حوار الشرق والغرب.. تفاصيل جلسات مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025


يكمل" مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025 – نظمته هيئة الآداب والنشر والترجمة تحت شعار "”الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم والأصول والتأثيرات المتبادلة”، معززاً مكانته كمنصة عالمية للحوار الفلسفي، من خلال سلسلة من الجلسات العلمية التي ناقشت مركزية الفلسفة." وحدود حضور الفلسفة الإسلامية في المجالات الأكاديمية الحديثة.
وعن الفلسفة وتقاطعاتها مع السياسة؛ أقيمت ورشة عمل بعنوان : "الحقيقة والشرعية في الفلسفة السياسية"بإدارة أ. نورا العمر بمشاركة الدكتور فلوريان بيكر، والدكتور روجر بيركوفيتش، ومن بين" 2025"
مؤتمر الرياض للفلسفة
في جلسة "وقدمت «الفلسفة ومركزيتها في التاريخ» التي شارك فيها علي الرماح ومي الناهض ويوسف المبارك، وأدارها محمد العمر، مقاربات نقدية ركزت على الدور التأسيسي للعقلانية والتطبيق العملي في قراءة حركة الحضارات وصراعاتها. أعاد هذا الاقتراح نفوذ هيغل كأحد أهم المؤثرين في بناء أنظمة التفكير التاريخي.
كما تم تقديم قراءة بديلة من خلال نقد كارل بوبر للمركزية المطلقة، الذي دعا إلى الانفتاح على الآخر والاعتراف به. الخطأ، واعتماد النقد الخارجي شرطاً لتحرير الفكر من… "السجون المتحضرة.”
اليوم الثاني من" 2025.. حيث تتلاقى الأفكار وتتجدد الأسئلة، في فضاء فكري يفتح أبواب الحوار والمعرفة على مصراعيها."
البناء المعرفي
وأكدت الجلسة أن الإنسانية تتجه نحو مزيد من المساواة والوئام، وأن التحول من "«السيوف إلى الأقلام» يعكس انتقال الصراع من الهدم إلى البناء المعرفي.
كما ناقشت الجلسة هذا المفهوم "تفتح “اللا” الفلسفية الطريق أمام إنتاج المعرفة من خلال بديهيات التساؤل، إضافة إلى تأثير القطيعة المعرفية على علاقة الإنسان بتاريخ الفكر، وارتباط الفلسفة اليونانية بجذور السؤال الأول عن الوجود.
الفلسفة الشرقية
وفي جلسة أخرى بعنوان "الفلسفة الشرقية اليونانية: المصادر والتأثير والتفاعل. وبمشاركة المبروك الشيباني المنصوري، وحميد الإقبالي، وبدور الفالح، وإدارة مشاعل الحماد، تم استعراض مسارات التأثير المتبادل بين الشرق والغرب، مع الإشارة إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت عودة واضحة نحو الفكر الشرقي منذ السبعينيات، في إطار نقد الحداثة الغربية وإعادة النظر في أسسها المعرفية.
وتوقفت الجلسة عند أثر ابن سينا ووصفه بأنه "«المعلم الثالث» وإسهاماته في إعادة صياغة مفهوم الوجود في إطار فلسفي جديد منحه حضوراً واسعاً في الفكر الإسلامي والغربي.
التواصل البشري
كما قدمت الجلسة قراءة تداولية للحوار في القرآن الكريم كمقدمة تأسيسية للفهم والمعرفة، مؤكدة أن الحوارات القرآنية والنبوية والأبوية ساهمت في بناء نماذج متطورة من المنطق الجدلي ومبادئ التواصل الإنساني.
كما تطرقت الجلسة إلى نظرية الفعل التواصلي. ومبادئ العدالة الأخلاقية عند أرسطو، بالإضافة إلى نظرية المداراة كإطار معرفي يعزز البعد الإنساني للحوار.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن التفاعل الفلسفي بين الحضارات هو حركة مستمرة لا تعرف اتجاها واحدا، وأن الفلسفة تظل مشروعا مشتركا في البحث عن الحقيقة.
الفلسفة الإسلامية
أما بالنسبة للجلسة "”البنية الفلسفية والمساهمات المعرفية للفلسفة الإسلامية” شارك فيها أحمد العنيزان وحصة المفرح وأدارها عيد الجهني. وناقشت بنية الفكر الفلسفي الإسلامي وحدود تأثيره في تشكيل الفلسفات الحديثة.
وركزت المداخلات على تمثيلات الشر كما تعكسها روايات الأدب الغربي مثل "1984 “و"عالم جديد شجاع “و"”حكاية الجارية”، وربطت هذه النصوص بتحولات السلطة والتكنولوجيا والخطاب النسوي في الفكر الأخلاقي الحديث.
المشاكل الفلسفية
كما قدمت الدورة نماذج عربية مثل "القوقعة” و"الزئبق “و"”المدينة الفاضلة” توضح الاختلاف في جذور المشاكل الفلسفية بين السياقين العربي والغربي.
وفي محور آخر تناولت الجلسة حضور الفلسفة الإسلامية في المؤسسات الغربية، مبينة أن الاهتمام ما زال يتركز على النصوص الكبرى مع القليل من الاهتمام بالتراث اللاهوتي والأصولي.
الحوار الفلسفي العالمي
كما عرضت مقاربة مقارنة بين مذهبي المنفعة والواجب، وناقشت إمكانية بناء نظرية معيارية مستوحاة من الفقه الإسلامي توازن بين الأخلاق والتبعية.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن الفلسفة الإسلامية تمتلك أدوات معرفية قادرة على إثراء الحوار الفلسفي العالمي، وأن إعادة قراءة التراث بمنهج فلسفي حديث قادر على تقديم إضافات نوعية في مجالات الأخلاق والمعرفة والدراسات المقارنة.
ومثلت الجلسات الثلاث بانوراما فكرية واسعة لتاريخ الفلسفة وتفاعلاتها، وقدمت قراءة معاصرة لمساراتها، وأبرزت الدور الذي يلعبه مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي للحوار الفلسفي وإنتاج المعرفة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر



