بقيادة مصر وسلوفينيا، الأمم المتحدة تعتمد قرارين لتعزيز هيكل بناء السلام

بقيادة مصر وسلوفينيا، الأمم المتحدة تعتمد قرارين لتعزيز هيكل بناء السلام
يُعد اعتماد الجمعية العامة والمجلس “لقرارين توأم” بشأن بناء السلام ممارسة مبتكرة تعود إلى 20 كانون الأول/ديسمبر 2005، عندما اعتمد الجهازان نصوصا موضوعية وعملية متطابقة لإنشاء لجنة بناء السلام ومكتب دعم بناء السلام وطلبا من الأمين العام إنشاء صندوق بناء السلام.
يتيح هذا النهج ثنائي المسار للجمعية العامة والمجلس صياغة إطار عمل مشترك والالتزام به لدعم جهود بناء السلام عبر ركائز التنمية وحقوق الإنسان والسلام والأمن للأمم المتحدة.
مصر تؤكد التزامها الراسخ ببناء السلام
ألقى السفير أسامة عبد الخالق الممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة كلمة أمام الجمعية العامة عقب اعتماد القرارين.
وتحدث السفير أسامة عبد الخالق نيابة عن مصر وسلوفينيا بصفتهما ميسرين مشاركين، مؤكدا أن الإجماع في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن يعكس قوة التعددية والالتزام المشترك بتعزيز بناء السلام في جميع أنحاء العالم. وأشار إلى أن عملية الاستعراض كانت واسعة النطاق وشاملة وقائمة على الملكية الوطنية والوقاية والشراكات الهادفة والتمويل المتوقع.
واستشرافا للمستقبل، أكد أن اعتماد القرارين “ليس نهاية الرحلة، بل بداية فصل جديد يركز على التنفيذ والإنجاز”. وشدد على ضرورة تحقيق نتائج ملموسة وقابلة للقياس تُحدث فرقا حقيقيا في المجتمعات المتضررة من النزاعات، ودعا إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، وآليات التمويل المبتكرة، والنهج القائمة على الأدلة.
وأكد التزام مصر الراسخ ببناء السلام، مُسلِّطا الضوء على ريادة بلاده في لجنة بناء السلام والاتحاد الأفريقي. وأعلن السفير أسامة عبد الخالق أن هذه الإحاطة ستكون الأخيرة له بوصفه ممثلا دائما لمصر لدى الأمم المتحدة.
الاستثمار في السلام يُحدث فرقا
عقب اعتماد القرارين، تحدث إلى الصحفيين في نيويورك كل من مساعدة الأمين العام لدعم بناء السلام إليزابيث سبيهار، ورئيس المجموعة الاستشارية لصندوق بناء السلام السفير ماشاريا كاماو حول الأنشطة الأخيرة للصندوق.
إليزابيث سبيهار أعلنت أن الصندوق تجاوز هذا الشهر عتبة مليار دولار من الموافقات (على التمويل) منذ عام 2020، لدعم استراتيجية الصندوق العالمية الحالية لبرامج الأمم المتحدة التي تموّل جهود بناء السلام والوقاية الوطنية حول العالم. وأكدت أن هذا يمثل تقدما كبيرا نحو تحقيق دعوة الأمين العام لإحداث قفزة نوعية في تمويل بناء السلام.
ووصفت سبيهار عتبة التمويل هذه بأنها إنجاز مهم يؤكد أن العمل على بناء السلام مستمر، على الرغم من أن العناوين الرئيسية للأخبار مليئة بالحرب والإنفاق العسكري.
وأكدت أن الاستثمار في السلام يُحدث فرقا. وقد قدّر صندوق النقد الدولي أن كل دولار يُستثمر في الوقاية قد يُحقق مدخرات تتراوح بين 25 و100 دولار. ومع ذلك، لا تتحقق هذه الوفورات إذا لم يُستثمر في الوقاية أساسا.
ما هو صندوق بناء السلام؟
🔹أُنشئ صندوق بناء السلام بموجب قرارات مشتركة من مجلس الأمن والجمعية العامة عام 2005، كجزء من هيكل بناء السلام في الأمم المتحدة، بالتعاون مع لجنة بناء السلام ومكتب دعم بناء السلام التابع لإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام.
🔹يُعدّ الصندوق الأداة الرائدة للأمم المتحدة للاستثمار في برامج الوقاية وبناء السلام، بالشراكة مع منظومة الأمم المتحدة الأوسع، والسلطات الوطنية ودون الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الإقليمية، والبنوك متعددة الأطراف.
🔹يدعم الصندوق استجابات الأمم المتحدة المشتركة لمعالجة فرص بناء السلام الحاسمة، وربط السلام والتنمية وحقوق الإنسان والعمل الإنساني. وتتمثل المبادئ الأساسية للصندوق في التوقيت المناسب، والتحفيز، وتحمل المخاطر، وتيسير الشمولية والملكية الوطنية، والنهج المتكاملة، واستراتيجيات الأمم المتحدة المتماسكة.
🔹يُموَّل صندوق بناء السلام بشكل رئيسي من خلال التبرعات الطوعية من الدول الأعضاء. إضافةً إلى ذلك، وافقت الجمعية العامة على تخصيص 50 مليون دولار أمريكي من الأموال المقررة سنويا ابتداء من عام 2025.
على ماذا ينص القراران؟
كان استعراض بناء السلام لهذا العام هو الاستعراض الرابع منذ إنشاء هيكل بناء السلام التابع للأمم المتحدة في عام 2005. ونص قرارا الجمعية العامة ومجلس الأمن، من بين أمور أخرى، على ما يلي:
⬅️تكليف لجنة بناء السلام بوضع برنامج عمل سنوي مُفصّل وقابل للتنبؤ، يربط أنشطتها بشكل أوثق مع أنشطة الجمعية العامة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
⬅️التأكيد مجددا على أن لجنة بناء السلام تُمثّل منصة لمساعدة الدول الأعضاء، وطلب دعم الاستراتيجيات الوطنية للوقاية وبناء السلام، وبناء القدرات، وتبادل الممارسات الجيدة، وتعبئة الموارد.
⬅️مطالبة لجنة بناء السلام بتعزيز تأثيرها من خلال المتابعة والرصد والتقييم المنتظمين لأنشطتها؛ وتعزيز بروز عملها؛ ودعم الجهود العالمية الرامية إلى سد فجوات تمويل بناء السلام – وخاصةً لتسهيل مشاركة النساء والشباب في جهود بناء السلام – بما في ذلك من خلال زيادة التنسيق مع المؤسسات المالية الدولية والحوار الاستراتيجي مع صندوق بناء السلام.
⬅️تشجيع الدول الأعضاء على تعزيز قدرات مكتب دعم بناء السلام – في حدود الموارد المتاحة أو من خلال التمويل الطوعي – والدعوة إلى تنسيق وتكامل أفضل لاعتبارات بناء السلام في إصلاحات الأمم المتحدة وبعثاتها الميدانية.
⬅️تشجيع الأمين العام على تضمين بيانات وتحليلات أكثر منهجية في تقاريره ذات الصلة المقدمة إلى مجلس الأمن، بالاستفادة من خبرة مكتب دعم بناء السلام وقدراته على نطاق المنظومة لتتبع أثر بناء السلام على الصعيدين القُطري والإقليمي، في حدود الموارد المتاحة.
⬅️اتخاذ قرار، في حدود الموارد المتاحة، بإقامة “أسبوع بناء السلام” سنوي في يونيو/حزيران لتعزيز الحوار وتبادل الممارسات الجيدة والتوعية العامة بجهود الأمم المتحدة في بناء السلام واستدامته.
⬅️الدعوة إلى إجراء مراجعة شاملة أخرى لبناء السلام في الأمم المتحدة في عام 2030.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un




