العمل المرن ليس مجانيًا… النساء أول من يدفع الثمن

العمل المرن ليس مجانيًا… النساء أول من يدفع الثمن
زيزي عبد الغفار
المرونة تمنح الوقت… وتسرق الحدود
في البداية، أتاح العمل من المنزل مساحة أكبر لإدارة الوقت، حيث أظهرت استطلاعات مركز بيو للأبحاث أن العديد من النساء يشعرن بقدر أكبر من القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والأسرة. لكن هذه المرونة سرعان ما تحولت إلى عبئ على البعض منهم، إذ تلاشت الحدود بين الحياة المهنية والخاصة وتزايدت المهام المنزلية على حساب الإنتاجية.
ثمن العزلة المهنية
العمل عن بعد يقلل من الاحتكاك اليومي الذي يبني العلاقات المهنية ويعزز الانتماء. وفقاً لتحليل هارفارد بيزنس ريفيو، فإن الافتقار إلى الحضور الجسدي يحد من فرص إثبات الكفاءة و”الكاريزما المهنية”، مما يجعل الاعتراف أقل وضوحاً ويؤثر على المسار الوظيفي.
فجوة بين النساء والرجال
خلصت دراسة أجرتها جامعة شيفيلد وجامعة دورهام إلى أن النساء العاملات من المنزل يواجهن صعوبة أكبر في الفصل بين العمل والأسرة مقارنة بالرجال، بسبب توقعات الأدوار التقليدية. وترى الدراسة أن العمل عن بعد قد يكون أداة تمكين حقيقية فقط إذا صاحبه توزيع عادل للمهام المنزلية.
الحماية النسبية من التمييز
من ناحية أخرى، أظهرت دراسة جامعة تورنتو انخفاضا كبيرا في معدلات التمييز ضد النساء العاملات عن بعد مقارنة بالنساء اللاتي يعملن شخصيا، مما يشير إلى دور المكان في الحد من السلوك التمييزي، في حين لا تزال الحواجز الهيكلية قائمة.
الثقة والتقدم…معضلة المظهر
تحذر الأبحاث التي أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية من أن التفاعل الاجتماعي السيئ قد يقلل من الثقة بالنفس لدى بعض النساء. وفي السياق نفسه، تشير تقارير شركة ماكينزي آند كومباني إلى أن فرص ترقية العاملين عن بعد تتراجع، لأن الكثير من القرارات لا تزال تعتمد على الحضور والمشاركة اليومية.
العمل من المنزل ليس حلاً سحريًا ولا عبئًا مطلقًا. إنها تجربة متعددة الأوجه تمنح المرأة المرونة والتنظيم، لكنها قد تفرض عزلة وتحديات في الصعود والتقدم. النجاح هنا لا يتعلق بالمكان بقدر ما يتعلق ببناء بيئة عادلة تشجع على التقدير الواضح، وتوازن الأدوار، وتفتح مسارات متساوية – سواء كان العمل من خلف الشاشة أو داخل المكتب.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : lebanon24



