تركمانستان وأذربيجان وأوزبكستان يوقعون اتفاقيات تعاون شاملة في ختام قمتهم الثلاثية بآفازا

كتب: د. عبد الرحيم عبد الواحد
آفازا “تركمانستان”: اختتمت القمة الثلاثية بين تركمانستان وأذربيجان وأوزبكستان، التي عُقدت مؤخراً في منطقة آفازا السياحية على ساحل بحر قزوين، بتوقيع عدد من الوثائق الثنائية واعتماد بيان مشترك يعكس الإرادة السياسية للدول الثلاث في تعزيز التعاون الاستراتيجي على مختلف الأصعدة.
وقد عُقد اجتماع ثلاثي ضم الزعيم الوطني للشعب التركماني، رئيس مجلس “هلق مسلاهاتى” في تركمانستان قربانقلي بردي محمدوف، ورئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، ورئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، وذلك في مركز المؤتمرات بمنطقة آفازا الوطنية للسياحة.
وقد وجّه الزعيم الوطني للشعب التركماني الشكر لرؤساء الدول الشقيقة على قبول الدعوة لزيارة تركمانستان وعقد هذا الاجتماع الثلاثي على أعلى مستوى، مشيراً إلى أن شعوب دول المنطقة تجمعها روابط صداقة وأخوّة وحسن جوار متجذّرة عبر القرون، إلى جانب قيم تاريخية وثقافية وروحية مشتركة.
بحث التعاون المشترك
وأكد أن الاجتماع سيناقش آفاق التعاون المشترك، وأنه سيتم التوصل إلى اتفاقيات مهمة في ختامه. كما شدّد على الدور الكبير للتعاون الثقافي والإنساني ضمن أجندة العلاقات بين الدول، موضحاً أن تعزيز التعاون في هذا المجال سيسهم في تقارب شعوبنا وتوحيدها أكثر فأكثر.
وأعرب رئيس مجلس “هالك مسلاهاتى” عن ثقته في نجاح القمة، مؤكداً أن نتائجها ستكون خطوة مهمة لتعزيز التعاون الثلاثي وتنفيذ مشاريع ومبادرات مشتركة ذات شأن. كما تمنّى لرئيسي الدولتين الشقيقتين التوفيق في أعمالهما الوطنية، قبل أن يمنح الكلمة لرئيس جمهورية أوزبكستان.
وقد عبّر الرئيس شوكت ميرضيائيف عن شكره العميق لرئيس مجلس ” هالك مسلاهاتى” على المستوى الرفيع من التنظيم لهذه المفاوضات واللقاءات على الشواطئ الجميلة لبحر قزوين. وأكد الضيف الموقّر على الأهمية التاريخية لهذا اليوم – 22 أغسطس – في “السنة الدولية للسلام والثقة”، والذي منح منطقة آفازا الوطنية للسياحة مكانة عالمية متنامية. وأوضح أن الاتفاقيات التي ستُبرم في هذا الاجتماع ستعطي دفعة قوية لرفع العلاقات الثلاثية إلى مستوى نوعي جديد، مشيراً إلى أن علاقات أوزبكستان مع تركمانستان ذات طابع استراتيجي.
بعد ذلك، ألقى الرئيس إلهام علييف كلمة، أعرب فيها عن شكره على المستوى الرفيع لتنظيم فعاليات القمة الثلاثية، وأبدى اهتمام أذربيجان الكبير بتعزيز التعاون في مجالات الوقود والطاقة والنقل والخدمات اللوجستية، مؤكداً وجود فرص واسعة لتنفيذ مشاريع ومبادرات مشتركة في هذه القطاعات.
وأشار إلى أنه من بين الوثائق المزمع توقيعها عقب اللقاءات والمفاوضات، بروتوكول حول إقامة علاقات “مدن شقيقة” بين مدينة فضولي الأذربيجانية ومدينة “أركاداغ” التركمانية التي بُنيت بمبادرة من الزعيم الوطني للشعب التركماني.
ومن أبرز النتائج المعلنة توقيع بروتوكول توأمة بين مدينة فضولي الأذربيجانية ومدينة “أركاداغ” التركمانية، إضافة إلى الاتفاق على توسيع الشراكة في قطاعات الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية، إلى جانب العمل على إعداد برنامج استثمارات صناعية مشتركة للفترة 2026–2035 يهدف إلى تبادل التكنولوجيا، خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق العالمية.
أهمية التبادل التجاري
كما شدّد القادة الثلاثة على أهمية زيادة حجم التبادل التجاري وتطوير آليات جديدة للتعاون الاقتصادي، إضافة إلى بحث فرص تصدير الكهرباء والغاز الطبيعي التركماني إلى أوزبكستان وأذربيجان ومنها إلى أوروبا، وذلك في ضوء تشغيل محطة كهرباء جديدة بقدرة 1574 ميغاواط على الساحل التركماني لبحر قزوين.
وفي الجانب الثقافي والإنساني، أكدت القمة أن هذا المجال يمثل أولوية قصوى في العلاقات الثلاثية، حيث يُسهم في تعزيز التقارب بين الشعوب وتوطيد روابط الأخوة والتاريخ المشترك.
وكانت كلمات القادة الثلاثة خلال الجلسة العامة للقمة التي عقدت بتاريخ 22 أغسطس 2025 قد ركزت على أهمية القمة كخطوة نوعية لرفع مستوى التعاون إلى آفاق جديدة، حيث أعرب الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف عن تقديره للمستوى العالي من التنظيم، واعتبر القمة حدثاً ذا أهمية تاريخية في “السنة الدولية للسلام والثقة”. من جانبه أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على الاهتمام الكبير لبلاده بتطوير التعاون في مجالات الطاقة والنقل، مشيراً إلى الفرص الهائلة للمشروعات المشتركة. فيما شدّد الزعيم الوطني للشعب التركماني قربانقلي بردي محمدوف على أن دول المنطقة تقدّم نموذجاً متقدماً للتعاون السياسي والدبلوماسي يسهم في تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة.
أبرز نتائج القمة
1.اعتماد بيان مشترك باسم الدول الثلاث (تركمانستان، أذربيجان، أوزبكستان) يؤكد تعزيز الشراكة الاستراتيجية.
2.توقيع عدد من الوثائق الثنائية بين الدول، أبرزها:
oبروتوكول إقامة علاقات “مدن شقيقة“بين مدينة فضولي الأذربيجانية ومدينة “أركاداغ” التركمانية.
3.الاتفاق على تطوير التعاون في مجالات استراتيجية:
oالطاقة:
§استمرار صادرات الكهرباء التركمانية إلى أوزبكستان.
§بحث إمكانية تصدير الكهرباء إلى أذربيجان ومنها إلى أوروبا بعد تشغيل محطة جديدة بطاقة 1574 ميغاواط.
§مناقشة تصدير الغاز الطبيعي التركماني إلى أذربيجان وأوزبكستان.
oالنقل واللوجستيات: تعزيز الربط بين دول آسيا الوسطى وحوض قزوين باعتباره قطاعاً استراتيجياً.
oالتجارة: رفع حجم التبادل التجاري وتطوير آليات جديدة للتعاون بين المؤسسات الاقتصادية.
oالصناعة: إعداد برنامج استثمارات صناعية مشتركة (2026–2035)يهدف لتبادل التكنولوجيا وخلق وظائف جديدة وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات.
4.التعاون الثقافي والإنساني: اعتباره أولوية قصوى لتقريب الشعوب وتعزيز الروابط التاريخية والروحية.
5.الدعوة إلى المشاركة في المنتدى الدولي الخاص بالسنة الدولية للسلام والثقة والذكرى الـ30 لحياد تركمانستان.