منطلقين من تركيا وليبيا.. موجة جديدة من المهاجرين تتدفق على الجزر اليونانية

ملخص:

• وصل مئات المهاجرين من تركيا وليبيا إلى الجزر اليونانية، مما أثار تحذيرات حقوق الإنسان.
• أنقذ خفر السواحل اليوناني قاربين مكتظين بالمهاجرين يومي 20 و21 أغسطس/آب.
• حذرت خدمة الطوارئ الهاتفية من وقوع مأساة بعد أن علمت بوجود قارب في وضع صعب.
• اتهمت تركيا اليونان بدفع المهاجرين إلى مياهها، ما أدى إلى إنقاذ 116 شخصا.
• وتتضمن خطط الحكومة اليونانية إنشاء مراكز استقبال للمهاجرين في جزيرة كريت.

وشهدت الجزر اليونانية في الأيام الأخيرة وصول مئات المهاجرين في قوارب أبحرت بشكل رئيسي من الجزر التركية المجاورة أو من الساحل الشرقي لليبيا، ما أثار تحذيرات منظمات حقوق الإنسان من تزايد أعدادهم واحتمال وقوع حوادث مأساوية في بحر إيجه.

أنقذ خفر السواحل اليوناني، في 20 أغسطس/آب، قاربا مكتظا بالمهاجرين قبالة سواحل جزيرة ليسبوس، وعلى متنه 115 شخصا، بينهم 27 امرأة و21 طفلا، بحسب بيان للسلطات.

وبعد إنزال المهاجرين من القارب، غرق القارب فور إفراغه من الركاب. ولم تكشف السلطات عن مزيد من التفاصيل، لكن مثل هذه القوارب المحملة بأعداد كبيرة من المهاجرين تنطلق غالبا من شرق ليبيا، وخاصة من طبرق. 

وفي اليوم التالي، 21 أغسطس/آب، أنقذت السلطات اليونانية قاربا آخر كان في حالة طوارئ، وكان يحمل 32 مهاجرا، بينهم سبعة قاصرين.

تزايد محاولات الهجرة من تركيا وليبيا

وقالت قوات خفر السواحل إن المهاجرين انطلقوا من الساحل الشرقي لليبيا وقضوا ثلاثة أيام تائهين قبل أن تعثر عليهم السلطات على بعد 35 ميلا بحريا جنوب جزيرة كريت.

وأضافت السلطات أنها ألقت القبض على مهاجرين اثنين للاشتباه في انتمائهما إلى شبكة تهريب المهاجرين.

في السياق ذاته، حذرت منصة إنذار الهاتف، الأربعاء، من مأساة محتملة في البحر، بعد أن علمت أن هناك 55 مهاجرا على متن قارب يواجه صعوبات في الإبحار بعد انطلاقه من السواحل الليبية باتجاه اليونان.

وفي 22 أغسطس/آب، نقلت المنظمة عن خفر السواحل اليوناني قوله إن السفن التجارية عثرت على المهاجرين وأنهم وصلوا جميعا إلى جزيرة غافدوس.

ومن تركيا المجاورة، يواصل المهاجرون محاولاتهم الوصول إلى الجزر اليونانية، وسجل تقرير قوارب بحر إيجة زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يحاولون سلوك هذا الطريق.

وأشارت المنظمة إلى أن 33 قاربا أبحر من السواحل التركية في 19 أغسطس/آب، وعلى متنها أكثر من 800 مهاجر، لكن نصفهم تعرضوا لعمليات إعادة قسرية من قبل خفر السواحل اليوناني والتركي.

وذكرت المنظمة أن خفر السواحل اليوناني أوقف ستة قوارب وأعادها بطريقة غير شرعية، فيما تمكن 14 قاربا من الوصول إلى الجزر اليونانية.

اليونان تخطط لاستيعاب المهاجرين في جزيرة كريت

من جهتها، أعلنت السلطات التركية في 19 أغسطس/آب الجاري، أنها أنقذت 116 مهاجراً غير نظامي بعد أن دفعهم خفر السواحل اليوناني إلى داخل المياه الإقليمية التركية.

شهدت وجهة غافدوس السياحية الصغيرة، وهي جزيرة صغيرة مجاورة لجزيرة كريت، تدفقا غير مسبوق لقوارب المهاجرين في الأشهر الأخيرة، مما زاد من تعقيد إدارة أزمة الهجرة في المنطقة.

في 20 أغسطس/آب، احتجزت السلطات اليونانية في جزيرة كريت 76 مهاجراً وصلوا على متن ثلاثة قوارب، ونقلتهم إلى مركز تحديد الهوية قبل بدء إجراءات اللجوء.

وذكرت السلطات المحلية أن المهاجرين من سوريا ومصر والسودان وبنغلاديش، ومن بينهم ستة أطفال.

تخطط الحكومة اليونانية لإنشاء مراكز استقبال لطالبي اللجوء في جزيرة كريت لتخفيف الضغوط على السلطات المحلية. وتستضيف الحكومة حاليا المهاجرين في مرافق رياضية ومباني ومدارس فارغة خلال العطلة الصيفية.

تحذيرات من منظمات حقوق الإنسان

ويشير تقرير قارب بحر إيجة إلى أن المهربين يحاولون التكيف مع زيادة ضوابط الحدود، وأن هذا التغيير في الاستراتيجية يؤثر سلباً على محاولات المهاجرين العبور، ويعرضهم لمخاطر أكبر، وخاصة عندما يصلون إلى جزر صغيرة غير مأهولة بالسكان إلى حد كبير.

وحذرت المنظمة من أن الاستراتيجيات الحالية التي يستخدمها حرس الحدود الأوروبيون قد تؤدي إلى مزيد من الوفيات في بحر إيجه، حيث توفي ثمانية مهاجرين الشهر الماضي بعد دفعهم من قبل قوات الأمن اليونانية، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي في 9 يوليو/تموز.

تظل قضية الهجرة قضية شائكة بين اليونان وتركيا، إذ تتهم اليونان تركيا باستخدام المهاجرين كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، بينما تدين أنقرة معاملة خفر السواحل اليوناني لقوارب المهاجرين وتتهمه بتعريض حياتهم للخطر من خلال دفعهم إلى المياه التركية بشكل غير قانوني.