أخبار الخليج

المملكة: المملكة قادرة على صدارة العالم في المعادن المستقبلية

“الجيولوجيا هو كتاب مفتوح … ومختبرها الحقيقي هو المجال” في هذه العبارة ، لخص الدكتور مصطفى محمد حريري ، الأكاديمي والمتخصص في علم الأرض ، فلسفة مسيرته العلمية والمهنية التي امتدت أكثر من ثلاثة عقود في خدمة الباحثين في العالم.
الدكتور حريري هو أستاذ جامعي متقاعد من جامعة الملك فهد في البترول والمعادن ، حيث عمل لمدة 27 عامًا ، شغل خلاله العديد من المناصب الأكاديمية والإدارية.
بعد تقاعده ، واصل الحريري العطاء الأكاديمي كأستاذ غير مملّي بجامعة الملك عبد العزيز ، وهو يعمل حاليًا كمستشار أعمال للمسح الجيولوجي السعودي.
خلال مشاركته في اجتماعات المجلس الاستشاري العلمي للسلطة ، أعرب الدكتور حريري عن تفاؤله بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه المجلس في دعم وتوجيه الأبحاث الجيولوجية والعمل الاستكشافي والمهام الجيولوجية للسلطة.

تعتبر المملكة واحدة من أغنى البلدان في العالم في التنوع الجيولوجي

قال: “كنت من بين الفريق الذي عمل على الاقتراح لإنشاء المجلس العلمي ، واستفدت من تجربتي السابقة في جامعة الملك فهد ، والتي كانت واحدة من أوائل الجامعات السعودية في إنشاء مجلس استشاري علمي ، وسيقدم المجلس مقترحات استراتيجية لدعم الاتجاهات العلمية للسلطة ، وتطوير عملها البحثي.”
وأضاف أن هذه المجالس تمثل صوت الخبرة الأكاديمية والعملية ، وتساهم في رسم خريطة طريق للهيئات العلمية ، بما يتناسب مع متطلبات المستقبل واتجاهات الدولة.

حول تطور علوم الأرض في المملكة ، يشير الدكتور حريري إلى قفزة نوعية في هذا القطاع ، مدفوعة بثورة التكنولوجيا. يقول: “إن علوم الأرض هي العلوم المتجددة والمتقدمة في الطبيعة ، ومع دخول أدوات مثل النمذجة ثلاثية الأبعاد ، وأصبح تحليل الصور الجوية ، والرادارات ، والطائرات بدون طيار ، وأدوات البحث والاستكشاف أكثر دقة وفعالية.”

التنوع الجيولوجي

أكد حريري أن تكنولوجيا اليوم أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحفريات والدراسات الجيولوجية ، خاصة وأن التقدم الرقمي ساعد في بناء قواعد بيانات ضخمة لتحليل طبقات الأرض ورسم خرائط للموارد المعدنية بدقة عالية.
حول خصوصية الجيولوجيا في المملكة ، يؤكد الدكتور حريري أن المملكة هي واحدة من أغنى البلدان في العالم في التنوع الجيولوجي ، حيث تشمل مجموعة متنوعة من الصخور والتكوينات الأرضية التي تشكل مرجعًا لطلاب الجيولوجيا والباحثين من مختلف البلدان.
وأوضح: “في الغرب ، لدينا الدرع العربي المليء بالثروة المعدنية والصخور النارية والمتحولة ، وفي الشرق نجد رواسب النفط والغاز. هذا التباين يجعل المملكة كتابًا جيولوجيًا مفتوحًا ، وهو أحد أبرز الأسباب لفردها في العالم.”
ويشير إلى أن جيولوجيا المملكة هي أيضًا مورد تعليمي ، كما كان ولا يزال وجهة لطلاب الجامعة من دول الخليج للتدريب الميداني ، بسبب ظهور الصخور على السطح بوضوح ، وهو غير متوفر في بلدان أخرى.

المعادن المستقبلية في المملكة

في ضوء التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة والتقنيات الحديثة ، يعتقد الدكتور حريري أن مستقبل الجيولوجيا في المملكة سيركز على استكشاف المعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم والمعادن النادرة.
قال: “كان التركيز في الماضي على الذهب والنحاس ، ولكن اليوم هناك اتجاه واضح نحو المعادن المستقبلية التي تدخل في صناعة البطاريات والالكترونيات المتقدمة ، وهذه رؤية ذكية تعتمد على احتياجات الاقتصاد العالمي.”
أكد حريري أن المملكة قادرة على أن تكون لاعبًا رئيسيًا في هذا السوق ، وذلك بفضل القدرات الطبيعية والدعم الحكومي والاستثمار في الأبحاث العلمية.
اختتم الدكتور مصطفى محمد حريري خطابه بتأكيد أن الأرض لا تكشف أسرارها لأولئك الذين يمرون بالمرور المحترم ، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يقرؤونها جيدًا ، ويفهمون لغتها ، ويتحلي بالصبر في دراساتها ، وسأل الله أن هذا العطاء سيستمر للأجيال القادمة ، وأن المملكة تظل رائدة في هذا المجال تحت قيادتها العقلانية.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى