تورك: حرية الصحافة مهددة عالميا والذكاء الاصطناعي يقدم فرصا ويعمّق المخاطر

جاء ذلك في رسالته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يركز هذا العام على أثر الذكاء الاصطناعي على حرية الصحافة ووسائل الإعلام.

وقال السيد تورك إن الصحافة الحرة أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، “في ظل النزاعات المتفاقمة، والفوضى المناخية، والانقسامات المتصاعدة، والمشهد الرقمي المتغير بسرعة فائقة”. 

إلا أن العاملين في وسائل الإعلام يتعرضون للمضايقات والاحتجاز والتعذيب، بل وحتى القتل “لمجرد قيامهم بعملهم”، فيما لا يزال الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقهم “متفشيا على نطاق واسع”.

وفي رسالته قال المسؤول الأممي إن اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام يذكّر بأن القيود المفروضة على وسائل الإعلام آخذة في الازدياد، “إذ يعيد الذكاء الاصطناعي تصميم كيفية إنتاج المعلومات وتوزيعها واستهلاكها بشكل جذري”.

وفي الوقت الذي أكد فيه أن الذكاء الاصطناعي قد يشكّل أداة مفيدة للصحفيين، إلا أنه شدد على أنه ينطوي أيضا على مخاطر جمّة تهدد حرية الصحافة.

وقال إن الخوارزميات القائمة على الذكاء الاصطناعي غالبا ما تملي ما نراه، “وتشكل آراءنا وتصوراتنا للواقع”، كما يستغل السياسيون هذه التكنولوجيا لتحويل المعلومات المضللة “إلى سلاح وفرض أجنداتهم الخاصة”، وتستخدمها الدول كأداة لمراقبة الصحفيين ومصادرهم، مما له “آثار مخيفة على العاملين في وسائل الإعلام في كل مكان”.

وحذر المفوض السامي من “سيطرة شبه كاملة” على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل مجموعة صغيرة من الشركات والأفراد، “وهي تستطيع، بكبسة زر، نشر وجهات نظرها وإسكات المعارضة”.

وأكد أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يتيح فرصة الالتزام على وجه السرعة بتغيير المسار، والذي يبدأ بالدول التي يجب أن تضمن سلامة الصحفيين، وأن تحميهم من الاعتداءات وحملات الكراهية والمراقبة والمضايقات الجسدية والقانونية.

وأقر المفوض السامي بدور شركات التكنولوجيا الحاسم، وأعلن عن إطلاق مبادئ توجيهية جديدة بالتعاون مع اليونسكو تساعدها على تقييم المخاطر التي تطرحها أدواتها وتهدد الصحفيين والأصوات الناقدة.

وقال: “بإمكان وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والمتنوعة أن تساهم في رأب الانقسامات في مجتمعاتنا. ويجب أن نبذل كل ما في وسعنا لحمايتها والسماح لها بالازدهار”.