مدبولي: دون مشروعات البنية الأساسية لم تكن تجذب المنطقة الاقتصادية استثمارات بـ11 مليار دولار

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن الدولة المصرية تستثمر وتنفق مئات المليارات على بنيتها التحتية، باعتبارها عنصر الجذب الاستثماري الذي يتيح الفرصة لإنشاء المصانع والمشروعات الإنتاجية في البلاد. ولولا مشاريع البنية التحتية هذه، لم تكن المنطقة الاقتصادية اليوم قادرة على جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل قيمتها إلى 11 مليار دولار في أكثر من 340 مشروعاً صناعياً ولوجستياً مثل هذا المشروع العملاق الذي نتواجد فيه الآن.
جاء ذلك في تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي عقب انتهاء زيارته اليوم لمحافظة السويس لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه المشروعات توفر أكثر من 80 ألف فرصة عمل وهذا العدد في تزايد، لافتا إلى حديث مع رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس تضمن أنه منذ حوالي 3 سنوات ونصف كان إجمالي عدد المصانع بالمنطقة الاقتصادية 43 مصنعا وهو ما يمثل حصاد الفترات السابقة، أما اليوم فهناك نحو 180 مصنعا بالإضافة إلى 120 مصنعا آخر يجري بناؤها حاليا، بالإضافة إلى الطلبات التي ما زالت تقدم. لإنشاء مصانع أخرى.
وأوضح أن المنطقة أصبحت مطلوبة بشدة من كافة المستثمرين سواء الاستثمار الأجنبي العالمي أو الوطني لإقامة المصانع والمشروعات التنموية هنا على أرض هذه المنطقة والبقعة الثمينة في مصر التي طالما حلمنا بأن تصبح منطقة لوجستية عالمية جاذبة للاستثمارات الكبرى.
وقال رئيس الوزراء "ودون ما تم في تطوير الموانئ مثل ميناء السخنة، ولا أريد أن أتحدث بالتفصيل عن كيف كانت أطوال الأرصفة آنذاك، والآن كيف أصبحت أطوال هذه الأرصفة. هذا الأمر كلفنا عشرات المليارات، نعم كلفنا ذلك، وكم كان حجم شبكة الطرق لدينا، وحجم المياه والصرف الصحي والكهرباء والغاز، وكم كان المطلوب لرفع كفاءة هذه المنطقة وجذب الاستثمارات التي نتحدث عنها اليوم والتي نجني ثمارها، هذا بناء الدولة، وهكذا. تنشأ الدول، وهذا هو طريق التنمية، ولولا هذا الإنفاق الكبير على البنية التحتية، لما استقطبنا مجموعات وشركات عالمية لتأتي وتكافح وتتنافس لإنشاء مصنعها هنا.".
وأضاف " لذلك، عندما نرى جميعا ما يحدث هنا كل يوم من فتح مصانع وشركاء أجانب جدد، ليس فقط من أجل جذب الاستثمارات، رغم أن ذلك هدف في حد ذاته تتنافس عليه الدول، ولكن عندما نرى نوعية الصناعات الموجودة، والصناعات التي كنا نستوردها وندفع لها بالعملة الصعبة، فهي اليوم موجودة في مصر، وبدلا من استيرادها بالدولار وإنتاجها بواسطة عامل في بلد آخر، أصبح العامل المصري لديه وظيفة. الفرصة متاحة، وأصبح أحد من ينتج هذه السلعة التي تكلف الدولة بالجنيه المصري. كل هذه الأمور هي منظومة متكاملة تحدث اليوم في أرض مصر".
وتابع "وعندما نتحدث عن شبكة قطارات متطورة لربط الموانئ الخاصة ببعضها البعض وتصبح جزءا من منظومة نقل البضائع، أولها شبكة القطارات فائقة السرعة المكهربة، والتي تبدأ في مرحلتها الأولى من هنا في ميناء السخنة وصولا إلى مطروح وحدودنا الغربية. ويأتي كل ذلك في إطار رؤية متكاملة للنهوض بهذا الوطن من خلال هذه المشاريع. هذا هو ما نتحدث عنه. توفير فرص العمل والنمو الاقتصادي يحدث بهذه الطريقة، ولولا هذه الاستثمارات التي قامت بها الدولة، لم يكن من الممكن تحقيق ذلك، واليوم لم تكن لدينا أهداف نمو 5 و6 و7 و8% خلال الفترة المقبلة إن شاء الله. أضف إلى ذلك أن الدولة لم تنس البعد الاجتماعي، ونعمل على المضي فيه من خلال التعليم والصحة. لكن مرة أخرى أؤكد أننا لو لم نقم نحن كدولة بتوفير مواردنا وتطويرها من خلال هذه المشروعات وتحقيق زيادة في الإنتاج والنمو الاقتصادي، لما تمكنا من الإنفاق على الصحة والتعليم، ولولا ذلك لم تكن لدى الدولة موارد للإنفاق على الخدمات الاجتماعية التي من المفترض أن ننفق عليها، والتي العائد الوحيد منها هو العائد الاجتماعي، وهو أمر مهم للغاية للمواطن المصري.".
وبدأ رئيس الوزراء تصريحاته بالقول: "أرحب بكم في ختام جولة ميدانية طويلة في محافظة السويس، ويشرفني تواجدي في محافظة السويس حتى نحتفل معًا باليوم الوطني لهذه المحافظة الباسلة. واسمحوا لي أن أنقل تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كافة أهالي محافظة السويس الباسلة، حيث يصادف العيد الوطني للمحافظة يوم 24 أكتوبر، تزامنا مع زيارتنا لها اليوم. ومن حسن الحظ أننا جميعاً تشرفنا أمس بحضور رئيس الجمهورية احتفالية وطن السلام. والتي هي جزء من احتفالات نصر أكتوبر العظيم".
وتابع مدبولي " لقد تشرفت اليوم برفقة عدد كبير من زملائي الوزراء على مدار اليوم. وكان الجزء الأول من الزيارة في مدينة السويس نفسها، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء لشئون التنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، والمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية. أما الجزء الثاني من الزيارة فكان في منطقة القناة الاقتصادية. السويس بحضور الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل والمهندس محمد الشيمي وزير قطاع الأعمال العام أثناء تواجدنا الآن في المنطقة اللوجستية لموانئ دبي العالمية يرافقه السفير حمد الزعابي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لدى جمهورية مصر العربية وليد جمال الدين. رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وسلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي. عالمي "عالم دي بي" يستضيفنا جميعًا اللواء الدكتور طارق الشاذلي محافظ السويس".
وتابع رئيس الوزراء "أولا، أود أن أتطرق إلى الجزء الأول من الزيارة، والتي تمت في مدينة السويس، حيث تفقدنا 4 نقاط مهمة للغاية، أولها شركة مصر للبترول، حيث افتتحنا مشروعا كبيرا جدا يضيف لقدرات مصر الإنتاجية في كافة المنتجات البترولية، وهو جزء من توفير مصر لمنتجات الطاقة المتنوعة، والاعتماد بشكل أكبر على المكون المحلي بعيدا عن الاستيراد.".
وقال "ثم انتقلنا لزيارة مستشفى صحة المرأة والطفل، وهنا أود أن أطلب من جميع المواطنين الاطلاع على جودة المستشفى التي تم افتتاحها ضمن نظام التأمين الصحي الشامل الذي دخل حيز التنفيذ منذ عام كامل، وسنرى مدى تقدم الخدمات الطبية المقدمة للمواطن المصري في محافظة السويس، وهي جزء من المنظومة الكبيرة جدًا التي تعتمدها الدولة اليوم لتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل على مستوى الجمهورية، والحمد لله. جميع المحافظات التي دخلت ضمن النظام تحصل عليه ويقدم للمواطن أعلى مستوى من الخدمة وبتكلفة رمزية تماماً". وأضاف" هدفنا هو تسريع وتيرة المراحل الثانية والثالثة والرابعة من هذا النظام الرائع الذي تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأعلنه هدفًا لتمتع كل مواطن مصري بأعلى جودة من الخدمات الصحية، مشيرًا إلى أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لتطبيق هذا النظام على مستوى المحافظات الأخرى، لكن الدولة عازمة على تسريع الوتيرة من أجل تطبيقه في جميع أنحاء مصر.".
وأشار رئيس الوزراء إلى زيارته المفاجئة لإحدى المدارس الابتدائية خارج برنامج الزيارة، مشيراً إلى أنه يحرص على هذه الزيارات المفاجئة للمدارس خلال جولاته بالمحافظات بهدف الاطمئنان على سير المنظومة التعليمية في المدارس، مضيفاً أنه حرص خلال زيارته لهذه المدرسة على الاطمئنان على معدلات حضور الطلاب ومتابعة النظام التعليمي الذي يشهد تطوراً في التعليم قبل الجامعي.
وتابع "واختتمنا زيارتنا لمحافظة السويس بزيارة جامعة السويس الوطنية التي فتحت أبوابها لأول مرة هذا العام حيث استقبلت 1600 طالب جديد سبق لهم أن التحقوا بالكليات النظرية والتقليدية الموجودة بالجامعات المصرية. وقد حرصت على إجراء حوار مع بعض الطلاب من أجل سؤالهم عن سبب التحاقهم بهذه الجامعات، وكانت الإجابة أن هذه الجامعات تقدم برامج حديثة تستشرف علوم المستقبل، كما أنها تقدم منتجاً غير موجود في الجامعات. تقليدي".
وتابع: "وهنا أود أن أتوقف وأؤكد على أمر مهم للغاية، وهو أنه قبل 10 سنوات لم يكن في مصر سوى 50 جامعة تقدم خدماتها لكل المصريين، واليوم في 10 سنوات بقيادة الرئيس السيسي لدينا 132 جامعة، أي أضيفت 82 جامعة جديدة، وساهمت الدولة في إنشاء عدد منها، كما تمكن القطاع الخاص من إنشاء جامعات أخرى.".
وأضاف:"وذلك ردا على ما يثار دائما حول الصحة والتعليم، مؤكدا أن الدولة تولي أهمية كبيرة جدا لهذين الملفين وتتحرك فيهما بوتيرة كبيرة جدا، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة، لكن الدولة ترى أن هذه الاستثمارات ستجني ثمارها على المدى الطويل من خلال أبنائنا الخريجين الذين يتلقون أفضل برامج التعليم.".
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الجزء الثاني من الزيارة كان للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدا حرصه على زيارة المنطقة الاقتصادية كل فترة، بهدف أن يعرف كل المصريين أن هذه المنطقة كان لها خطة، ووفقا لرؤية القيادة السياسية لها ومتابعتها وإصرارها على تنفيذ هذه الرؤية، وليست مجرد رؤية أو خطة خيالية، مضيفا أننا اليوم نجني ثمار كل التنمية المتنوعة والشاملة. الأعمال التي تمت في المنطقة الاقتصادية.
وأضاف "يتحدث الجميع منذ عقود عن متى سيتم استخدام قناة السويس كمحور وممر ملاحي، وهل العودة من قناة السويس هي فقط رسوم عبور السفن، وأن هذه المنطقة يجب أن تكون منطقة تنموية كبرى وتجذب آلاف فرص العمل وتكون مستقبل مصر.".
وأشار مدبولي إلى أنه اليوم في كل زيارة يقوم بها لهذه المنطقة يشعر بالسعادة إزاء الإنجازات التي يراها على أرض الواقع وفقا للرؤية السياسية لرئيس الجمهورية، لافتا إلى كلمة سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، والتي تتضمن أن ما تم إنجازه في البنية التحتية في مصر خلال السنوات العشر الماضية لم يحدث خلال الخمسين عاما الماضية.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بتقديم التحية والتقدير لجميع العاملين بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدا حرصه الدائم على التواجد بشكل مستمر في كل فترة للاحتفال مع كافة أبناء الشعب المصري بافتتاح المزيد من المصانع والمشروعات الإنتاجية التي لم تعد تقتصر على المنطقة الاقتصادية فحسب بل في جميع محافظات مصر، فضلا عن متابعته المستمرة مع الفريق مهندس كامل الوزير. نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل والمسئولين. ونظرا لحجم النمو والطلب والإقبال على المناطق الصناعية والمصانع بجميع محافظات مصر والتي تشهد إقبالا كبيرا للغاية، وكل هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا البنية التحتية التي توسعتها الدولة خلال الفترة الماضية، فقد وجه تحياته وشكره وتهنئته لكل أهالي محافظة السويس البواسل بمناسبة اليوم الوطني لمحافظة السويس، داعيا الله عز وجل أن يكون كل عام بمشروعات جديدة. لجميع المواطنين في مصر، ويجلب كل الخير لمصر.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




