المديفر: المملكة تمتلك مقومات استراتيجية تجعلها مركزًا عالميًا للتعدين

وأوضح خلال مشاركته في جلسة بعنوان "تمهيد الطريق نحو الأمن المعدني العالمي" ضمن أعمال النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، تمتلك المملكة كل مقومات النجاح لتكون مركزاً عالمياً للصناعات المعدنية وسلاسل التوريد المرتبطة بها، وتجمع بين موقع جغرافي استراتيجي يربط بين 3 قارات، وإمكانات جيولوجية هائلة، ورأسمال بشري مؤهل، ورؤية واضحة لقيادتها.

بناء قطاع التعدين على مستوى عالمي

قال المديفر: "لقد أرست رؤية 2030 الأساس لبناء قطاع تعدين عالمي المستوى، تمامًا كما تم بناء أحد أكبر قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في العالم سابقًا. واليوم، نعمل على جعل التعدين والمعادن الركيزة الثالثة لقوتنا الصناعية، ولدينا كل ما نحتاجه لتحقيق ذلك من الموارد الطبيعية والمواهب إلى البنية التشريعية واستقرار الاستثمار."وأشار إلى أن الدرع العربي الذي يمتد على مساحة 700 ألف كيلومتر مربع لم يتم استكشافه بالكامل بعد، لافتا إلى أن قيمة الموارد المعدنية للمملكة ارتفعت من 5 تريليون ريال (1.3 تريليون دولار) إلى نحو 9.4 تريليون ريال (2.5 تريليون دولار)، وذلك بفضل توسع برامج المسح والتنقيب الجيولوجي، مؤكدا أن هذه الثروة الطبيعية تمثل قاعدة انطلاق لصناعة التعدين العالمية.

وأشار إلى أن المملكة قامت ببناء نظام تعديني حديث يعتمد على الشفافية والاستقرار وجذب المستثمرين، موضحا أن الاستثمار الأجنبي يشكل اليوم نحو 66% من إجمالي استثمارات التعدين، وتجاوز حجم الإنفاق على التنقيب في 2024 ضعف ما كان عليه في العام السابق، ليصل إلى 1.05 مليار ريال في 2024 مقابل 501 مليون ريال في 2023، مما يجعل المملكة من أسرع مناطق التعدين نموا في العالم.

المملكة ترحب بالشراكات الدولية

وأوضح نائب وزير الصناعة أن المملكة ترحب بالشراكات الدولية وتتبنى أحد الأطر التنظيمية الأكثر تنافسية في العالم، بما في ذلك الملكية الأجنبية بنسبة 100% من قبل المستثمرين. وأشار إلى أن نجاح التجارب السابقة مع كبرى الشركات العالمية مثل باريك جولد وألكوا وموزاييك يعكس قوة الشراكة السعودية مع القطاع الخاص العالمي.
وأشار إلى أن المملكة تقوم ببناء نظام تعديني شامل. "من المسح إلى إعادة التدوير" وتشمل الخدمات الاستكشاف وتطوير المناجم والهندسة والبناء والتمويل والتكنولوجيا والأسواق، وإنشاء بورصة للسلع في الرياض، مؤكداً أن هذا النظام سيجعل المملكة واحدة من أكبر مراكز التعدين المتكاملة في العالم.

التوظيف الذكي للمواهب الوطنية

وتحدث المديفر عن أهمية التحول التقني والتوظيف الذكي للمواهب الوطنية في تطوير القطاع، مشيراً إلى أن المملكة تعمل على بناء قطاع تعدين مستدام يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، مثل الإدارة عن بعد، والمركبات ذاتية القيادة، والروبوتات الصناعية.

وأشار إلى أن الوزارة عملت بالشراكة مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وإحدى الشركات "المعادن" إطلاق برنامج علوم وهندسة التعدين، بالإضافة إلى تطوير برامج تدريبية متقدمة مع جامعة الملك عبد العزيز وهيئة المساحة الجيولوجية، وإطلاق مبادرة "استوديو الابتكار التعدين" بالشراكة مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والبرنامج "نحن نبكي" والشركة "المعادن" و"الإسناد" والشركة "نيولاب" الأمريكية بهدف استقطاب المواهب العالمية وتطوير الحلول التقنية المبتكرة وإعداد جيل جديد من المواهب السعودية قادر على قيادة مستقبل قطاع التعدين.

أفضل منصة عالمية للتعدين

واختتم نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين كلمته بدعوة المستثمرين والخبراء للمشاركة في النسخة الخامسة لمؤتمر التعدين العالمي الذي تستضيفه الرياض، قائلاً: "وندعو الجميع لحضور المؤتمر الدولي للتعدين الذي يعد أفضل منصة عالمية للتعدين، ونعمل مع شركاء من مختلف دول العالم لخلق مستقبل أكثر استدامة وازدهار لهذا القطاع الحيوي."
يُذكر أن العاصمة الرياض ستستضيف النسخة الخامسة لمؤتمر التعدين الدولي خلال الفترة من 13 إلى 15 يناير 2026، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- تحت شعار "المعادن… تواجه تحديات عصر تنموي جديد"
ويشهد المؤتمر مشاركة واسعة من الوزراء والرؤساء التنفيذيين لأبرز شركات التعدين العالمية، مثل بي إتش بي، وإيفانهو ماينز، وريو تينتو، ومعادن، وزيجين، وباريك جولد، وهو ما يعكس مكانته كمنصة عالمية للنخبة في قطاع التعدين، وحدث كبير يجسد دور المملكة الرائد في قيادة مستقبل المعادن على المستويين الإقليمي والعالمي.