أخبار الخليج

التكنولوجيا تعيد تشكيل علاقة الموسيقى بجمهورها وتسّرع صناعة الأغاني في "قمة بريدج 2025"

التكنولوجيا تعيد تشكيل علاقة الموسيقى بجمهورها وتسّرع صناعة الأغاني في "قمة بريدج 2025"     

أبوظبي في 10 ديسمبر/ وام / في إطار رؤية “قمة بريدج” 2025 إلى دعم مسار النهوض بمستقبل الصناعات الإبداعية وتمكين جيل جديد من المواهب العالمية، شهدت القمة ضمن مسار “الفن والموسيقى” جلستان لتمكين فناني الموسيقى من الابتكار واستدامة مسيرتهم الإبداعية عبر استخدام الأدوات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل المباشر مع الجمهور.

جاءت الجلسة الأولى بعنوان “بناء جيل جديد من الفنانين المستقلين”، تحدث فيها منتج الأغاني العالمي جوليان بونيتا، مقدمًا رؤية ثورية لتغيير مشهد الإنتاج الموسيقي عبر منصته Notebook، والجلسة الثانية قدمها الموسيقار والممثل الكوميدي كينغ ويلونيوس بعنوان “هكذا أعاد الذكاء الاصطناعي تصور الموسيقى”، حيث عرض أغنيته الجديدة عن شخصية سبونج بوب المنتَجة بالكامل بالذكاء الاصطناعي، مستعرضًا مزايا التقنية التي تمنح حرية إبداعية غير محدودة ومرونة في التعديل وإمكانات ابتكارية كبيرة.

وأوضح المنتج والموسيقي الأمريكي جوليان بونيِتّا أن منصة Notebook –التي أسسها بالشراكة مع المغنية جوليا– جاءت بهدف منح الفنانين مساحة مستدامة للتواصل مع جمهورهم وتحقيق دخل ثابت، مع إشراك المعجبين في العملية الإبداعية نفسها.

وقال إن المنصة نجحت في “خلق فضاء آمن للفنانين الحساسين”، موضحاً أن وجود حاجز بسيط مثل الدفع والدخول برقم الهاتف “كفيل بإبعاد المتصيّدين والمسيئين عن المحتوى”.

وأضاف أن Notebook تتيح لجمهور الفنانين اللقاء بهم مباشرة عبر رمز QR، كما تمنحهم فرصة المشاركة في صناعة الموسيقى نفسها، سواء عبر ترجيح اختيارات الأغاني أو تقديم الملاحظات في الوقت الفعلي.

وأشار بونيِتّا إلى أن المنصة تعمل كذلك على “تفكيك شجرة الحقوق” من خلال التعاون مع أصحاب الحقوق والكتّاب والمنتجين، في محاولة لمعالجة التراجع الكبير في الإيرادات الناتجة عن خدمات البث الموسيقي.

وكشف أن Notebook تتعاون حالياً مع فرقة شبابية جديدة يشرف عليها سايمون كاول، سيتم إطلاقها عبر نتفليكس في عمل يجمع بين التوثيق والكواليس. وقال إن هذه التجربة “تشبه بناء تاريخ فني منذ اللحظة الأولى”، مؤكداً أنها ستكون تجربة مشوّقة للمعجبين.

وأكد كينغ ويلونيوس؛ الكوميدي وصانع المحتوى الحاصل على جوائز، وأحد أبرز المبتكرين الثقافيين في مجال الموسيقى الرقمية – أن الذكاء الاصطناعي “لم يلغِ الإبداع، بل أزال حدوده وفتح المجال لأي صاحب فكرة ليحوّلها إلى فن”.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “هكذا أعدتُ تخيّل الموسيقى بالذكاء الاصطناعي”، حيث استعرض رحلته منذ إطلاق أغنيته الشهيرة “BBL Drizzy” التي تُعد أول عيّنة موسيقية في التاريخ تُبنى بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى رؤيته حول التزاوج بين الخبرة الإنسانية والآلة.

وأوضح ويلونيوس أن التحول الجاري ليس تقنياً فقط، بل ثقافي أيضاً؛ إذ لم يعد الفنانون بحاجة إلى مؤسسات ضخمة لاعتماد أعمالهم أو نشرها، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي بات شريكاً إبداعياً يمكّن الفنان من كسر أنماط النوع الموسيقي، وإعادة مزج التراث والنستالجيا، ومواكبة الاتجاهات لحظة بلحظة.

وقدّم خلال الجلسة مثالاً عملياً عبر إعادة صياغة موسيقى شارة مسلسل “سبونج بوب” بأسلوب غنائي عاطفي، مع إنتاج المشاهد البصرية الداعمة في فترة قصيرة جداً. وأظهر كيف يسمح الذكاء الاصطناعي بتقليص زمن الإنتاج، وإجراء تعديلات فورية على الإيقاعات والأصوات وبناء الفكرة الموسيقية بما يتماشى مع سرعة الثقافة الرقمية اليوم.

ولإثبات فكرته، شارك الجمهور في تجربة حيّة؛ حيث طرح الحضور كلمات وأفكاراً موسيقية واقتراحات للّحن، ليقوم ويلونيوس بتجميعها وتحويلها إلى أغنية مكتملة في دقائق. وقدّمت التجربة مثالاً مباشراً على القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في تسريع العملية الإبداعية وتحريرها من القيود التقليدية.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : wam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى