من التعهدات إلى العمل – مؤتمر المناخ يفتتح أعماله في البرازيل بالدعوة إلى تسريع العمل المناخي

من التعهدات إلى العمل – مؤتمر المناخ يفتتح أعماله في البرازيل بالدعوة إلى تسريع العمل المناخي
مع بدء المفاوضات في القمة السنوية التي تستمر أسبوعين، والمُنعقدة هذا العام في بيليم، وهي مدينة تقع عند مصب نهر الأمازون، في البرازيل، حث الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل المندوبين على التركيز على تحويل الطموح إلى عمل. وقال: “مهمتكم هنا ليست محاربة بعضكم البعض – مهمتكم هنا هي مكافحة أزمة المناخ هذه، معا”. وأضاف: “هذه هي قصة النمو للقرن الحادي والعشرين – التحول الاقتصادي لعصرنا”.
تفاؤل حذر
وقد افتتح المؤتمر وسط جو من التفاؤل الحذر. فقد شهدت الأيام الأخيرة تقديم عشرات الخطط الوطنية المناخية الجديدة، ليصل بذلك عدد الدول التي أعلنت التزامها بإجراءات للحد من الاحتباس الحراري إلى 113 دولة. حتى تشرين الأول/أكتوبر لم تقدم سوى 64 دولة مساهماتها المحددة وطنيا، وتمثل هذه الدول مجتمعة 69% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
وقد أشار تقييم أولي أجرته الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إلى أنه مع هذا التحديث الأخير، قد تنخفض الانبعاثات بنسبة 12% بحلول عام 2035.
“لا يمكننا تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية”
في كلمته الافتتاحية، حذّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من أن “تغير المناخ ليس تهديدا للمستقبل، بل هو مأساة الحاضر”. واستشهد بـ إعصار ميليسا الأخير في منطقة البحر الكاريبي والإعصار الذي ضرب ولاية بارانا البرازيلية بوصفهما تذكيرا صارخا بالأزمة.
وأضاف: “سيكون مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الثلاثين مؤتمر الحقيقة. في عصر التضليل الإعلامي، لا يرفض الظلاميون الأدلة العلمية فحسب، بل يرفضون أيضا تقدم التعددية. إنهم يتحكمون بالخوارزميات، ويزرعون الكراهية، وينشرون الخوف، ويهاجمون المؤسسات والعلم والجامعات. لقد حان الوقت لفرض هزيمة جديدة على المنكرين”.
ونبه الرئيس البرازيلي أنه لولا اتفاقية باريس، “لكان العالم متجها نحو ارتفاع كارثي في درجة الحرارة يقارب 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. نحن نسير في الاتجاه الصحيح، ولكن بسرعة خاطئة. بالوتيرة الحالية، ما زلنا نتجه إلى ما يزيد عن 1.5 درجة مئوية. تجاوز هذه العتبة مخاطرة لا يمكننا تحملها”.
مسار يتجاوز الاعتماد على الوقود الأحفوري
وحث الرئيس لولا قادة العالم على اعتماد مساهمات وطنية محددة طموحة، وضمان بقاء التكيف مع المناخ في صميم الاستراتيجيات الوطنية. ودعا إلى “خارطة طريق للبشرية للتغلب، بطريقة عادلة ومخططة، على اعتمادها على الوقود الأحفوري، وعكس مسار إزالة الغابات، وتعبئة الموارد اللازمة للقيام بذلك”.
كما أعلن عن إنشاء صندوق لدعم التحول في مجال الطاقة في الدول النامية، بتمويل من عائدات استكشاف النفط.
تساهم المصانع التي تعمل بالوقود الأحفوري في تغير المناخ.
التقدم المحرز خلال قمة القادة
وأكد الرئيس البرازيلي أن قمة القادة، التي عُقدت يومي 6 و7 تشرين الثاني/نوفمبر في بيليم، قد حشدت بالفعل 5.5 مليار دولار لصندوق الغابات الاستوائية الدائمة، وهو صندوق أطلقته البرازيل لمكافأة الدول على حماية الغابات المطيرة.
وشملت الالتزامات الجماعية الأخرى الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية في الأراضي، ومضاعفة إنتاج الوقود المستدام بمعدل أربع مرات، ومواءمة العمل المناخي مع مكافحة الجوع والفقر والعنصرية البيئية.
وقال السيد لولا إن جلب مؤتمر الأطراف إلى قلب الأمازون كان “مهمة صعبة ولكنها ضرورية”، إذ يتيح للعالم أن يشهد عن كثب حقائق أكثر المناطق تنوعا بيولوجيا على كوكب الأرض – الذي يشكل موطنا لأكثر من 50 مليون شخص و400 مجموعة من السكان الأصليين.
وأضاف: “أتمنى أن يُلهم هدوء الغابة صفاء الفكر اللازم لرؤية ما يجب فعله”.
الانبعاثات تتراجع
من جانبه، قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل إن الالتزامات والاتفاقيات التي عُقدت في مؤتمرات الأطراف المتعاقبة بدأت تُؤتي ثمارها، حيث بدأ منحنى الانبعاثات العالمية بالتراجع. وأقرّ السيد ستيل بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل، لكنه شدد على أن بيليم – “موطن مصب نهر الأمازون العظيم” – يمكن أن تكون مصدر إلهام.
وقال: “الأمازون ليس نهرا واحدا، بل نظام واسع يدعمه أكثر من ألف رافد. وبالمثل، يجب أن يكون تنفيذ نتائج مؤتمر الأطراف مدفوعا بمسارات متعددة من التعاون الدولي”.
لا يمكن لأي دولة حل هذه المشكلة بمفردها
أكد ستيل أنه “لا يمكن لأي خطة وطنية حل هذه المشكلة بمفردها”، مضيفا أنه “لا يمكن لأي دولة في العالم تحمل تكلفة الكوارث المناخية التي تُخفض الناتج المحلي الإجمالي الوطني بأرقام مزدوجة”. ووصف استمرار الظواهر الجوية الشديدة في إزهاق أرواح الملايين على الرغم من وجود حلول فعّالة بأنه “أمر لا يُغتفر”.
وقال: “ليس من المنطقي – اقتصاديا ولا سياسيا – الوقوف مكتوفي الأيدي بينما تُدمر موجات الجفاف الكارثية المحاصيل وتترفع أسعار المواد الغذائية إلى عنان السماء”.
ومن بين أولويات التفاوض الرئيسية التي أبرزها السيد ستيل:
⬅️انتقال عادل ومنظم بعيدا عن الوقود الأحفوري؛
⬅️مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة بمعدل ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة؛
⬅️حشد 1.3 تريليون دولار أمريكي سنويا للعمل المناخي في البلدان النامية؛
⬅️إقرار إطار عمل عالمي جديد لمؤشرات التكيف؛
⬅️النهوض ببرنامج عمل بشأن الانتقال العادل وبرنامج تنفيذ التكنولوجيا.
“مؤتمر للتنفيذ والتكيف والعلم”
افتتح أندريه كوريا دو لاغو، رئيس مؤتمر الأطراف الثلاثين المؤتمر رسميا بعد عرض موسيقي قدمه أفراد من شعب غواخاخارا الأصلي. وحث المندوبين على جعل هذا المؤتمر “مؤتمر الأطراف للتنفيذ والتكيف والتكامل الاقتصادي لسياسات المناخ – والأهم من ذلك كله – مؤتمر الأطراف الذي يصغي إلى العلم ويؤمن به”.
واختتم كلمته بالاعتراف بالدور المحوري للشعوب الأصلية بوصفهم حماة للأمازون – المنطقة التي أصبحت الآن محور اهتمام العالم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un




