فن ومشاهير

هل تنعكس طاقة الأم النفسية على سلوك طفلها؟

هل تنعكس طاقة الأم النفسية على سلوك طفلها؟     
زيزي عبد الغفار   

تشير الدراسات إلى أن الحالة العاطفية للأم وطاقتها النفسية تؤثر بشكل مباشر على نمو الطفل وسلوكه.

الطفل منذ ولادته حساس جداً لتغيرات البيئة المحيطة به، وخاصة الحالة النفسية للأم.

وتشير الأبحاث العلمية والتجارب العملية إلى أن دور الأم لا يقتصر على تلبية الاحتياجات الجسدية فقط، بل يتعدى ذلك لتكون مركزا عاطفيا ينعكس تأثيره على شخصية الطفل وسلوكه الاجتماعي.

كيف تؤثر طاقة الأم على سلوك أبنائها؟

أظهرت العديد من الدراسات، بما في ذلك أبحاث جامعة هارفارد، أن الأطفال الذين تتعرض أمهاتهم لمستويات عالية من التوتر أو القلق المزمن يميلون إلى إظهار سلوكيات عاطفية أعلى، وصعوبة في التركيز، واستجابة أكثر توتراً عند مواجهة مواقف جديدة.

وفي المقابل، فإن أطفال الأمهات الذين يتمتعون بالهدوء النفسي والثقة بالنفس، تعكس سلوكيات إيجابية، مثل القدرة على التعاون، والتعبير عن المشاعر، وحل المشكلات بشكل متوازن.

الارتباط العاطفي المبكر

تؤكد الأبحاث أن الارتباط العاطفي القوي في السنوات الأولى من حياة الطفل، القائم على تحقيق التوازن بين الحنان ووضع الحدود، يخلق شعوراً بالأمان النفسي لدى الطفل، ويقلل من سلوكيات القلق والانسحاب.

التأثير غير اللفظي لطاقة الأم

الإشارات غير اللفظية، مثل نبرة الصوت، وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد، لها تأثير كبير على الطفل. يتعلم الطفل من سلوك الأم أكثر من سماع كلامها، وتنعكس حالتها النفسية على مزاجه واستجاباته اليومية.

ماذا تقول الخبرة العملية؟

تشير التجارب اليومية إلى أن الحالة النفسية للأم تنعكس بشكل مباشر على سلوك الطفل؛ اليوم المجهد قد يجعل الطفل عصبيا، بينما اليوم الهادئ يساهم في تعزيز التعاون والهدوء.

كما تبين أن الأمهات اللاتي يحرصن على ممارسة التأمل أو تمارين التنفس أو الحفاظ على روتين هادئ لأنفسهن يلاحظن تحسنا ملحوظا في سلوك أطفالهن خلال الأنشطة اليومية.

تعتبر الأم نموذجاً أساسياً لتعلم التعامل مع الانفعالات، إذ يكتسب الطفل من خلالها أساليب التعبير عن الغضب، أو الحزن، أو الفرح. عندما تكون الأم قادرة على تنظيم مشاعرها دون قمعها، فإنها تعزز مهارات طفلها الصحية في التنفيس والتعبير العاطفي.

نصائح عملية لتعزيز الطاقة الإيجابية لدى الأم

  • ممارسة الوعي الذاتي وملاحظة المشاعر قبل التعامل مع الطفل.

  • تحكم في التوتر من خلال تخصيص وقت للراحة أو التأمل أو أنشطة الاسترخاء.

  • انتبه إلى لغة الجسد ونبرة الصوت واستخدم أسلوبًا هادئًا وإيجابيًا.

  • الالتزام بروتين يومي ثابت يعزز شعور الطفل بالأمان.

  • الجمع بين الحنان والحدود الواضحة لدعم السلوكيات الإيجابية.

ملخص العلاقة بين طاقة الأم وسلوك الطفل

تتفق الأبحاث العلمية والتجارب العملية على أن طاقة الأم النفسية والعاطفية عامل أساسي في تشكيل سلوك الطفل. الأم الهادئة والواثقة من نفسها، حتى تحت الضغط، تنقل إلى طفلها الاستقرار العاطفي، والثقة بالنفس، والقدرة على التعامل مع التحديات اليومية.

ومن ناحية أخرى فإن التوتر المستمر أو التوتر المزمن ينعكس على الطفل على شكل قلق أو تهيج أو عزلة. باختصار، الأمومة لا تقتصر على الرعاية الجسدية، بل تمثل مصدر طاقة يؤثر في نمو الطفل النفسي والسلوكي. ويظل الوعي الذاتي وتنظيم العواطف والحفاظ على التوازن النفسي من أهم أدوات تعزيز الصحة العاطفية للطفل.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : lebanon24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى