كازاخستان ودول الخليج: رؤية مشتركة لمستقبلٍ يعتمد على الاستدامة، والابتكار، والدبلوماسية الخضراء

كتب: د. عبد الرحيم عبد الواحد
أستانا – في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة وتنامي دور آسيا الوسطى في المشهد الدولي، تبرز كازاخستان اليوم كجسرٍ استراتيجي بين الشرق والغرب، وبين موارد آسيا الوسطى ورؤوس الأموال الخليجية الطموحة، فقد فتحت السنوات الأخيرة فصلًا جديدًا من الشراكة بين كازاخستان ودول مجلس التعاون الخليجي — السعودية، قطر، الإمارات، الكويت، البحرين، وسلطنة عُمان، حيث تتقاطع الرؤى التنموية والطموحات الاقتصادية في مجالات الطاقة، والزراعة، والتمويل الإسلامي، والرقمنة، واللوجستيات المستدامة.
ومع صعود الخليج العربي كمركزٍ عالمي للنفط والاستثمار، نجحت كازاخستان في توطيد علاقاتها الثنائية عبر مبادرات ومشاريع كبرى، بدءًا من الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات العربية المتحدة في مجال البنية التحتية والطاقة المتجددة، مرورًا بالتقارب الاقتصادي والسياسي المتنامي مع المملكة العربية السعودية في مشاريع الرياح والزراعة الخضراء، وصولًا إلى الطفرة الاستثمارية التي قادتها دولة قطر بمليارات الدولارات في قطاعات الغاز والطاقة والتكنولوجيا الحديثة. كما تمتد علاقات أستانا إلى بقية دول الخليج ضمن إطار التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، من خلال القمم والمنتديات التي عززت الحوار حول الأمن الغذائي، والنقل، والمياه، والمناخ.
إنّ ما يجمع كازاخستان ودول الخليج ليس فقط المصالح الاقتصادية أو الجغرافيا السياسية، بل رؤية مشتركة لمستقبلٍ يقوم على الاستدامة، والابتكار، والدبلوماسية الخضراء، حيث تتلاقى التجارب التنموية الطموحة لبناء محورٍ جديد من التعاون بين آسيا الوسطى والعالم العربي، يُعيد رسم خرائط الطاقة والاستثمار والتكامل الإقليمي في القرن الحادي والعشرين.
يُصبح تقارب كازاخستان مع دول الخليج العربية جزءًا من بنية جيوسياسية جديدة تربط شرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا، ويُطلق الخبراء على هذا التقارب اسم “محور جنوبي مستقل للتعاون بين المناطق سريعة النمو”. كما ترتبط الدول باعتمادها المشترك على الوقود الأحفوري. وهنا، يرى الخبراء فرصًا لتحقيق تحول مشترك في مجال الطاقة من خلال إنشاء تحالف ما بعد الهيدروكربون تشارك فيه كازاخستان والشرق الأوسط.
وتُخصص الحلقة الأخيرة من برنامج “الدبلوماسية الكبرى” على قناة “جيبك جولي” التلفزيونية لتفاعلات كازاخستان مع دول الخليج العربي، التي أصبحت مراكز ثقل رئيسية في السياسة والاستثمار العالميين، وفقًا لتقارير كازينفورم.

كازاخستان ودول الخليج: أرضية مشتركة
تسيطر دول الخليج العربي حاليًا على ما يصل إلى 60% من احتياطيات النفط العالمية وحوالي 40% من غازها، وتستثمر عائدات النفط بنشاط في التنمية الاقتصادية. تُعزز المنطقة حضورها على الساحة العالمية بوتيرة متسارعة، مُشكلةً بذلك أجندة جديدة للسياسة والأعمال العالمية. أصبح مجلس التعاون الخليجي، الذي تأسس في أوائل الثمانينيات، لاعبًا مستقلًا في العلاقات الدولية.
ومنذ عام 2022، وصل مستوى التفاعل بين آسيا الوسطى ودول الخليج العربي إلى مستوى جديد، حيث عقب اجتماع وزراء الخارجية في الرياض وقمة القادة في جدة، عُقد أول منتدى للخبراء من المنطقتين، وتناولت مواضيع الحوار الرئيسية الطاقة والنقل والأمن الغذائي والموارد المائية.
وتروج كازاخستان لمركز أستانا المالي الدولي كمنصة للاستثمار من الخليج. وفي عام ٢٠٢٣، عُقدت هناك أول قمة بين آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي. وعقب الاجتماع، اتفق الطرفان على إنشاء صناديق مشتركة وطرق لوجستية عبر بحر قزوين.

شراكة استراتيجية مع الإمارات
وفي السنوات الأخيرة، وصلت الاتصالات إلى مستوى جديد. فقد أُقيمت شراكة استراتيجية مع الإمارات العربية المتحدة في عام ٢٠٢١، ومع قطر في عام ٢٠٢٤. ويجري بناء علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية، كما تتطور العلاقات مع دول أخرى في المنطقة.
وفي مجال الاستثمار، استثمرت الإمارات العربية المتحدة أكثر من ٣ مليارات دولار في اقتصاد كازاخستان، ومن المتوقع أن ينمو حجم التجارة المتبادلة مع هذا البلد إلى مليار دولار سنويًا. وتشارك الإمارات في تطوير ميناءي أكتاو وكوريك، اللذين يوفران لكازاخستان منفذًا على الخليج العربي، فيما يبني مستثمرون من كازاخستان أكبر مشروع للطاقة المتجددة في البلاد، وهو مزرعة رياح بقدرة 1 جيجاواط في منطقة زامبيل.

وتُعتبر دول الخليج العربي مصدرًا مهمًا للاستثمارات المحتملة، وخلال الزيارات المتبادلة، تم توقيع محافظ مشاريع مشتركة ضخمة بمليارات الدولارات، ويركز العمل على خمسة مجالات استراتيجية: الطاقة، والخدمات اللوجستية، والزراعة، والتمويل الإسلامي، والرقمنة.
لا تقتصر مشاركة كازاخستان النشطة في المنطقة على الاقتصاد فحسب، بل تتزايد مشاركة أستانا في المنتديات السياسية والبيئية الرئيسية، وعلى سبيل المثال، في يناير من هذا العام، ألقى الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف كلمة في قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، إحدى أكبر منصات الحوار في العالم العربي التي تُناقش فيها قضايا المناخ والطاقة وتقنيات المستقبل.

ويشير الخبير السياسي أمين جباروف إلى أن المصالح بين كازاخستان ودول الخليج العربي راسخة الجذور. واليوم، تتجسد هذه المصالح بأشكال مختلفة، بما في ذلك تحت تأثير العوامل الجيوسياسية وإعادة هيكلة طرق التجارة. ووفقًا للخبير، تُعدّ المملكة العربية السعودية من أهم شركائها في المنطقة.
وقال جباروف: “إنهم لاعب مهم في العالم الإسلامي. لطالما كانت لدينا علاقات دبلوماسية جيدة مع المملكة العربية السعودية. لكن هذه العلاقات اليوم أكثر براغماتية. فهي لا تُبنى بين زعيم العالم الإسلامي وكازاخستان، بل بين دولتين متساويتين تركزان على التنمية”.
ووفقًا للخبير، تستفيد كازاخستان من التعاون مع العالم العربي، نظرًا لحياد المنطقة واستقرارها الجيوسياسي واتصالها الوثيق بالأعمال التجارية العالمية. وأكد أن العامل الديني يتراجع تدريجيًا أمام الأولويات الوطنية. إذا كان مقيم في السعودية أو قطر يقول سابقًا: “أنا مسلم أولاً”، فإنه اليوم يقول: “أنا مواطن من بلدي”. وقد ساهم هذا في وصول كازاخستان إلى مستوى جديد من التفاعل مع العالم العربي، وفتح أسواقًا وفرصًا جديدة، كما خلص جباروف.
السعودية وكازخستان ودبلوماسية خضراء
تشهد العلاقات بين كازاخستان والمملكة العربية السعودية نموًا متزايدًا، وتكتسب أهمية استراتيجية لكلا الجانبين. ويشمل التعاون الثنائي الاستثمار والطاقة والزراعة والقضايا البيئية.
ووفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الإلكترونية (Comtrade)، صدّرت كازاخستان سلعًا تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار إلى المملكة العربية السعودية العام الماضي وحده. وكانت أهم السلع المصدرة هي المعادن غير الحديدية واللحوم والآلات. بينما استوردت المملكة سلعًا بقيمة تقارب 3 ملايين دولار، أبرزها الأدوية والفواكه والمكسرات.
وفي الوقت نفسه، تجاوزت استثمارات المملكة العربية السعودية في اقتصاد كازاخستان 110 ملايين دولار، ومن أكبر المشاريع بناء مزرعة رياح بقدرة 1 جيجاواط في منطقة زيتيسو، والمستثمر هو شركة أكوا باور السعودية، المتخصصة في الطاقة المتجددة، وتتجاوز تكلفة المشروع 1.5 مليار دولار أمريكي، كما تكثف التعاون بين البلدين في إطار العمل المشترك على تعزيز أجندة البيئة عالميًا، حيث دعمت السلطات السعودية قمة “الماء الواحد” في الرياض. وللتذكير، كان الرئيس توكاييف أحد المبادرين بهذا الاجتماع العالمي.
وتشير المستشرقة والمستعربة سامال توليوبايفا إلى أن التقارب بين كازاخستان والمملكة العربية السعودية هو ثمرة إصلاحات واسعة النطاق تُنفَّذ في المملكة، وقالت: أعتقد أن هناك عدة أسباب لذلك، أحد أهمها أن المملكة العربية السعودية تشهد حاليًا تحديثًا واسع النطاق، وسلسلة من الإصلاحات في طيف واسع من المجالات – الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. صورة البلاد آخذة في التغير. وكما هو معروف، لدينا جميعًا العديد من الصور النمطية عن المملكة العربية السعودية – أنها دولة منغلقة ومحافظّة، حيث لا يحكمها سوى الشريعة الإسلامية. ولكن منذ أوائل عشرينيات القرن الماضي، ومع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من بين آخرين، إلى السلطة، شرعت البلاد في مسار تحرير اقتصادي. وهذا ينطبق أيضًا على الاقتصاد؛ فالسعودية من أكبر المستثمرين عالميًا، بما في ذلك في بلدنا”، كما أشارت توليوبايفا. الصورة: لقطة شاشة من قناة جيبك جولي.
ووفقًا للخبير، تعمل المملكة بنشاط على تنويع اقتصادها، مبتعدةً عن الاعتماد على النفط. تُعدّ المملكة العربية السعودية حاليًا من أكبر الدول الرائدة في القطاع الزراعي في منطقة الخليج، حيث يُنتج فيها ما يقارب 50% من الإنتاج الزراعي. ورغم قسوة مناخها، تستثمر المملكة بنشاط في الزراعة، مُدركةً أهمية الواردات.

وقالت توليوبايفا: “تُولي المملكة العربية السعودية أهمية بالغة للتعاون مع الدول ذات التقاليد الزراعية العريقة، وكازاخستان إحداها. لدينا أراضٍ زراعية، ومناخ مُلائم، وبعضٌ من أفضل أنواع القمح في العالم. كما تُعدّ إمدادات اللحوم العضوية، وخاصةً لحم الضأن، أمرًا بالغ الأهمية. تشتهر لحومنا عالميًا بجودتها وخصائصها الغذائية”.
وأكدت سامال توليوبايفا أن المملكة العربية السعودية تلعب دورًا مُتميزًا، ليس فقط كمركز اقتصادي، بل أيضًا كمركز سياسي وروحي للعالم العربي. فهي تلعب دورًا هامًا في السياسة الدولية والإقليمية، حيث تلعب دور الوسيط، ومواقفها في هذا الشأن مُتوافقة مع مواقف كازاخستان. وأكدت توليوباييفا: “تحتل المملكة العربية السعودية مكانة خاصة في العالمين العربي والإسلامي. فهي مهد الإسلام واللغة العربية. وتشجع المملكة العربية السعودية بنشاط الحوار بين الحضارات والأديان، وتظل طرفًا رئيسيًا في حل نزاع الشرق الأوسط. إنها طرف إقليمي وعالمي يجب على المجتمع الدولي أخذه في الاعتبار”.
وتُشكل التنمية المستدامة والأمن المناخي محورًا رئيسيًا للتعاون بين كازاخستان والمملكة العربية السعودية.
وخلص الخبير إلى أن “التعاون في مجال التقنيات الخضراء والاقتصاد الأخضر بالغ الأهمية لمنطقتي آسيا الوسطى والشرق الأوسط، لأنهما الأكثر تضررًا من أزمة المناخ. ويتأثر الاحتباس الحراري بشكل خاص في آسيا الوسطى، ولطالما واجهت دول الخليج نقصًا في المياه العذبة. لذلك، يُعدّ العمل المشترك في هذا المجال ذا أهمية وفي الوقت المناسب، ونتطلع إلى مشاريع مشتركة شيقة في هذا المجال”.
قطر وكازاخستان علاقات مميزة
من جهة أخرى، تُعدّ قطر من أغنى دول العالم، وقد عززت كازاخستان علاقاتها معها بفضل الجهود الدبلوماسية النشطة، وقد مثّلت زيارة الرئيس توكاييف إلى الدوحة عام ٢٠٢٢ بداية عهد جديد من التعاون الكازاخستاني القطري.
وشهدت الاستثمارات القطرية في كازاخستان زيادة سريعة من ٨.٩ مليون دولار أمريكي عام ٢٠٢٣ إلى ١٥٦.٤ مليون دولار أمريكي عام ٢٠٢٤، ووفقًا للاتفاقية، تخطط قطر لاستثمار ما يقارب ٢٠ مليار دولار أمريكي في اقتصاد كازاخستان خلال السنوات المقبلة. ويُعزى نمو التجارة المتبادلة إلى زيادة صادرات اللحوم ومنتجات الثروة الحيوانية. في عام ٢٠٢٣ وحده، تجاوز حجم الصادرات ٥.٥ مليون دولار أمريكي، وبلغ إجمالي التبادل التجاري قرابة ١٠ ملايين دولار أمريكي. بالإضافة إلى التجارة والاستثمار، تُطوّر الدولتان شراكات في مجالات الأمن وهجرة العمالة والنقل، مما يجعل تعاونهما استراتيجيًا ومتعدد الأوجه.
وأشار سفير كازاخستان لدى دولة قطر، سعادة / أرمان إيساغالييف، إلى أن البلدين لم يُطوّرا علاقات اقتصادية فحسب، بل علاقات ثقة على أعلى مستوى، وقال: ينظر القطريون إلى كازاخستان كدولة وثيقة وصديقة. نحن أحد شركاء قطر الرئيسيين في آسيا الوسطى. ويعود ذلك إلى حد كبير إلى العلاقة الشخصية والثقة المتبادلة بين رئيسي دولتينا. قطر تُشاركنا ثقافتنا، وشعبانا يُقدّران التقاليد وكرم الضيافة.” وأشار إيساغالييف إلى أن الناس هنا يعرفون كازاخستان من خلال الرياضة، ويتابعون نجاحاتنا، ويُعجبون بجمالها الطبيعي.
وأوضح أن نمو الاستثمار القطري مرتبط بالإصلاحات الداخلية في كازاخستان وتحسين ظروف العمل، وقال:”هذا النمو مُبهر حقًا.” في حين بلغ حجم الاستثمارات القطرية في عام ٢٠٢٣ حوالي ٩ ملايين دولار أمريكي، فإنه سيتجاوز مليار دولار أمريكي في الربع الثاني من عام ٢٠٢٥، أي بزيادة قدرها ١٢٥ ضعفًا تقريبًا. ويعود هذا الاهتمام بالدرجة الأولى إلى الإصلاحات الجذرية التي أطلقها رئيس دولتنا، حيث أولى الرئيس الأولوية للاستقرار وسيادة القانون وتهيئة مناخ استثماري مواتٍ. ومنذ عام ٢٠٢٢، شهدت العلاقات بين كازاخستان وقطر ازدهارًا ملحوظًا. وتُوجت هذه الفترة بزيارة الدولة التي قام بها الرئيس توكاييف إلى الدوحة في فبراير الماضي.
وأكد السفير: “خلال السنوات الثلاث الماضية، أجرينا ست زيارات على مستوى رؤساء الدول وثلاث زيارات على مستوى رؤساء الحكومات”.

يذكر أن قطر تشارك بنشاط في مشاريع البنية التحتية الرئيسية، ومن أهمها بناء محطات معالجة الغاز التي ستوفر الطاقة لمناطق كازاخستان. وفي الوقت نفسه، بدأ العمل في بناء الخط الثاني من خط أنابيب الغاز بينو-بوزوي-شيمكنت، مما سيحسن موثوقية الإمدادات ويعزز إمكانات التصدير. علاوة على ذلك، من المقرر بناء محطة سيميبالاتينسك للطاقة الكهرومائية بقدرة 300 ميغاواط، مما سيساهم في تطوير الطاقة المتجددة. كما تعتزم قطر الاستثمار في تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الرقمية، مما يتيح فرصًا جديدة للمهنيين الشباب. ويجري العمل المشترك في مجالات التمويل والطب ومعالجة الحبوب المتقدمة.
سوق العمل أحد مجالات التعاون.
هذا مجال بالغ الأهمية للتعاون. تم توقيع اتفاقية تهدف في المقام الأول إلى حماية حقوق مواطنينا العاملين هنا. وهي تضمن حصول المواطنين الكازاخستانيين على… العمل ضمن إطار القانون القطري. وأوضح إيساغالييف أن الموظفين يحصلون على السكن والتأمين الصحي والإجازات وتذاكر الطيران مرة واحدة سنويًا خلال فترات الإجازات.
ويقيم حاليًا 1800 مواطن كازاخستاني في قطر، يعمل معظمهم في قطاعات الطاقة والطيران وتكنولوجيا المعلومات. ويدرس أكثر من 50 طالبًا من خلال منح دراسية في جامعات رائدة في الدوحة. إلى جانب الاقتصاد، تشهد السياحة نموًا أيضًا: يزور قطر حوالي 40 ألف مواطن كازاخستاني سنويًا، وقد زاد عدد السياح القطريين في كازاخستان بنسبة 50%.




