أخبار العالم

خبير أمريكي يوضح كيف نجح “ممداني” في انتخابات نيويورك وأخطر ما ينتظره في الحرب مع ترامب

قال الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية الدكتور ماك شرقاوي، إن فوز زهران ممداني في الانتخابات لمنصب “عمدة مدينة نيويورك” سبب بالتأكيد مشكلة كبيرة جداً للرئيس دونالد ترامب.

وأوضح شرقاوي أن الرئيس ترامب راهن بكل ثقله على سقوط ممداني ونجاح المرشح المستقل المدعوم من أندرو كومو. وأضاف لـ”سبوتنيك”، اليوم الأربعاء، “أعتقد أن ممداني، بتحقيقه هذا الفوز في انتخابات نيويورك، تمكن من ضرب الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، لأن ممداني قدم نفسه للناخبين على أنه مهاجر مسلم وشاب واشتراكي، وكلها غير مقبولة لدى الطرفين وللرئيس الأمريكي ترامب، وحاول منافسة من يدعمه ترامب ومعاونوه لمحاربته بالقول إنه مسلم شيعي ويحاول الحد من الدعارة في نيويورك”. والذي يتحدث عن ذلك هو كومو المتهم بأكثر من فضيحة جنسية”.

وتابع الشرقاوي: “خلال الجولات الانتخابية، تم طرح أسئلة على المرشحين حول أول الدول التي يمكن أن يزورها إذا نجح في الانتخابات، وكان الجميع يجيبون بأنهم سيذهبون إلى إسرائيل باستثناء ممداني الذي أجاب أنه سيجلس في نيويورك ولن يسافر إلى الخارج لأنه ليس الرئيس الأميركي، وكانت إجابات ممداني مقنعة جداً للجمهور، والذي اختاره هو الشاب الذي فقد الثقة في الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، فأرادوا جلب شخص من الخارج”. الصندوق.” وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن الحملة الانتخابية لزهران ممداني عمدة نيويورك الجديد شارك فيها 100 ألف متطوع. فإذا كانت الأصوات الانتخابية في نيويورك 2 مليون مثلا، وحصل ممداني على مليون مثلا، فهذا يعني أن 10 بالمئة من الأصوات التي حصل عليها كانت من متطوعين في حملته الانتخابية، وعدد المتطوعين لحملة ممداني في نيويورك هو نفس عدد المتطوعين في الحملة الانتخابية للرئيس الحالي ترامب. نصفهم هنا متطوعون والباقي مدفوع الأجر. الفرق هو أن حملة ترامب شملت كل الولايات الأميركية. مامداني مخصص لنيويورك فقط.

وتابع: “لقد انخرط ممداني في كل ما يهم سكان نيويورك، مثل وقف الزيادة السنوية في إيجارات العقارات، والنقل المجاني في المدينة، وتوفير العمل والسكن للعاطلين عن العمل، والوقوف في وجه أصحاب العقارات. كما تضمنت حملة ممداني الحديث عن السود الذين طردوا من الوظائف الفيدرالية مع وصول ترامب وإيلون ماسك إلى السلطة”.

وتابع الشرقاوي: “بالإضافة إلى الحضانات وتعليم الأطفال وتعيين آلاف المعلمين الجدد، بالإضافة إلى دعم الشرطة والعدالة، تحدث عن الأقليات ونال حب اليهود أيضًا، رغم رفضه لما تفعله إسرائيل، مما يعني أنه استطاع أن يجد معادلات غريبة جدًا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بل وفاز بأصوات اليهود الرافضين للصهيونية العالمية”.

وأشار الشرقاوي إلى أن “ممداني حالة فريدة من نوعها، لكن الرئيس ترامب استقبلها بغطرسة وغرد على حسابه بعد دقائق من انتصار ممداني بأن المعركة قد بدأت، وهو ما رد عليه ممداني في أول خطاب له بعد الانتصار قائلا لترامب: “أعلم أنك تسمعني الآن، ارفع صوتك حتى تسمعني جيدا”. وهذا يعني أن ممداني بدأ ولايته بحرب واضحة جداً مع ترامب. ولا يمكن لترامب أن يتجاهل هذه الحرب. ولا بد أن تكون هناك معركة بين الرجلين، فعندما هدد ترامب بقطع الأموال الفيدرالية التي تذهب إلى مدينة نيويورك، رد ممداني بأن نيويورك لن تدفع الضرائب الفيدرالية إذا حدث ذلك. وأوضح خبير العلاقات الدولية أن اقتصاد مدينة نيويورك يسمح لها بأن تكون دولة مستقلة، وقال ممداني في حملته الانتخابية إنه سيدعم النقابات ويقدم خطط حماية للعمال، أي أنه أصبح قريبا جدا من الطبقات التي يمكن أن تقف إلى جانبه، فالخطر الأكبر يكمن في العمل على اغتياله وإبعاده عن المشهد، باعتبار أن أمريكا ليست مستعدة لحكم مسلم اليوم.

فاز الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني (34 عاما) بانتخابات رئاسة بلدية نيويورك، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب وأصغر عمدة في تاريخ المدينة، في نتيجة غير رسمية وصفتها وسائل إعلام أميركية بأنها تحول تاريخي في قيادة أكبر مدينة أميركية.

وبحسب قناة غربية، حصل ممداني، بعد فرز أكثر من ثلث الأصوات، على 51.5% من الأصوات، متقدما على الحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو الذي جاء في المركز الثاني بنسبة 40%، فيما جاء المرشح الجمهوري كورتيس سلوى في المركز الأخير بنسبة 8%. ويعد فوز ممداني مؤشراً على تغير الأجيال وتحول سياسي نحو اليسار داخل المدينة التي كانت منذ فترة طويلة مرآة للاتجاهات الوطنية في الولايات المتحدة. وطرح ممداني برنامجا انتخابيا طموحا يتضمن تجميد إيجارات ما يقرب من مليون شقة، وتوفير وسائل النقل العام المجانية، إلى جانب الإصلاحات الاجتماعية لتعزيز العدالة الاقتصادية. ويرى محللون أن هذا الفوز قد يخلق صدى سياسيا واسعا داخل الحزب الديمقراطي الذي يشهد انقسامات داخلية بين جناح الوسط والتيار التقدمي، كما أنه يمثل اختبارا للجمهوريين بعد غياب الرئيس دونالد ترامب عن السباق. وتعهد ممداني، الذي سيتولى مهامه رسميا في كانون الثاني/يناير المقبل، بالعمل على معالجة قضايا تكاليف المعيشة والنقل العام والإسكان والعدالة الاجتماعية، مؤكدا أنه سيكون “عمدة من الطبقة العاملة في نيويورك”. وفي السياق ذاته، أعلنت لجنة الانتخابات في نيويورك أن نسبة المشاركة تجاوزت مليوني ناخب، وهي أعلى نسبة تصويت تشهدها المدينة منذ عام 1969، وهو ما يعكس الاهتمام الشعبي الكبير بهذه الانتخابات غير المسبوقة.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى