بيت العويس في الدرعية.. تاريخ العمارة النجدية الطينية


في قلب" العاصمة التاريخية، مثال حي للعمارة النجدية الأصيلة التي تزين مناطق المملكة العربية السعودية، حيث يعد هذا البيت التراثي شاهداً على فنون البناء التقليدي، ويقدر عمره بأكثر من ستين عاماً، مما يجعله وثيقة معمارية تحمل داخل جدرانه فصولاً من حياة الماضي.
وفق" يقع بيت العويس التاريخي على طريق الملك فيصل في حي البجيري بالدرعية، وهو أحد الأحياء التي تحتضن جزءاً كبيراً من التراث العمراني النجدي، ويعتبر موقعاً متميزاً.
خضع المنزل لعملية إعادة تأهيل وترميم شاملة، تم تنفيذها بدقة للحفاظ على طرازه المعماري الأصلي وعناصره الزخرفية التقليدية، حتى يتمكن من العودة إلى الحياة بعد سنوات من الإهمال.
الهوية الوطنية
وقد بادر إبراهيم بن صالح العويس، أحد أهالي المنطقة المهتمين بالتراث، إلى تحمل مسؤولية إعادة تأهيل وترميم هذا المعلم التاريخي، إيماناً منه بأهمية الحفاظ على المباني التراثية كجزء من الهوية الوطنية، وساهمت جهوده في تحويل المنزل من مبنى قديم إلى وجهة ثقافية مفتوحة للزوار.
يُظهر التصميم المعماري لبيت العويس بشكل واضح خصائص الطراز النجدي القديم، والذي يتميز باستخدام المواد الطبيعية المحلية مثل الطين والجص وجذوع النخيل في البناء.
عملية الترميم
وتتجلى الحرفية في تشكيل الجدران السميكة والنوافذ والأبواب الخشبية المزخرفة، والتي توفر بيئة داخلية باردة تتناسب مع المناخ الحار للمنطقة، ووتم اتباع عملية الترميم الدقيقة مع الالتزام الكامل بالمواصفات التراثية.
وحرص القائمون على المشروع على استخدام نفس المواد والتقنيات التي استخدمت في البناء الأصلي، لضمان استعادة الشكل والمظهر التاريخي للمنزل، دون إدخال تعديلات جوهرية على هيكله الأصلي، ما يجعله مرجعاً لدراسة العمارة النجدية.
بيت العويس
ويعتبر بيت العويس حالياً وجهة ثقافية مفتوحة أمام الجمهور والزوار، حيث يمكنهم التجول في ساحاته وغرفه التقليدية التي تعكس تفاصيل الحياة اليومية لسكان الدرعية على مدى عقود طويلة. ومن خلال زيارتهم، يمكن للزوار استكشاف طريقة الحياة التقليدية وفهم كيفية تكيف الهندسة المعمارية مع الظروف الاجتماعية والبيئية في المنطقة.
ويضيف هذا الإنجاز التراثي قيمة ثقافية وسياحية كبيرة لمنطقة الدرعية التي تشهد حاليا مشاريع تنموية ضخمة لإحيائها كمركز تاريخي عالمي. ويساهم فتح الدار أمام الجمهور في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث العمراني، وتشجيع المبادرات الفردية لإعادة تأهيل الآثار القديمة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر



