اليوم العالمي للعمل الإنساني – الاحتياجات تزيد، التمويل يتقلص، والهجمات تتصاعد إلى عدد قياسي

اليوم العالمي للعمل الإنساني – الاحتياجات تزيد، التمويل يتقلص، والهجمات تتصاعد إلى عدد قياسي
وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الهجوم على العاملين في المجال الإنساني هو هجوم على الإنسانية، مؤكدا أنهم شريان الحياة الأخير لأكثر من 300 مليون شخص محاصرين في الصراعات أو الكوارث.
وحذر غوتيريش من أن ينبوع تمويل هذا الشريان آخذ في النضوب، وأن الهجوم على من يقدمون المساعدة الإنسانية يتزايد.
وتحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للعمل الإنساني يوم 19 آب/أغسطس من كل عام في ذكرى مقتل 22 شخصا من العاملين في مجال الإغاثة – منهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق – في الهجوم على فندق القناة في بغداد عام 2003.
أمين عام الأمم المتحدة ذكَّر – في رسالته – بأنه في العام الماضي، قُتِل نحو 390 شخصا من العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم – وهو رقم قياسي في ارتفاعه – من غزة إلى ميانمار مرورا بالسودان وأماكن أخرى.
ولفت إلى أن الخطوط الحمراء يتم تجاوزها دون أن ينال متجاوزيها أي عقاب، مؤكدا أن القواعد والأدوات موجودة، وأن ما ينقصنا هو الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية.
ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى تكريم شهداء الواجب الإنساني باتخاذ إجراءات لحماية كل عامل في المجال الإنساني والاستثمار في سلامته، ووقف الأكاذيب التي تزهق الأرواح، وتعزيز المساءلة وتقديم الجناة إلى العدالة، وإنهاء تدفقات الأسلحة إلى الأطراف التي تنتهك القانون الدولي.
وحث غوتيريش على المبادرة إلى العمل #من_أجل_الإنسانية.
العنف ضد عمال الإغاثة يجب أن ينتهي
وبالإضافة إلى الرقم القياسي الجديد الصادم لعمال الإغاثة الذين قُتلوا خلال عام 2024 أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بإصابة 308 من العاملين في المجال الإنساني، واختطاف 125 واعتقال 45 آخرين في نفس العام.
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ: “إن هجوما واحدا على زميل في المجال الإنساني هو هجوم علينا جميعا وعلى الأشخاص الذين نخدمهم”.
وأضاف: “الهجمات بهذا الحجم، دون أي مساءلة، تعد إدانة مخزية للتقاعس واللامبالاة الدوليين. وبصفتنا مجتمعا إنسانيا، نطالب مجددا أصحاب السلطة والنفوذ بالعمل من أجل الإنسانية، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة، ومحاسبة الجناة”.
وقال المسؤول الأممي إن العنف ضد عمال الإغاثة ليس حتميا، “ويجب أن ينتهي”.
اتجاه مقلق لم يتراجع
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن ارتفاع وفيات عمال الإغاثة بنسبة 31% مقارنة بعام 2023 يعود إلى الصراع المتواصل في غزة، حيث قُتل 181 عاملا إنسانيا، وفي السودان، حيث فقد 60 شخصا حياتهم.
وأضاف أن العنف ازداد ضد عمال الإغاثة في 21 دولة في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وكانت الجهات الحكومية هي الأكثر مسؤولية.
ونبه إلى أن الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 لم تظهر أي مؤشر على تراجع هذا الاتجاه المقلق، حيث قُتِل 265 عامل إغاثة حتى 14 آب/أغسطس.
وشدد المكتب على أن الهجمات على عمال الإغاثة وممتلكاتهم وعملياتهم تنتهك القانون الدولي الإنساني، وتقوض شرايين الحياة التي تعين ملايين الأشخاص المحاصرين في مناطق الحروب والكوارث.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي اعتمد القرار رقم 2730 في أيار/مايو 2024، الذي أكد مجددا على التزام أطراف النزاع والدول الأعضاء بحماية العاملين في المجال الإنساني، ودعا إلى إجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات. لكن مكتب أوتشا أضاف أن غياب المساءلة لا يزال متفشيا.
نبذة عن اليوم العالمي للعمل الإنساني
في 19 آب/أغسطس 2003، أسفر الاعتداء على فندق القناة في بغداد بالعراق عن مقتل 22 من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، بينهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، سيرجيو فييرا دي ميلو.
وبعد مضي خمس سنوات، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإعلان 19 آب/أغسطس يوما عالميا للعمل الإنساني.
وفي كل عام، يركز اليوم العالمي للعمل الإنساني على موضوع حيث تتضافر جهود الشركاء على امتداد المنظومة الإنسانية للدفاع عن بقاء المتضررين من الأزمات ورفاههم وكرامتهم، ولصون سلامة عمال الإغاثة وأمنهم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un