تقارير

صعوبة إيجاد «مواقف» في دبي تدفع سائقين إلى المخالفات وزيادة الزحام

واشتكى عدد من السائقين في دبي مراراً وتكراراً من إزعاجهم من صعوبة العثور على مواقف للسيارات في المناطق الحيوية، مشيرين إلى أنهم يضطرون أحياناً إلى الالتفاف بشكل متكرر حول نفس المكان بحثاً عن مكان شاغر لوقوف السيارات في رحلة قد تمتد إلى نحو ساعة كاملة خلال فترات الذروة وعطلات نهاية الأسبوع، ما يستهلك وقتهم ويزيد الضغط والازدحام المروري في تلك المواقع.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن هذه المشكلة تجبرهم على ركن سياراتهم في أماكن غير مخصصة للوقوف وتعرضهم للمخالفات، فيما يضطر آخرون قادمون من إمارات أخرى إلى الحضور قبل موعدهم بيوم واحد واستئجار فندق قريب لتجنب عناء البحث. وأشاروا إلى سلوكيات غير صحيحة ارتكبها بعض سائقي السيارات بالبقاء في المواقف في الأماكن المزدحمة رغم انتهاء مصلحتهم أو الغرض الذي حجزت من أجله المواقف مثل شراء سلعة أو غير ذلك.

في غضون ذلك، أكدت شركة «باركين» أنها تعمل على استراتيجية تهدف للوصول إلى «صفر دقيقة» في البحث عن موقف للسيارات في الإمارة، كما تعمل على توسيع شبكة المواقف العامة في دبي بما يتماشى مع التوسع العمراني وتطوير نظام المواصلات العامة، مبينة أن الشركة تجاوزت المستهدف لهذا العام، إذ تمت إضافة نحو 3000 موقف جديد خلال الأشهر الماضية، ومع نهاية العام الجاري سيتجاوز العدد الإجمالي 250 ألف موقف.

وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أنها تعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال إطلاق مجموعة من الحلول المستقبلية الجديدة، تشمل «تفعيل نظام خدمة الحجز المسبق الذكي للمواقف العامة، الذي سيتم إطلاقه خلال 2026، وتحديد الحد الأقصى للمواقف، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات الذكية».

وتفصيلاً، قالت مريم محمد إنها كثيراً ما تعاني من صعوبة العثور على مواقف للسيارات في بعض المناطق داخل الإمارة، ما اضطرها في إحدى المرات إلى ركن سيارتها في مكان غير مخصص لوقوف السيارات.

وأضافت: «في بعض المحلات التجارية، لا يتسع عدد مواقف السيارات أمامها إلا لثلاث سيارات، ما يجعل من المستحيل تقريباً العثور على مكان في أوقات الذروة». كما أشارت إلى أن بعض المواقع لا توفر مواقف كافية لأصحاب الهمم، على الرغم من أهمية تسهيل وصولهم إلى الخدمات والمرافق العامة دون عوائق.

وقال إبراهيم رمضان إنه يعيش في إحدى الإمارات الأخرى ويزور دبي بشكل متكرر، ويضطر في بعض الأحيان إلى تغيير خططه بالكامل بسبب صعوبة العثور على موقف للسيارات. وقال: «لأنني لست مقيماً في دبي، أواجه مشكلة أكبر عند الحضور لمواعيدي، فإذا كان لدي عمل أو مراجعة مهمة، أحياناً آتي إلى دبي قبل يوم واحد وأقيم في فندق قريب، ثم أستخدم سيارة أجرة للوصول إلى الوجهة، لتجنب المنعطفات الطويلة أو القلق من عدم توفر مواقف للسيارات».

كما روى أحمد علي تجربته: “في كثير من الأحيان أتأكد من أن يرافقني صديق أو أحد أفراد العائلة، ليبقى في السيارة بينما أكمل رحلتي سريعا، لأنني أعلم أنني لن أجد مكانا لركن السيارة بسهولة، وهذا الأمر مرهق ومتكرر”.

أما أم سلطان، فسردت تجربتها في صعوبة الحصول على مكان لوقوف السيارات، قائلة: «دورت حول الموقف حوالي 10 مرات حتى وجدنا سيارة على وشك المغادرة، ثم انتظرنا حوالي 15 دقيقة دون استجابة من سائقها». وتساءلت: هل يجوز اعتبار المواقف العامة وكأنها ملكية خاصة؟ ومن غير المقبول تعطيل الآخرين أو تجاهل حقهم في استخدام المواقف، خاصة عند انتهاء الغرض من حجز المواقف، سواء لشراء سلعة أو غير ذلك.

خطط التوسع

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي للعمليات في باركن، أسامة الصافي، أن الشركة تعمل على توسيع شبكة المواقف العامة في دبي بما يتماشى مع التوسع العمراني وتطوير نظام المواصلات العامة، مشيراً إلى أن الشركة تجاوزت هدفها لهذا العام، وستشهد السنوات المقبلة إضافة أعداد أكبر من مواقف السيارات لتحقيق توازن أفضل بين الطلب والتوفر.

وقال: «نعمل ضمن اتفاقية الامتياز مع هيئة الطرق والمواصلات، ولدينا خطط توسعية مبنية على معايير مرورية واضحة، ومع توسع شبكة النقل العام والتوسع العمراني، نقوم بالتوازي بتوسيع مواقف السيارات الخاضعة للرسوم لضمان التكامل وتحقيق أفضل خدمة للمستخدمين».

وعن عدد المواقف الحالية، أوضح أن عدد المواقف المدفوعة الأجر المعلن عنها في تقارير نصف العام يبلغ نحو 215 ألف موقف، مشيراً إلى أنه تم خلال الفترة الماضية إضافة نحو 3000 موقف جديد، ومع نهاية العام الجاري سيتجاوز العدد الإجمالي 250 ألف موقف، بالإضافة إلى 200 موقف للسيارات الكهربائية.

استراتيجية متكاملة

ورداً على الشكاوى المتكررة حول صعوبة إيجاد المواقف في أوقات الذروة، والتحديات التي تواجه الأفراد في إيجاد المواقف، أكد الصافي أن الشركة تعمل على استراتيجية تهدف للوصول إلى «صفر دقيقة» في البحث عن المواقف، قائلاً: «ندرك أن تقليل الوقت الذي يستغرقه السائق في البحث عن المواقف هو أولوية، لذا فإن زيادة معدل الحصول على المواقف هو أحد مؤشراتنا الاستراتيجية الأساسية، وعندما تخضع المنطقة للرسوم، ينخفض ​​معدل الإشغال تدريجياً، وهذا يوفر المزيد من المواقف ويقلل وقت البحث».

وذكر أن الشركة تعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال مجموعة من الحلول التي تشمل “تفعيل الحجز الذكي وتحديد الحد الأقصى لمواقف السيارات وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات الذكية”. كل هذه الحلول تساعد في تقديم الخدمة، وكلما ظهرت تقنيات جديدة تساهم في تحقيق هذا الهدف تسعى الشركة إلى اعتمادها ضمن استراتيجيتها.

الحجز الذكي

وكشف الصافي عن مشروع الحجز المسبق للمواقف، والذي سيتيح للمستخدم حجز مكان لوقوف السيارات قبل الوصول إلى وجهته، قائلاً: «الخدمة متوفرة حالياً في مرحلة تجريبية، ونعمل على ربطها بشكل كامل بالتطبيق والكاميرات الرقمية وأنظمة المراقبة، ومن المتوقع أن يكون عام 2026 هو عام إطلاق الحجز الذكي المسبق ضمن نظام تشغيل واسع».

وأوضح: «لن يتم ربط الحجز بموقف واحد فقط، بل بمجموعة مواقف مخصصة للحجز، مع نظام مراقبة ذكي يضبط سوء الاستخدام ويحرر المخالفات الفورية عند الحاجة».

وأوضح أن المباني متعددة الطوابق والساحات الذكية توفر حالياً معلومات فورية عن نسبة الإشغال من خلال التطبيق، مما يتيح للسائق اتخاذ قرار واضح قبل الوصول، قائلاً: «اليوم يستطيع المستخدم معرفة نسبة الإشغال في أي ساحة ذكية قبل الانطلاق، وهذا يساهم في التخطيط للرحلة وتقليل الدوران حول الأماكن المزدحمة».

شواحن كهربائية

وفيما يتعلق بدعم المركبات الكهربائية، قال الصافي: «وقعنا اتفاقيات مع هيئة مياه وكهرباء دبي ومع (اتصالات) لتوفير شواحن كهربائية في المواقف العامة، وسنبدأ بـ 100 موقف في المرحلة الأولى، ونهدف إلى الوصول إلى 200 مكان قبل نهاية العام الحالي 2025».

وفيما يتعلق بمستقبل مواقف السيارات مع انتشار المركبات ذاتية القيادة، قال الصافي: «نحن جزء من نظام النقل الذكي، ومع نضوج هذا القطاع، ستكون آليات الدفع الآلي والتخصيص التلقائي للمواقف جزءاً من التجربة المتكاملة، وربما تصبح خدمات (صف السيارات) ذاتية القيادة بالكامل في المستقبل».

مريم محمد:

تحتوي بعض المتاجر على أماكن لوقوف السيارات أمامها تتسع لـ 3 سيارات فقط، مما يجعل من المستحيل تقريبًا العثور على مكان في أوقات الذروة.

ابراهيم رمضان:

لا بد لي من حجز فندق في دبي واستخدام سيارة أجرة لإنهاء عملي لتجنب الطرق الالتفافية الطويلة أو القلق بشأن عدم وجود مكان لوقوف السيارات.

أحمد علي:

أحيانًا أصطحب صديقًا أو أحد أفراد العائلة للبقاء في السيارة أثناء رحلتي بسرعة.

ام سلطان :

وفي إحدى المرات، واصلت البحث في المواقف حوالي 10 مرات حتى وجدت سيارة على وشك المغادرة، ومن ثم بقي السائق بداخلها لمدة 15 دقيقة دون أن يستجيب.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى