تقنية

إدمان “تيك توك” يغير دماغك! دراسة جديدة تكشف تأثيرات مقلقة على الشباب

إدمان “تيك توك” يغير دماغك! دراسة جديدة تكشف تأثيرات مقلقة على الشباب 

«خليجيون 24» القاهرة، 20 يناير 2025

كشفت دراسة حديثة أجراها علماء صينيون من جامعة تيانجين التربوية عن تأثيرات مقلقة لإدمان الفيديوهات القصيرة على بنية الدماغ ووظائفه. الدراسة، التي نُشرت في مجلة “NeuroImage”، ركزت على تحليل التغيرات العصبية لدى الشباب الذين يقضون ساعات طويلة في تصفح منصات مثل “تيك توك”. النتائج أظهرت تغيرات واضحة في مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والتحكم العاطفي، مما يسلط الضوء على مخاطر الإدمان الرقمي، خاصة بين المراهقين والشباب.


التصفح القهري للفيديوهات القصيرة: ظاهرة تهدد صحة الدماغ

أجرى فريق من الباحثين الصينيين دراسة شملت 111 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عامًا، جميعهم من المستخدمين النشطين لمنصات الفيديوهات القصيرة مثل “تيك توك”. تم فحص المشاركين للتأكد من خلوهم من أي اضطرابات عصبية أو نفسية قبل إجراء فحوصات الرنين المغناطيسي على أدمغتهم.

كشفت النتائج عن تغيرات هيكلية ووظيفية في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من إدمان الفيديوهات القصيرة. وأظهرت الصور زيادة في حجم المادة الرمادية في القشرة الأمامية المدارية والمخيخ، وهي مناطق مرتبطة بمعالجة المكافأة والتحكم العاطفي. بالإضافة إلى ذلك، لوحظت زيادة في النشاط في القشرة الجبهية الجانبية الظهرية، القشرة الحزامية الخلفية، القطب الصدغي، والمخيخ، مما يشير إلى ضعف في التحكم المعرفي وزيادة في التفكير الذاتي.


دور الحسد في تعزيز الإدمان الرقمي

أشارت الدراسة إلى أن الحسد يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الإدمان على الفيديوهات القصيرة. حيث وجد الباحثون أن المشاركين الذين سجلوا مستويات عالية من الحسد كانوا أكثر عرضة للانخراط في التصفح القهري لهذه الفيديوهات. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الجانب النفسي للإدمان الرقمي، والذي يتجاوز مجرد الرغبة في الترفيه إلى مشاعر أعمق مثل المنافسة الاجتماعية والرغبة في المقارنة.


مخاطر خاصة على أدمغة المراهقين

أكدت الدراسة أن أدمغة المراهقين أكثر عرضة للتأثر بالإدمان الرقمي بسبب مرونتها العالية خلال هذه المرحلة العمرية. وأشار الباحثون إلى أن التعرض المفرط للفيديوهات القصيرة يمكن أن يؤدي إلى تغيرات دائمة في بنية الدماغ، مما قد يؤثر سلبًا على القدرات المعرفية والتحكم العاطفي في المستقبل.


مقارنة مع دراسات سابقة

هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها التي تحذر من تأثيرات التكنولوجيا على الدماغ. في وقت سابق، أجرى علماء إيطاليون بحثًا واسع النطاق كشف أن الأطعمة الصحية تفقد فوائدها في حالة التعرض للإجهاد المزمن. هذه النتائج تعزز أهمية فهم التفاعل المعقد بين البيئة الخارجية وصحة الإنسان، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟