لأول مرة في تاريخ الاحتلال.. عدد الأكاديميين المهاجرين أكبر من القادمين

كشفت البيانات "مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي" لقد تفاقمت هجرة الأدمغة بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب على غزة، ووصلت إلى نقطة تشكل تهديداً استراتيجياً للمؤسسات الأكاديمية. لأول مرة في تاريخ إسرائيل، تتجاوز نسبة المهاجرين الأكاديميين عدد الوافدين.
كما كشفت الإحصاءات الرسمية أن نحو ربع عدد الأكاديميين من حملة الدكتوراه انتقلوا للعمل والعيش خارج إسرائيل خلال السنوات الثلاث الماضية، وهاجر معظمهم بعد اندلاع الحرب في غزة.
ووفقا للبيانات، فإن أحد أهم سمات هجرة الأدمغة هذه هو أن غالبية الأكاديميين المهاجرين من إسرائيل هم من الشباب ومن المدن المستقرة، وخاصة من منطقة تل أبيب ووسط إسرائيل. لقد حدثت زيادة في هجرة الباحثين بشكل عام الذين يمكنهم تطوير الاقتصاد ومجال البحث في إسرائيل، وانتقلوا للعمل والعيش خارج البلاد.
ما هي القطاعات الأكثر هجرة؟
وجاء في التقرير التفصيلي للدائرة أن أعلى نسبة للمهاجرين (25.4 بالمئة) كانت بين حملة شهادة الدكتوراه في الرياضيات، و21.7 بالمئة بين حاملي شهادة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر، و19.4 بالمئة في تخصص الوراثة، و17.3 بالمئة في علم الأحياء الدقيقة، و17 بالمئة في الفيزياء، و14 بالمئة في الكيمياء، و14 بالمئة من حاملي الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والأحياء، ويعيشون ويعملون حاليا خارج إسرائيل.
وكشفت الإحصائيات أن الذين انتقلوا للعيش والعمل خارج البلاد يشملون 23% من خريجي الدكتوراه من معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، 18.2% من خريجي الدكتوراه من معهد الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا، 15% من خريجي الدكتوراه في مجال العلوم من جامعة تل أبيب، 10% من خريجي الدكتوراه من جامعة مستوطنة أرييل، و7% من خريجي الدكتوراه من جامعة أريئيل. جامعة بار إيلان.
بشكل عام، تشير الإحصائيات إلى أن 11.9% من حاملي شهادات الدكتوراه يعيشون ويعملون خارج إسرائيل، و8.1% من حاملي شهادات الماجستير الإسرائيليين الذين تخرجوا في الأعوام 1990-2018 يرجح أن يكونوا قد انتقلوا خارج البلاد بشكل دائم.
متى بدأ التراجع؟
وأشارت البيانات إلى أن هناك ارتفاعا في عدد الأكاديميين المهاجرين الجدد الذين انتقلوا للعيش والعمل خارج البلاد، كما حدث انخفاض في عدد العائدين إلى البلاد الذين بقوا في الخارج لأكثر من ثلاث سنوات، وعادوا منذ أكثر من عامين.
منذ عام 2022، هناك انخفاض في عدد الأكاديميين الذين عادوا إلى إسرائيل، ومن ناحية أخرى، في عام 2023 (الذي شهد نهاية حرب غزة) كان هناك ارتفاع في عدد الأكاديميين الذين انتقلوا للعيش والعمل خارج البلاد لفترة طويلة.
كما تشير البيانات إلى ارتفاع نسبة الباحثين الشباب الحاصلين على درجة الدكتوراه والذين أنهوا دراستهم في الأعوام 2014-2018 وانتقلوا للعيش والعمل في الخارج.
وبحسب بيانات 2024، فإن 14.9 في المئة من الباحثين الشباب الحاصلين على الدكتوراه في العلوم الدقيقة والهندسة يعيشون ويعملون في الخارج، مقارنة بـ 13.4 في المئة من الذين تخرجوا في الأعوام 2011-2013.
وارتفعت نسبة إجمالي حملة الدكتوراه الذين أنهوا دراستهم في الأعوام 2015 – 2018 والموجودين خارج الدولة إلى 11.7 في المائة في عام 2024، فيما بلغت هذه النسبة بين خريجي الأعوام 2011 – 2014 نحو 11.4 في المائة في عام 2020، ونحو 10.7 في المائة بين خريجي الأعوام 2007 – 2010 في عام 2016.
الحرب ليست السبب الوحيد
ومن المرجح أن يكون هناك سبب آخر لهجرة الأدمغة وانخفاض عدد العائدين إلى البلاد، غير الحرب وخطة الحكومة لإسقاط الحكومة والقضاء، يتعلق بالأوضاع في مجال البحث والتعامل مع الأكاديميات في عهد حكومة نتنياهو الحالية، التي دأبت على مهاجمة الأكاديميات والمؤسسات البحثية منذ تشكيلها.
سبب آخر لهجرة الأكاديميين يتعلق بانخفاض ميزانيات التعليم العالي في إسرائيل. فمن ناحية، تعمل حكومة بنيامين نتنياهو على تقليصها، رغم أنها تخصص ميزانيات ضخمة للمصالح الفئوية لأحزاب الائتلاف، ومن ناحية أخرى، يقوم صندوق الأبحاث الأوروبي، وهو الممول الرئيسي للأبحاث في إسرائيل، بتقليص دعمه بسبب الحرب.
بالإضافة إلى ما سبق، تقدم الجامعات في الخارج للباحثين الإسرائيليين رواتب أفضل وميزانيات دعم بحثية أكثر ثراء، لذلك يفضلون الانتقال للعيش والعمل في الخارج وعدم العودة إلى البلاد.
ما هي ميزانية التعليم العالي في إسرائيل؟
يُشار إلى أن ميزانية التعليم العالي في إسرائيل في العام الحالي 2025، بلغت 14 مليار شيكل (الدولار يساوي 3.2 شيكل)، ومن المتوقع أن تكون مماثلة في عام 2026، على الرغم من انخفاض الدخل من المنح البحثية الخارجية، نتيجة زيادة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.
وفي السنوات الخمس الأخيرة، تم تخفيض موازنة التعليم العالي بمقدار 700 مليون شيكل، بسبب التخفيضات في بنود أخرى.
في الآونة الأخيرة فقط، عند افتتاح العام التعليمي الأكاديمي قبل أقل من شهرين، صادقت الحكومة على تخفيض ميزانية التعليم العالي بقيمة 40 مليون شيكل لتمويل زيادة وزارة الأمن القومي، وقبل ذلك بشهر، خفضت الحكومة ميزانية التعليم العالي بنحو 150 مليون شيكل لتمويل نفقات الدعاية لوزارة الخارجية.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر



