تغيّر المناخ يفاقم معاناة 80% من فقراء العالم

حذرت الأمم المتحدة أمس من أن ما يقرب من 80% من فقراء العالم، أو نحو 900 مليون شخص، معرضون بشكل مباشر لمخاطر المناخ التي تتفاقم بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال هاولينغ شو، القائم بأعمال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “لا أحد محصن ضد التأثيرات المتزايدة الشدة والمتكررة لتغير المناخ، لكن أفقر الناس لدينا هم الأكثر تضررا من هذه العواقب، بما في ذلك موجات الحر والجفاف والفيضانات”.
وقال في تصريح مكتوب لوكالة فرانس برس: “إن المؤتمر الثلاثين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30) في البرازيل في نوفمبر المقبل يجب أن يكون فرصة لزعماء العالم للنظر في العمل المناخي كإجراء ضد الفقر”.
ينشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز أبحاث مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية (OPHI) مؤشر الفقر العالمي السنوي متعدد الأبعاد، والذي يتضمن الآن بيانات من 109 دول يبلغ عدد سكانها 6.3 مليار نسمة.
ويأخذ هذا المؤشر في الاعتبار عوامل منها سوء التغذية ووفيات الأطفال، بالإضافة إلى نقص السكن وشبكات الصرف الصحي والكهرباء وفرص التعليم.
الوضع العائلي
وأظهرت النتائج أن 1.1 مليار شخص سيعيشون في فقر “شديد” متعدد الأبعاد في عام 2024، نصفهم من القُصّر.
وتعكس هذه الأرقام المشابهة لأرقام عام 2023، اتجاها نحو الركود في هذا الفقر متعدد الأبعاد، وهو ما يجسده تقرير المؤشر من خلال عرض حالة عائلة رجل يدعى ريكاردو.
ينتمي ريكاردو إلى مجموعة غواراني الأصلية، ويعيش في سانتا كروز دي لا سييرا في بوليفيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة ووالديه وشقيقته المطلقة وأطفالها.
ويبلغ عدد أفراد الأسرة 19 فرداً، ويعيشون في منزل واحد صغير، به حمام واحد فقط، ودخلهم محدود ومطبخ يعمل بالخشب والفحم، فيما لا يتلقى أي من أبناء الأسرة تعليماً مدرسياً.
4 مخاطر
وتتأثر منطقتان بشكل خاص بهذا الفقر: أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (565 مليون فقير) وجنوب آسيا (390 مليون فقير)، وهي المناطق المعرضة بشدة لآثار تغير المناخ.
وفي هذا السياق، وقبل أسابيع قليلة من انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين، سعى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد لمكافحة الفقر والتنمية البشرية هذا العام إلى تسليط الضوء على “التقاطع” بين هذا الفقر والتعرض لأربعة مخاطر بيئية: الحرارة الشديدة (ثلاثين يوما على الأقل تتجاوز فيها درجة الحرارة 35 درجة مئوية)، والجفاف، والفيضانات، وتلوث الهواء (تركيز الجزيئات الدقيقة).
وأظهر التقرير أن نحو 78.8% من هؤلاء السكان الفقراء (887 مليون نسمة) معرضون بشكل مباشر لواحد على الأقل من هذه التهديدات، وعلى رأسها الحرارة الشديدة (608 ملايين)، ثم التلوث (577 مليونا)، والفيضانات (465 مليونا)، والجفاف (207 ملايين نسمة).
وأوضح أن 651 مليون شخص يتعرضون لخطرين على الأقل، و309 ملايين إلى ثلاثة أو أربعة مخاطر، و11 مليوناً واجهوا المخاطر الأربعة جميعها في عام واحد، مؤكداً أن «تزامن الفقر ومخاطر المناخ يمثل بلا شك مشكلة عالمية».
تطوير
إن تزايد الظواهر الجوية المتطرفة يهدد التقدم في مجال التنمية. على سبيل المثال، أثبتت منطقة جنوب آسيا “نجاحها” في مكافحة الفقر، ولكن مع تعرض 99.1% من سكانها الفقراء لتهديد مناخي واحد على الأقل، يتعين على المنطقة “أن ترسم مسارا جديدا يوازن بين الحد من الفقر بشكل حازم والعمل المناخي الإبداعي”.
ومن المرجح أن يزداد الوضع سوءا، حيث أن درجات الحرارة العالمية الحالية أعلى بنحو 1.4 درجة مئوية مما كانت عليه في القرن التاسع عشر. وتشير التوقعات – على سبيل المثال – إلى أن الدول الأكثر فقرا في العالم اليوم ستكون الأكثر تضررا من ارتفاع درجات الحرارة.
• كان 1.1 مليار شخص يعيشون في فقر “مدقع” في عام 2024، نصفهم من القُصَّر.
• ركزت المنظمة الدولية على “التفاعل” بين الفقر والتعرض لأربعة مخاطر بيئية، بما في ذلك الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات، وتلوث الهواء.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر