قليل من الإنصاف للعميد.. حسام حسن يصنع الاستثناء في تاريخ تصفيات المونديال

لعقود من الزمن، كان طريق المنتخب المصري إلى كأس العالم مليئا بالعقبات والقلق والحسابات المعقدة.
في كل تصفيات، عاشت الجماهير على أعصابها حتى اللحظة الأخيرة، لكن هذه المرة كانت القصة مختلفة تماما.
منذ تصفيات 1994 عندما فشل المنتخب في الفوز على زيمبابوي وأهدر فرصة التأهل لكأس العالم في أمريكا، حتى تصفيات 2010 عندما تعادلنا مع زامبيا في القاهرة، ضاعت أحلام الجيل الذهبي بقيادة المعلم حسن شحاتة.
وظل مشهد المعاناة يتكرر، وكأن الصعود إلى كأس العالم هو قدر لا يمكن تحقيقه إلا بعد كفاح طويل.
في 1998 خسرنا أمام ليبيريا، وفي 2002 تعثرنا أمام ناميبيا، وفي 2006 لم ننجح في التغلب على بنين حتى في نسخة 2018، ورغم التأهل التاريخي إلى روسيا، إلا أن الصعود جاء بشق الأنفس، من ركلة جزاء قاتلة في الدقيقة الأخيرة أمام الكونغو.
لكن ما حدث هذه المرة بقيادة العميد حسام حسن كان مختلفا تماما.
لأول مرة في تاريخ مصر، يتأهل الفراعنة إلى كأس العالم دون قلق أو حسابات معقدة.
دون انتظار نتيجة المنافس، أو التعلق بآمال الجولة الأخيرة.
تأهل بالسيطرة والأداء الثابت والثقة التي جعلت الجماهير تعيش التصفيات بهدوء نادر. ولعل تلك هي أزمة حسام حسن، أنه جعل ما كان مستحيلا يبدو عاديا وسهلا.
المدرب الوطني الذي عرف كيف يغرس الحماس والانضباط في لاعبيه، أعاد لمصر هيبة كرة القدم، ولكن بطريقته، الهدوء والثقة والإصرار دون ضجيج، فالعميد لا يحتاج إلى الثناء بقدر ما يحتاج إلى الإنصاف.
وفي تاريخ مليء بالقلق والتوتر وتهديد بورما الذي يلوح في الأفق علينا، هو من كتب فصلا جديدا بعنوان «مصر تتأهل لكأس العالم ببساطة»، وهذا هو الإنجاز الأعظم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




