أخبار الخليج

مركز خليفة للهندسة الوراثية/ جهود بارزة في أبحاث الجينوم والتقنية الحيوية

مركز خليفة للهندسة الوراثية/ جهود بارزة في أبحاث الجينوم والتقنية الحيوية     

العين في 16 ديسمبر/ وام/ يواصل مركز خليفة للهندسة الوراثية والتقنية الحيوية (KCGEB)، دوره في تحويل المعرفة العلمية إلى حلول تطبيقية وشراكات إستراتيجية ذات أثر وطني وعالمي، تسهم في تعزيز مكانة الدولة مركزا رائدا في علوم الجينوم والتقنية الحيوية.

ويعتمد المركز، الذي يعد مركزا وطنيا رائدا في أبحاث الجينوم والبيولوجيا الاصطناعية، في رؤيته البحثية على نهج علمي متقدم يقوم على تبني مفهوم برمجة الكائنات الحية النباتية والحيوانية، حيث يطور دوائر جينية مبتكرة وذاكرات بيولوجية قادرة على ضبط السلوك الحيوي لهذه الكائنات بما يعزز تكيفها ومرونتها مع التغير المناخي والظروف البيئية ومثال على ذلك، دراسة شجرة الغاف وتحديد التركيب الجينومي لها وفهم آلية قدرتها على التكيف مع تغيير الفصول باستخدام الذاكرة البيولوجية، وذلك لتحديد عدد من الصفات مثل مواعيد الإزهار خلال موسمين في السنة، وقدرة الجذور في البحث عن الماء وامتصاص العناصر، وهذه المعرفة يمكن الاستفادة منها لتطوير محاصيل قادرة على تحمل الظروف المناخية والإجهاد البيئي.

وقال الأستاذ الدكتور خالد أميري، أستاذ علم الجينوم والوراثة الجزيئية ومدير المركز في تصريح لوكالة أنباء الإمارات / وام/ ، إن البحث العلمي الحديث تجاوز مرحلة التركيز على تعديل جين واحد أو تحسين صفة منفردة، لينتقل إلى فهم الجينوم بوصفه نظامًا متكاملًا يمكن تحليله وبرمجته على غرار الأنظمة الذكية، ويستند هذا الاتجاه إلى دراسة الجينوم ثلاثي الأبعاد والتنظيم فوق الجيني والعناصر التنظيمية غير المُرمِّزة، والتي تُشكّل نحو 97 % من الجينوم، بعدما كان يُشار إليها سابقًا بـالحمض النووي غير الوظيفي ( DNA).

وأضاف أنه انطلاقًا من هذا النهج المتقدم، يتم العمل على هندسة منظومات حيوية متكاملة داخل الكائنات الحية، تقوم على تنظيم وتفعيل مجموعات من الجينات بطريقة منسّقة بدلاً من التركيز على جين واحد فقط، مشيرا إلى أن هذا التوجه يهدف إلى تعزيز صفات محددة في النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة، مثل تحسين قدرتها على التحمّل والإنتاج ومقاومة الظروف البيئية الصعبة، ويُسهم هذا الأسلوب المبتكر في فتح آفاق واسعة لتطوير حلول تدعم الأمن الغذائي، وتعزز الاستدامة الزراعية، وتدفع بجهود التقدم في التقنيات الحيوية إلى مستويات جديدة.

وأشار إلى أنه بهدف تعزيز مثل هذا النهج، أبرم المركز أربع مبادرات تعاون بحثي دولي مع مراكز بحثية رائدة مثل مختبر سينسبري في المملكة المتحدة، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومعهد بويس تومسون، إضافة إلى التعاون مع جامعة نيويورك.

وبيّن الدكتور أميري أن هذا النهج المتقدم يتيح للمركز تطوير نباتات وحيوانات وميكروبات عالية الكفاءة وأكثر قدرة على مواجهة التحديات البيئية، مثل الجفاف والملوحة وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى تعزيز الصفات الإنتاجية والوظيفية الأخرى ويسهم ذلك في دعم الأمن الغذائي وتعزيز الاستدامة الزراعية، ولا سيما في البيئات القاحلة وشبه القاحلة.

وأكد أن الاستفادة من التقدم العلمي في الأبحاث البشرية تُعد ركيزة أساسية في إستراتيجية المركز، حيث يتم توظيف أحدث التقنيات في الجينوم والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الحيوية لرفع مستوى الابتكار ودعم البحث التطبيقي فعلى سبيل المثال، ولغايات تعزيز مرونة المحاصيل ورفع إنتاجيتها، بما يسهم في تحقيق الزراعة المستدامة وضمان الأمن الغذائي الوطني، قيم المركز 350 سلالة من القمح و396 من الحمص و 1178 من الأرز، وذلك لتطوير منهجيات برامج تربية المحاصيل الملائمة للبيئات الجافة من حيث تحمل الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة ومقاومة الأمراض والآفات الزراعية، كما يشمل العمل قطاع الإنتاج الحيواني مثل الإبل والأغنام والماعز والدواجن والطيور.

وأضاف أن المركز يعمل على دمج تقنيات الجينوم المتقدم والذكاء الاصطناعي والبيولوجيا الاصطناعية لبناء دوائر جينية قابلة للبرمجة والتحكم، تمكّن الباحثين من التنبؤ بسلوك الكائنات الحية وتحسين أدائها بدقة غير مسبوقة، بما يتماشى مع رؤية الدولة في الاستثمار في العلوم المتقدمة وترسيخ اقتصاد معرفي قائم على الابتكار.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : wam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى