوماً بحركة انتقال الثروات والنمو الاقتصادي.

وقال: «من المتوقع أن تستقبل دولة الإمارات نحو 9800 فرد جديد من أصحاب الثروات خلال عام 2025، وهو ما يفوق جميع دول العالم، إذ من المرجح أن يختار الكثير منهم الإقامة في دبي، بفضل موقعها الاستراتيجي، وبرنامج الإقامة الذهبية، والمزايا الضريبية، ونمط الحياة عالي الجودة».

وأشار إلى أن الطلب سيبقى قويا، خاصة على الفلل في المجمعات المعروفة والمشاريع ذات العلامات التجارية الفاخرة على الواجهة البحرية، مع احتمال ارتفاع الأسعار في ظل محدودية العرض الجاهز.

وأكد أن البيئة التنظيمية في دبي لعبت دوراً حيوياً في تعزيز جاذبيتها للمستثمرين الأجانب، خاصة بفضل التشريعات الأخيرة المتعلقة بالتأشيرات وملكية الأجانب.

وأضاف هادي: “الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات، وتوافر الملكية الأجنبية الكاملة في مناطق محددة، وانخفاض الضرائب، كلها عوامل عززت الثقة والوضوح بين المستثمرين، وهو ما يفتقده العديد من الأسواق العالمية الأخرى”. وأشار إلى أن الاستقرار السياسي والاقتصادي من أبرز نقاط القوة التي تميز دبي كوجهة عالمية مفضلة للاستثمار العقاري على المدى الطويل.

القدرة التنافسية العالمية

من جانبها، أكدت مدير أول الأبحاث في مصر والإمارات في شركة نايت فرانك، علياء الإسحاقي، أن «سوق العقارات السكنية الفاخرة في دبي شهد ربعاً استثنائياً آخر، حيث تم بيع 103 منازل بقيمة تزيد على 10 ملايين دولار خلال الربع الثالث، بزيادة قدرها 24% مقارنة بالربع الثالث من عام 2024».

وأشارت إلى أن إجمالي عدد الصفقات التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار بلغ 357 صفقة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بزيادة قدرها 26% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأوضحت أنه حتى الربع الثاني من العام الجاري، تظل دبي السوق الأكثر نشاطاً في العالم، من حيث عدد مبيعات المنازل التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار، متفوقة على نيويورك بنسبة 44%، ولوس أنجلوس بنسبة 98%، ولندن بنسبة 135% خلال الـ 12 شهراً الماضية.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن دبي تعتبر وجهة عالمية رئيسية للأثرياء الباحثين عن العقارات الفاخرة، إلا أنها لا تزال أكثر تميزاً من حيث القدرة على تحمل التكاليف مقارنة بأسواق العقارات الفاخرة الأخرى حول العالم.

وذكرت أنه منذ بداية عام 2024، وفرت دبي 78 متراً مربعاً من المساحات السكنية الفاخرة بمليون دولار، مقارنة بـ 19 متراً مربعاً في موناكو، و34 متراً مربعاً في كل من لندن ونيويورك، ما يسلط الضوء على التنافسية العالمية لسوق العقارات الفاخرة في دبي.

• فخامة تتجاوز عواصم العالم.. 78 متراً مربعاً في دبي بمليون دولار، مقابل 19 متراً مربعاً في موناكو و34 متراً مربعاً في لندن ونيويورك.

• تتفوق دبي على نيويورك بنسبة 44%، ولوس أنجلوس بنسبة 98%، ولندن بنسبة 135% في مبيعات المنازل التي تتجاوز 10 ملايين دولار.

• من المتوقع أن يأتي 9800 فرد من أصحاب الثروات إلى دبي خلال عام 2025.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى