رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة «اليونسكو»

رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة «اليونسكو»
زيزي عبد الغفار
يواصل “القفطان المغربي”، هذا الرمز القديم للأناقة الشرقية، إثبات حضوره العالمي، بعد إدراجه مؤخرا في قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو. وهذا الاعتراف الدولي لم يرفع من قيمة القفطان باعتباره قطعة فنية ذات جذور تاريخية فحسب، بل أعاد إبراز دوره المحوري في صياغة هوية مغربية تستمد قوتها من التعددية والابتكار.
-
رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.
هوية “القفطان المغربي” :
وظل “القفطان” عبر التاريخ عنصرا أساسيا في الثقافة المغربية، متجذرا في طقوس المجتمع ومناسباته الكبرى. وشكل تفاعل الحضارات العربية والأمازيغية والأندلسية أساساً متيناً لأساليب الخياطة والزخرفة الفريدة، ورسّخ مكانته كملابس احتفالية مرادفة للفخامة والرمزية الاجتماعية. مع مرور الوقت، تطورت تقنيات صناعة القفطان يدوياً، لتصبح مساحة يترجم فيها الصانع التقليدي المعرفة المتوارثة عبر الأجيال.
ويشكل إدراج “القفطان” على قائمة اليونسكو نقطة تحول في مسارها الدولي، حيث نجحت هذه الملابس التقليدية خلال العقدين الماضيين في تجاوز حدودها الإقليمية. أن نصبح عنصراً أساسياً في عروض الأزياء لكبار المصممين في باريس أو ميلانو أو نيويورك. ولعب المصممون المغاربة دورا محوريا في هذه الرحلة، من خلال دمج “القفطان” بتقنيات حديثة تحافظ على أصالته، وتتوافق في الوقت نفسه مع معايير الموضة العالمية.
وبات «القفطان» الاختيار المفضل للعديد من النجمات على السجاد الأحمر، ما ساعد على رفع حضوره إعلامياً واعتباره تجسيداً لمعادلة تجمع بين التراث والفخامة.
واليوم أصبح “القفطان” جسرا يربط بين الماضي والمستقبل، إذ يحتفظ بحمولة رمزية عميقة تتعلق بالهوية المغربية، ويشهد في الوقت نفسه تحديثا مستمرا في القصات والأقمشة والألوان. جذب الأجيال الشابة، وتعزيز حضورها في الحياة اليومية، وليس المناسبات فقط.
-

رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.
تاريخ “القفطان المغربي”:
يعود أصل “القفطان” إلى الحضارات الشرقية القديمة، خاصة في بلاد فارس والعالم العثماني، حيث كان يرتديه النخب كملابس رسمية. ومع توسع التبادل التجاري والثقافي بين الشرق والغرب الإسلامي، انتقلت تدريجياً إلى شمال أفريقيا والأندلس.
وبدأ “القفطان” بالظهور في المغرب خلال هذه الفترة متأثرا بالأقمشة الفاخرة والزخارف الراقية التي كانت سائدة في الأندلس. إلا أن وجودها ظل محدودا نسبيا، وكان محصورا في الطبقات العليا من المجتمع. ثم شهدت انتشارا أكبر في “عهد المرينيين” الذين اهتموا بالرقي الفني والصناعي، وأدخلوا تحسينات في الخياطة والديكور. كما ساعدت العلاقات الوثيقة مع الأندلس في تطوير نسخ مغربية ذات طابع خاص.
ويعتبر «العصر السعدي» مرحلة مفصلية في ترسيخ «القفطان» كزي مغربي بامتياز. وأصبح جزءاً من البروتوكول الرسمي في البلاط الملكي، وظهرت تقنيات جديدة في التطريز، مثل التطريز الفاسي، واستخدام الحرير والذهب والفضة. وفي هذه الفترة أيضاً، تضاعف دور «القفطان» في حفلات الزفاف والمناسبات الكبرى، مما زاد من رمزيته الاجتماعية.
ومع قيام “الدولة العلوية”، حافظ “القفطان” على مكانته وتطورت معه عدة مدارس للحرفية التقليدية، أبرزها: “فاس المشهورة بالدقة في التطريز، والتطريز الفاسي”. تشتهر مدينة الرباط بأناقتها وتفاصيلها المتقنة. ومراكش التي تعتمد على الألوان القوية والديكور الغني”. وخلال هذه المرحلة، ظهر «التكشيطة» كنسخة مزدوجة من القفطان المكون من قطعتين، مع إضافة «البنطلون» المغربي في بعض المناسبات، مما أضاف تنوعا في الاستخدامات والأساليب.
وخلال السبعينيات، ساهمت الملكة الراحلة للا فاطمة الزهراء، وشقيقتها الأميرة للا مليكة، ثم الأميرة للا سلمى لاحقا، في التعريف بالقفطان المغربي عالميا، من خلال ارتدائه في المحافل الأجنبية. وهكذا زادت شهرة القفطان عالمياً، وأصبح جزءاً أساسياً من العروض الراقية في باريس ولندن ونيويورك، بعد أن اعتمدته شخصيات بارزة في الفن والموضة والإعلام.
أبرز إطلالات النجمات بـ”القفطان المغربي”:
مي عمر:
-

رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.
تألقت النجمة المصرية مي عمر، بأناقة مستوحاة من التراث المغربي، إذ ارتدت قفطاناً أبيض اللون، مزيناً بتطريزات فضية دقيقة. ويأتي التصميم بقصة طويلة انسيابية، معززة بأكمام مفتوحة، وظهر الحزام العريض المزخرف في المنتصف. لإبراز الشكل، وإضفاء طابع ملكي على الزي.
دورا:
-

رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.
وظهرت الفنانة درة بإطلالة فاخرة، تنتمي إلى فئة القفاطين الراقية، إذ تألقت بفستان باللون العاجي يعكس الأناقة الهادئة. وتميز القفطان بتطريزات دقيقة امتدت بشكل عمودي على كامل التصميم، مما منحه انسيابية أنيقة، وإبراز تفاصيله بحرفية عالية. بحزام رفيع في المنتصف، أكملت إطلالتها الناعمة بأكسسوار رأس بسيط ولامع، مما زاد من جاذبية إطلالتها.
دانييلا رحمة:
-

رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.
واختارت النجمة اللبنانية دانييلا رحمة، في إحدى إطلالاتها، قفطاناً باللون المعدني الهادئ، يتخلله تطريز غني وبارز، ما منحه بعداً فنياً ملفتاً. ويتميز التصميم بالانسيابية، ويفتح بشكل خفيف عند الساق، مما يضيف حركة أنيقة تتناغم مع بريق الضوء المحيط على السجادة الحمراء. تبرز آلات الكمان العريضة بتفاصيلها الدقيقة، ويشكل الحزام المعدني المزخرف نقطة جذب.
ياسمين صبري:
-

رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.
ومن النجمات اللواتي يخترن إطلالات أنيقة وساحرة، الفنانة المصرية ياسمين صبري، التي ظهرت بقفطان مغربي في إحدى إطلالاتها المسائية. واختارت قفطاناً ذهبي اللون، يتميز بتطريز كثيف ومتقن يغطي الصدر والأكمام، ويمتد نحو الخصر، حيث يظهر حزام مزخرف يعيد تشكيل الشكل. وأكملت إطلالتها بمكياج قوي اعتمد على شفاه حمراء زاهية، وتسريحة شعر ضيقة.
هبة مجدي:
-

رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.
تميل الفنانة المصرية هبة مجدي نحو الإطلالات المحتشمة والأنيقة، فاتجهت إلى القفطان المغربي في إحدى إطلالاتها، حيث اختارت تصميماً باللون الأسود مصنوع من المخمل الفاخر، يتخلله تطريز ذهبي دقيق وبارز، فيما يبرز الحزام العريض المزين بتفصيلة معدنية أنيقة. لتوفير توازن مثالي بين الحداثة واللمسة التقليدية. واختارت حقيبة صغيرة مزينة على الطراز التقليدي، بالإضافة إلى إكسسوارات متناغمة ومكياج متقن ركز على العيون.
كارمن سليمان:
-

رحلة «القفطان المغربي» في عالم الأناقة.. بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.
وبروح القفطان المغربي، اختارت النجمة الشابة كارمن سليمان تصميماً باللون الأبيض الناصع، يتخلله تطريز ذهبي فاخر يمتد على الصدر والأطراف والأكمام، بأسلوب يبرز الحرفية العالية. ويأتي القفطان بتصميم انسيابي يفتح عند الساق، مما يعطي حركة أنيقة تتناغم مع اللمعان الخفيف للقماش. وأكملت إطلالتها بأقراط طويلة وحذاء ذهبي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : zahratalkhaleej




